«شما» ترى الحياة بالموسيقى.. وتحصيلها في «الرياضيات» 100%

«شما» تعاني فقدان البصر منذ الطفولة. الإمارات اليوم

استعانت الطالبة شما مراد أحمد، التي تدرس في الصف العاشر بمدرسة الظيت في إمارة رأس الخيمة، بالعلم والموسيقى للتغلب على معضلتها البصرية، وهي متفوقة، إذ حصلت على درجة 100% في مادة الرياضيات العام الماضي، كما أن جميع درجاتها في بقية المواد لا تقل عن 96%.

وتعاني (شما) فقدان البصر منذ الولادة لأسباب وراثية، وتؤكد لـ«الإمارات اليوم» أنها تأقلمت مع إعاقتها، وتمارس حياتها بشكل طبيعي، موضحة أنها شعرت بالعجز وبحقيقة إعاقتها عندما بدأت في المراحل التعليمية الأولى بمركز تأهيل المعاقين، إذ كان من الصعب عليها في البداية تعلم الكتابة على آلة «برايل»، كما واجهت صعوبات كبيرة في قراءة المناهج والكتب الدراسية وإعادة كتابتها على طابعة «برايل».

وأضافت «حاولت التغلب على جميع المشكلات التي تواجهني في الدراسة، من خلال الاستماع لشرح المعلمة في الفصل الدراسي، كما بدأت أخذ دورات تدريبية من أحد اختصاصيي التربية الخاصة، وأصبحت متفوقة في الكتابة والقراءة بنظام برايل».

وذكرت (شما)، التي كانت تؤدي امتحانات الفصل الدراسي الأول، أنها تراجع دروسها بشكل يومي، وأن شقيقتها الصغرى تقوم بقراءة المنهج الدراسي لها، لافتة إلى أنها تمتلك مهارة خاصة في حفظ الدروس في الصف الدراسي والمنزل، عند استماعها للمنهج من أول مرة.

وأضافت أنها لا تواجه أي مشكلات في التواصل مع الآخرين، إذ إنها تمتلك جهاز «لاب توب»، خاصاً بذوي الإعاقة من المكفوفين، يعمل بخاصية برايل، وتتواصل مع زميلاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتصفحها عبر تحويل النص المكتوب إلى كلام مسموع.

وأوضحت أنها تمتلك هاتفاً محمولاً يحول الرسائل النصية التي تردها إلى مقروءة، مشيرة إلى أن التطور التكنولوجي ساعدها كثيراً في التواصل مع الآخرين، والاندماج في المجتمع من دون خجل، وتابعت أنها ستنضم إلى طلبة القسم الأدبي، العام الدراسي المقبل، لأنها تمتلك مهارة حفظ المناهج الدراسية، كما تطمح إلى أن تدرس في كليات التقنية للعمل في مجال التعليم.

وتعشق (شما) الموسيقى والعزف على آلة البيانو، إذ إنها تدخل غرفة الموسيقى في المدرسة بمفردها، للعزف على الآلات الموسيقية التي تجعلها «تبصر الحياة من خلال الموسيقى».

تويتر