«الأرصاد»: تنفيذ 193 طلعة جوية عام 2014

11 طلعة جوية لاستمطار السحب خلال الأيام الماضية

المركز يضم 6 طائرات مجهزة بأدق الأجهزة مع حاملات خاصة للشعلات الملحي. من المصدر

كشف المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، الدكتور عبدالله المندوس، أن الحالة الجوية التي تأثرت بها الدولة خلال الأيام الماضية والتي تعتبر الأولى خلال عام 2015، كانت جيدة جداً لإجراء عملية استمطار السحب التي صاحبة تلك الحالة، إذ تكونت السحب المناسبة التي تتوافر فيها جميع شروط الاستمطار، وتم تلقيحها من خلال إطلاق 352 شعلة ملحية ضمن 11 طلعة جوية، ما ساعد على سقوط أمطار بكميات جيدة وعلى مناطق واسعة من الدولة.

تطبيقـات الاستمطار

يختص قسم تطبيقات الاستمطار بالمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بـ 10 مهام، تتضمن التخطيط لعمليات الاستمطار ووضـع البرنامج الزمني لها بناء على دراسة الأحوال الجوية والمناخية للمناطق المختلفة بالدولة في الفصول المختلفـة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ عمليات الاستمطار من تحضير للطائرات والمواد والحصول على التصاريح لتحركات الطائرات، ودراسـة نواتج عمليات الاستمطار، ومتابعـة نتائج مشروعـات الاستمطار في الدول الأخرى للاستفادة بها في رفع كفاءة عمليات الاستمطار بالدولـة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/256439.jpg


منحة

أطلقت وزارة شؤون الرئاسة، أول من أمس برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وهو عبارة عن منحة إماراتية قيمتها خمسة ملايين دولار (نحو 18.4 مليون درهم)، تقدم إلى خمسة مشروعات متميزة، وتسهم في تعزيز المكانة الريادية للدولة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتنفيذ خطط الاستمطار في المناطق شبه الجافة حول العالم، كما يقدم نموذجاً ريادياً يمكن الاقتداء به في بلدان أخرى، فضلاً عن كونه يتماشى مع استراتيجية الابتكار في الإمارات.

وأشار إلى أن المركز نفذ 193 طلعة جوية لتلقيح السحب والاستمطار الصناعي خلال العام الماضي، واستمرت كل عملية ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات تم خلالها اطلاق ما يقارب 3145 شعلة ملحية ليتم تلقيح أغلب السحب التي تكونت على الدولة وتوافر بها شروط التلقيح، إذ إن التلقيح يهدف إلى تحفيز السحب الركامية لإدرار أكبر قدر ممكن من المياه، بالإضافة إلى إطالة عمر السحب الركامية التي تأخذ كل واحدة ما يقارب 45 دقيقة لتبدأ سحابة ركامية أخرى بالتكون.

وأكد المندوس، أهمية برنامج الاستمطار لدولة الإمارات، لكون مناخها جافاً ويقل فيه معدل الأمطار السنوي عن 100 مم، مع معدل تبخر عالٍ للمياه السطحية ومعدلات ضئيلة لتجدد المياه الجوفية، وهي أقل بكثير من معدلات الاستهلاك السنوي.

وأوضح أن برنامج الإمارات لاستمطار الغيوم تم تأسيسه في نهاية التسعينات، ومع بداية عام 2001 تم التعاون مع منظمات عالمية مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو في الولايات الأميركية المتحدة، وجامعة وتويترز راند في جنوب افريقيا، ووكالة الفضاء الاميركية ناسا، مشيراً إلى أن التعاون استمر لمدة أربع سنوات عبر تنفيذ دراسات مشتركة للخصائص الفيزيائية والكيميائية للغلاف الجوي، الخاص بدولة الإمارات، مع التركيز على خصائص الهباء الجوي والملوثات ذات الأثر في تشكل السحاب وتراكمه.

وقال إن المركز أجرى دراسات مختلفة كان آخرها عام 2004 التي اتخذت الطريقة الإحصائية العشوائية، إذ تم تجميع ما يقارب 150 حالة جوية وتم دراستها كل على انفراد، وقد أكدت تلك الدرسات أن النتائج ستكون جيدة، إذ سيتم من خلال عمليات الاستمطار زيادة الهطول من السحابة ما بين 15-35%، وذلك اعتماداً على شفافية الغلاف الجوي ونقائه من الشوائب العالقة، التي تتدخل أصلاً في الصفات الفيزيائية والكيميائية للسحاب.

وأوضح المندوس، أن الغرض من الدراسات ايجاد عوامل اساسية تسهم في تكون القطرات منها المائية والثلجية، التي تسهم في تكوين السحاب وتعزيزه وبالتالي التوصل إلى تحسن مستوى الأمطار، مشيراً إلى انه لإجراء عمليات تلقيح السحاب يتطلب وجود بنية تحتية متكاملة متخصصة في هذا المجال، التي تشمل وجود شبكة محطات رصد أرضية، تقوم برصد عناصر الطقس على مدار الساعة، والتي تشمل كلاً من درجة الحرارة الجافة ودرجة الندى والضغط الجوي والرياح سرعتها واتجاهها، وشدة الإشعاع الشمسي، بالإضافة إلى مقاييس لكميات الأمطار، وتضم هذه الشبكة أكثر من 65 محطة أوتوماتيكية موزعة بشكل مدروس على مناطق متفرقة من الدولة لتتلاءم مع الطبيعة الجغرافية لكل منطقة، يتم من خلالها مراقبة الأجواء بشكل مباشر ومتواصل.

كما تضم البنية التحتية شبكة رادارات متطورة تشمل ستة رادارات، منها خمسة رادارات جوية ثابتة، ورادار جوي متحرك، إذ تقوم هذه الشبكة على مراقبة السحب الممطرة التي تستخدم في توجيه طائرة الاستمطار لوضعها في المكان المناسب داخل السحاب، ويقوم الرادار بتشريح السحابة إلى مقاطع عرضية متعددة يتم من خلالها معرفة أماكن الرياح العمودية داخل السحاب، كما يتم أيضاً معرفة أماكن الأمطار المتوقعة وأماكن حدوثها وشدتها في الوقت نفسه، أما عن الأقمار الاصطناعية ذات القنوات المختلفة التي تتعامل مع عناصر عدة تتعلق بالأحوال الجوية، يستدل عن طريقها بداية تكون السحاب التي تعتبر من الخطوات المهمة والحرجة في إجراء عمليات التلقيح.

وأضاف أنه بعد دراسة الأحوال الجوية التي تبدأ عادة مع بداية الصباح يتم التعرف إلى الحالة المتوقعة على الدولة ويتم دراسة إمكانية تكون السحب الركامية، ثم يتم الإبلاغ عن فرصة تكون هذه السحب، ومن ثم وضع الطيارين في حالة جاهزية وتنبيهم بالوقت المتوقع والمناسب لبدء إجراء هذه العمليات، مشيراً إلى أن المركز يضم ست طائرات من نوع «بيتشكرافت سي 90» مجهزة بأدق الأجهزة مع حاملات خصاصة للشعلات الملحية، كما يضم المركز ستة طيارين مدربين على التعامل مع السحب الركامية ذات الخطورة في وجود الرياح الصاعدة التي يتخللها مطبات هوائية شديدة.

وعن آلية تنفيذ الطلعات الجوية أشار المندوس، إلى أن الخبراء التابعين له يقومون برصد السحب عن طريق الأقمار الاصطناعية وعند ظهور تشكل سحابة في منطقة ما داخل الدولة من خلال توافر مجموعة من المعايير المناسبة، التي تشير إلى قابلية إجراء عملية التلقيح يتم وضع الطائرة والطيار في وضع الاستعداد، ثم يقوم خبراء الأرصاد بتوجيه الطيار ومتابعته أثناء عملية التلقيح من خلال الاتصال اللاسلكي ثم يبدأ الطيار بحرق الشعلات وإطلاق مواد التلقيح، وتبدأ هذه المواد بتجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم ويصبح الهواء غير قادر على حملها لتسقط على الأرض، لافتاً إلى أن تلك العملية معقدة جداً وتستوجب الدقة في طريقة التلقيح، حيث يتم توجيه الطائرة إلى المكان المناسب وفي الوقت الملائم، وذلك لضمان الهدف المرجو من هذه العمليات، ويقوم بتنفيذها خبراء أكفاء من المركز الوطني للأرصاد.

ولفت إلى أن عملية تلقيح السحب تتم في أماكن وجود التيارات الهوائية الصاعدة في أسفل قاعدة السحاب، التي تعمل على نثر أملاح التلقيح ورفعها إلى الطبقات العليا من السحابة، وتستغرق عملية حقن السحب من دقيقتين إلى ثلاث دقائق لكل حقنة ويعتمد عدد الحقن المطلوبة على الطبيعة الديناميكية والفيزيائية للسحاب المستهدف، بالإضافة إلى ضرورة استمرارية الهواء الصاعد داخل السحاب، حيث إن عملية تفاعل السحاب مع هذه المواد تستغرق نحو 15-20 دقيقة بوجه عام.

وأوضح المندوس، أن لبرنامج الاستمطار هدفين رئيسين هما المساهمة في تقديم علم الاستمطار والتكنولوجيا المستخدمة فيه وتطبيقاتها وتحفيز الاستثمار في تمويل البحوث والشراكات عالمياً، بالإضافة إلى زيادة معدلات الأمطار في الإمارات والمناطق الجافة وشبه الجافة الأخرى.

اضغط الرابط لمشاهدة اللقطات المصورة والصور.

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_11_01_2014_2

تويتر