المرشد الأسري

- تقول قارئة: ابني عنيف في تعاملاته، مشاغب السلوك، سيّئ اللفظ، يضرب ويخرب ويعاند، كيف أتعامل معه؟

 

- يجيب المستشار الأسري:

أغلبية هذه الحالات ناتجة عن سوء التربية في البيت أو المدرسة، فكل فعل سلبي ناتج عن أفعال سلبية، ما يحصل في البيت من خير أو شر ينعكس على سلوك الطفل في المدرسة، وما يجده في المدرسة من قسوة تنعكس على سلوكه في المنزل، فيعبر الطفل عن غضبه بردود سلبية منها الضرب أو العناد، والأمر مع الأيام يزداد سوءاً ما لم تقطع جذور المشكلة من أصلها.

وأهم الأسباب في تفسير حالة طفلك، التفرقة في تربية الأبناء، وتفضيل غيره، بمعاقبته عن تصرفاته الخاطئة، أو مكافأة من هو محبوب في القلب، ما يترك وراء هذا التصرف من غيرة قاتلة، نتيجة للمقارنات السلبية أو الانتقادات الجارحة، ولا نستطيع تشخيص حالته إلا من خلال فهم شخصيته، إنها شخصية عزيزة النفس، عالية الهمة، طموحة بإصرار، مغامرة، تتصف بالشجاعة والإقدام، نشيطة الحركة، استعراضية السلوك، ترفض أي نوع من أنواع الإذلال أو الاحتقار، لها هيبتها بين الزملاء والأصحاب، قوية لا تخاف، تثير الفوضى في الصف تعبيراً عن عدم الرضا من أي معاملة قاسية في البيت أو المدرسة، أو كلمة جارحة تصدر كأسلوب خاطئ في تهذيبها أو ترويض سلوكها.

وتحاول بعض إدارات المدارس نقل الطفل الذي يتميز بهذه الشخصية إلى أي مدرسة أخرى لصعوبة التعامل معه، لكن من الأهمية أن نعي أن هناك فرقاً بين تغيير الشخصية وبين فهمها من أجل تطويرها ومعرفة جوانب القوة بتعزيزها أولاً وحسن التعامل معها على حسب التركيبة الداخلية، فالمعاملة السيئة مع هذه الشخصية تؤزم الحالة، وتعقد المسألة، ولا نحصد في النهاية إلا اضطرابات نفسية، وآلاماً عاطفية.

فهو طفل مثل بقية الأطفال، له احتياجات عاطفية نفسية مثل القبلة، والعناق، والاحتواء، وطيب القول، وحسن الإنصات، ورقة المعاملة، ولين التصرف، وأفضل أسلوب في التعامل مع هذا النمط هو المدح والثناء أمام رفقائه على كل أمر يستحق المدح والثناء، ونخاطبه بالإثارة والتفاعل والجاذبية من أجل الألفة الحوارية، ونحفز مواهبه، ونشجع شخصيته الإيجابية مثل الشجاعة والهمة والقوة والإرادة بتوظيفها في الجوانب الإيجابية، ونلبي احتياجاته، بأن نظهر مكانته، ونحاول أن نفهم مشكلته بلسان حاله، ونعامله بما يحب ويرغب لا بالعصبية والانتقادية.

تويتر