المرشد الأسري

صورة

تشكو قارئة أن ابنها، الذي يبلغ 10 سنوات، يرفض أداء بعض العبادات، كالصيام في رمضان، ويقول إنه لا رغبة لديه في ذلك، فكيف تحفزه بطرق تربوية نافعة؟

 

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

الأساليب التي تستخدم في تربية الأبناء على أداء العبادات غالباً ما تكون تعسفية أو عقابية، كالضغط عليه بالتهديد اللفظي أو العقاب النفسي، من دون محاولة تعويده على التدرج فيها. وبالنسبة الى الصيام، فيجب أن يصوم جزءاً من النهار كوسيلة تدريبية، أو صيام يوم أو بعض يوم، فإن زاد على حسب قدرته قمنا بتحفيزه مادياً ومعنوياً، وأكثر ما يحفز الطفل هو أن يرى الكل صائماً في هذا الشهر الفضيل، وما يشع منه من أجواء إيمانية ونفحات روحانية، فلا نعزله وقت الإفطار حتى يشارك الصائمين فرحتهم وبهجتهم وسعادتهم، وإذا قمنا بعزله وقت الإفطار كوسيلة عقابية فقد تكون نافعة عند بعض الأبناء، والأفضل أن نوضح له أن ترك الصيام من الكبائر يعاقب عليه تاركه يوم القيامة، حتى يعتاد على هذا الأمر منذ الصغر، وأكثر ما يحفز الطفل على الصيام الثناء عليه بإنجازه أمام أصدقائه وأقاربه، ما يدفعه الى المداومة عليه، وإذا قما بإعداد الإفطار على حسب ميوله ورغبته كان ذلك محركاً نفسياً نحو الصيام، ويعد إبعاد الطعام والشراب عنه وسيلة ناجحة يحافظ على إرادته وهمته، ولا نكلفه نهار الصيام بأمر فوق طاقته أو القيام بأعمال شاقة تضعف قوته فيشتد عطشه وجوعه، وقد كانت بعض الوسائل التحفيزية القديمة لها دورها الفعال في تربية الأبناء على الصيام كإشغال الطفل بالألعاب حتى يلتهي عن الطعام والشراب، وأفضل الوسائل التحفيزية قديماً وحديثاً تحبيب الطفل على الصيام بذكر فضائل الصوم وعظمة أجره عند الله، ويكفي شرفاً أن للصائم باب يوم في الجنة لا يدخل منه غيره ألا وهو باب الريان.

تويتر