المبادرة تسهم في تقليل 20% من انبعاثات الكربون

150 جهة تشارك في «دوام بلا مركبات»

«المجلس» يشجع على المشاركة في المبادرات الهادفة. تصوير: أشوك فيرما

أعلنت بلدية دبي عن مشاركة 150 جهة من الدوائر الحكومية وقطاع المصارف وقطاع المطورين والتجزئة في مبادرة «دوام بلا مركبات»، الهادفة للإسهام في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ونشر الوعي حول ظاهرة الاحتباس الحراري، والحد منها، بما يسهم في تحقيق إنجاز جديد لدبي كمدينة صديقة للبيئة.

مبادرة هادفة

قال الأمين العام لشؤون المجلس التنفيذي لإمارة دبي، المهندس عبدالله الشيباني، إن المجلس يشجع على المشاركة «في المبادرات الهادفة التي تطلقها الجهات الحكومية، مثل ساعة الأرض التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي لتقليل إنتاج الكهرباء» مضيفاً أن «المشاركة لا ينبغي أن تكون باستخدام المترو فقط، إنما باستخدام مركبة واحدة لأكثر من شخص، أو المواصلات العامة لتقليل استخدام المركبات وانبعاثات الكربون».

وتابع أن ذلك يأتي تماشياً مع الغايات الاستراتيجية لمعالجة الفجوات والمسببات الرئيسة، التي تم تشخيصها ضمن خطة دبي 2021 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتحديداً تلك الواردة في محور مدينة ذكية ومستدامة، التي تتضمن إيجاد بيئة ذات عناصر نظيفة، صحية ومستدامة وحضرية وآمنة وموثوقة.

وأكد الشيباني أن المجلس سيشارك بمبادرة للمرة الأولى تزامناً مع «دوام بلا مركبات» في توفير حافلة نقل جماعي للموظفين، تمر على منازلهم وتقلهم، وعند نهاية اليوم تقلّهم إلى منازلهم مرة أخرى، مضيفاً أن عدد موظفي المجلس يصل إلى 100 موظف.

وقال مدير عام البلدية، المهندس حسين ناصر لوتاه، إن المبادرة ستنطلق في الرابع من فبراير المقبل، بالتزامن مع يوم البيئة الوطني، مشيراً إلى أن دول العالم تسعى لأن تكون صديقة للبيئة، وتتبنى حلولاً مستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية من المركبات، وتلافي ما ينجم عنها من تفاقم لظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكر أن البلدية وجهت الدعوة إلى المؤسسات والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص للإسهام في تحقيق أهداف المبادرة، من خلال المشاركة فيها، واستخدام وسائل النقل الجماعي للوصول إلى مواقع العمل، بدلاً من استخدام المركبات الشخصية.

وأضاف لوتاه أن المركبات تعتبر المصدر الرئيس لتلوث الهواء، وتسهم بنسبة تراوح بين 15- 20% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، موضحاً أن المركبة المصنعة في أميركا تطلق ما مقداره 300 باوند من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، باستخدام خزان وقود مملوء بحجم 15 غالوناً. أما المركبة المصنعة في أوروبا فتطلق ما مقداره أربعة أطنان من الغاز نفسه سنوياً.

وأضاف أن قطاع النقل يسهم بنسبة 20 - 25% من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري عالمياً، وفي انبعاثات ملوثات الهواء، مثل أكاسيد النتروجين وغاز ثاني أكسيد الكبريت وغاز أول أكسيد الكربون والجسيمات العالقة في الهواء، التي تهدد سلامة البيئة والمجتمع، وتؤثر سلباً في الجهاز التنفسي للإنسان، وتهدد جهاز المناعة لديه، وتتسبب في وفاته.

وأشار إلى أن المبادرة انطلقت في عامها الأول بمشاركة جهة واحدة، هي البلدية، ووصل عدد المركبات التي لم تستخدم في ذلك العام إلى 1000 مركبة، وبلغ عدد الجهات المشاركة في المبادرة في عامها الخامس 66 جهة من القطاع الحكومي والتعليمي والخاص، ووصل عدد المركبات التي لم تستخدم في يوم المبادرة أكثر من 7000 مركبة، وارتفع حجم الخفض في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري إلى سبعة أضعافه خلال خمس سنوات من عمر المبادرة ليصل إلى 20 طناً.

وأكد لوتاه أن المبادرة أصبحت واحدة من أهم المنصات على مستوى الدولة، التي يمكن من خلالها عرض المنتجات والمشروعات والأبحاث والممارسات الصديقة للبيئة، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، من خلال المعرض البيئي الذي تنظمه البلدية في يوم المبادرة في مواقف المركبات، التابعة للمبنى الرئيس للبلدية في ديرة، الذي يتم من خلاله توفير مساحات كافية ومجانية للعارضين.

وأوضح أن دبي تسعى إلى تحقيق الريادة في مختلف المجالات، ومنها المجال البيئي. وأطلقت البلدية مبادرتها البيئية «دوام بلا مركبات» في 2010 التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، خصوصاً مع طبيعة الإنجازات المتحققة من خلال تنفيذ المبادرة التي تتمثل في خفض البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات المركبات، وتحديداً غاز ثاني أكسيد الكربون، وتالياً الإسهام بشكل مباشر في وضع حلول مستدامة لظاهرة الاحتباس الحراري، التي تتسبب في العديد من الانعكاسات السلبية على البيئة والمجتمع والاقتصاد.

تويتر