مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تعلن بدء العمل بمؤشر المعرفة الأول من نوعه عربياً

أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بدء العمل بـ"مؤشر المعرفة" لمساعدة صناع القرار في الدول العربية للعمل على تشخيص وحل المشاكل التي تواجهها وتعترض سبيل نشر المعرفة وتطوير إنتاجها بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة بالعالم العربي.

وتحدث في الجلسة التي خصصت لمناقشة المؤشر وأهميته ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة الأول الذي تختتم أعمالة اليوم تحت شعار "تمكين أجيال الغد"، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم جمال بن حويرب، ومدير و منسق تقرير المعرفة العربي الدكتور غيث فريز، ورئيس منتدى الاقتصاديين العرب الأستاذ سمير العيطة، ووزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ، وأدارت الجلسة الإعلامية راغدة درغام.

وأبرزت الجلسة حاجة المنطقة العربية لوجود مؤشر عربي للمعرفة والمخصص لدعم سبل التنمية في العالم العربي من خلال رصد واقع المعرفة في الوطن العربي بشكل سنوي، مع مراعاة خصوصيات المنطقة العربية ليتم منح تصنيفات خاصة عن مدى تطور واقع المعرفة في كل دولة عربية.

وبين بن حويرب في الجلسة أن  مؤشر المعرفة العربي قد بدء العمل عليه وإطلاقة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الحثيثة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للعمل على نشر المعرفة وتطوير مستوياتها في دولة الإمارات التي لا يمكن أن تتم بمعزل عن تطوير مستويات المعرفة في باقي  دول العالم العربي.

وأشار إلى أن المؤسسة عملت من هذا المنطلق على إطلاق هذا المؤشر لمساعدة صناع القرار في الدول العربية للعمل على تشخيص وحل المشاكل التي تواجهها وتعترض سبيل نشر المعرفة وتطويرها وإنتاجها، خاصة أن هنالك فجوة بين الدول العربية في هذا المجال بسبب محاولة بعض الدول الخروج من بعض أزماتها وتحدياتها كالفقر  والبطالة وتبعات الربيع العربي.

كما تحدث بن حويرب عن دور التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم عمية نشر المعرفة انطلاقاً من انتشار وسائل الإعلام الاجتماعي وقدراتها التي لا يمكن تجاهلها وتجاهل دورها وتداخلها في مختلف المجالات، لذلك فإن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تعمل على نشر المعرفة مستخدمة كافة الوسائل والقنوات والاستراتيجيات، مؤكداً على أن مؤشر المعرفة الذي أعلن اليوم بدء العمل به كعامل مساعد في دعم هذا التوجه.

وتحدث الدكتور غيث فريز عن أن مؤشر المعرفة العربي سيقيس من خلال مجموعة من الأدوات المحددة الصورة الكاملة لمجتمع المعرفة، ويضع النتائج أمام صانع القرار والمواطن بشكل دقيق وببعد زمني دقيق، مشيراً إلى أن  أغلب المؤشرات العالمية التي تقيس المعرفة تركز بشكل كبير على البعد الاقتصادي،  وتغفل نواحي التنمية الإنسانية وقضايا تنموية هامة مثل العدل الاجتماعي، علاوة على ذلك فهي قد بنيت لتتعامل وتلائم واقع الدول الصناعية الأكثر تقدماً في العالم ولم تأخذ بالحسبان العديد من المؤشرات ذات العلاقة بواقع وتحديات وطموحات الدول النامية والصاعدة لإقامة مجتمعات واقتصادات المعرفة، إضافة إلى إغفالها الواضح للعلوم الإنسانية والاجتماعية وتركيزها على العلوم الوضعية والتطبيقية. 

كما وأكد فريز أنه هذا هو من أهم الأسباب التي دفعتنا للعمل والتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لإيجاد مؤشر معرفة خاص بالعالم العربي يعكس صورة واقعنا بشكل أقرب لاحتياجاتنا ويراعي القضايا التنموية التي تهمنا وتدعم طموحاتنا وتساعد في مواجهة تحدياتنا لنتعامل مع واقعنا بشكل أفضل.

كما تحدث في الجلسة سمير العيطة عن التحديات التي تواجهه العالم العربي في ظل الوضع الراهن لحال الدول العربية مشيراً إلى بروز ظاهرة  تسونامي الشباب، وكيفية التعامل  مع الشباب العربي في الفترات المقبلة، موضحاً بأنه عن طريق مؤشر المعرفة العربي سنستطيع معرفة التوجه الأمثل الذي يجب أن يستخدم بهذا الخصوص وما هي أوجه الإنفاق على الشباب العربي لحل مشكلاته. 

وأشار العيطة إلى المواءمة بين موضوع البحث العلمي وقضية أساسية أخرى هي التكامل العربي، كما دعا العيطة إلى وجوب زيادة حجم الإنفاق الاجتماعي على المعرفة بشكل منفصل عن الإنفاق الحكومي على المعرفة، بالإضافة إلى عدم إغفال قضية مهمة تؤرق المجتمع العربي اليوم وهي حالات اللجوء في المنطقة وانقطاع الشباب عن التعليم الأساسي والجامعي.

وتحدثت الدكتورة لانا مامكغ عن أن ما بات يسمى تسونامي الشباب،يطرح سؤال هل هذا خلل ديموغرافي أم هبه ديموغرافية؟ حيث تبين من خلال حالات الرصد في الفترات الأخيرة أنه خلل ديموغرافي، حيث يعاني الوطن العربي من فوضى الإنجاب، لذلك ينشأ الفرد  في المجتمع العربي فاقداً للإحتواء والتفهم والاهتمام مما يؤدي بالفرد بالهجرة لما يسمى بالعالم الافتراضي، مؤكدة على أن هذا العالم الافتراضي يقدم معرفة زائفه وتواصل زائف وأنه أيضاً احتوى الشباب وتعامل معهم كأرقام فقط. كما وأشارت إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من قبل أطفالنا أدت إلى ترهل جسدي عندهم وهذا حتما سيقود فيما بعد إلى حالة من الترهل الذهني.

ويعتمد مؤشر المعرفة آلية محددة في قياسه لحال وواقع المعرفة في كل دولة على عدد من المؤشرات الفرعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية الدالة على مستوى ومقدار الجهود المبذولة في كل دولة نحو بناء مجتمعات واقتصادات قائمة على المعرفة. ومن أمثلة المؤشرات الفرعية التي سيتم قياسها: عدد وفاعلية الجامعات والمعاهد العليا، مدى التكامل والربط بين السياسة التعليمية وجهود البحث العلمي، عدد مراكز البحث العلمي، مقدار الميزانيات التي تخصصها الحكومات لتطوير البحث العلمي، عدد براءات الاختراع المسجلة سنوياً، مدى انخراط القطاع الخاص في دعم وتمويل مراكز البحث العلمي، مدى تطور البنية التحتية للاتصالات كإحدى وسائل نشر المعرفة، عدد الكتب والمؤلفات والترجمات التي يتم إصدارها سنوياً، جهود التوثيق الورقي أو الإلكتروني، جهود تطوير المحتوى  باللغة الأم.

تويتر