قرقاش: أكذوبة اللقاء المزعوم هجوم أسود هدفه الإمارات.. وتكشف انحطاط الخطاب الإعلامي لـ «القناة»

فبركـة «لقـاء ليبرمـان» تـعـــرّي صدقية «الجزيرة القطرية»

صورة

أثار الخبر «المفبرك» الذي نشرته قناة الجزيرة القطرية ليلة الجمعة الماضية، واتهمت فيه الإمارات بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان عليها، سخطاً واسعاً في أوساط رسمية وشعبية في الإمارات كما في قطاع غزة.

وكانت الجزيرة نشرت خبراً نقلته عن موقع يدعى «عربي 21»، الذي نقله بدوره عن قناة إسرائيلية زعمت فيه أن لقاء سرياً عقد بين سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، «لبحث خطط خاصة من أجل القضاء على حماس في غزة بتمويل من الإمارات».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/20202_EY_20-07-2014_p02-p03-1222.jpg


تقرير صحافي يكشف طريقة فبركة خبر «اللقاء السري»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/172227.jpg

نشر موقع «ae.24» تقريراً أظهر فيه الطريقة التي تم من خلالها فبركة خبر «اللقاء السري»، وقال إنه على الرغم من التصعيد القطري الواضح، المتمثل في نشر موقع «الجزيرة نت»، تقريراً يتهم الإمارات بالتآمر على غزة، فإن الحملة القطرية الإخوانية ضدّ الإمارات، تحت ستار غزة وباسمها، تعود إلى بداية العام الجاري.

وقال التقرير إن البداية كانت نشر موقع قطري إخواني يدعى «الجمهور»، الاثنين الماضي، تقريراً بعنوان: «عبدالله بن زايد التقى ليبرمان سراً في باريس وحثه على سحق غزة وحماس». ثم قام موقع قطري إخواني ثانٍ يُدعى «وطن يغرد خارج السرب»، ومقره الولايات المتحدة الأميركية، في اليوم التالي بنشر الخبر، بالعنوان نفسه.

وتابع التقرير بعدئذ قام الموقع الذي أنشأته قطر أخيراً في لندن للإخواني الأردني ياسر الزعاترة، الذي يحمل اسم «عربي 21»، بنشر الخبر نفسه، مستنداً إلى المعلومات والتقارير نفسها، إلا أنه لم يشر إلى المصدرين السابقين. وأخيراً، ليل الجمعة السبت، نقل موقع «الجزيرة نت» الخبر بالتفاصيل نفسها، نقلاً هذه المرة عن «عربي 21» بوصفه الموقع الأصيل الذي قام بنشر الخبر.

وقال الموقع «اللافت أن الخبر نفسه، المنسوخ مرة بعد مرة، عبر مواقع إخوانية إما تابعة أو مقربة من قطر، اعتمدت على الرواية نفسها، وهي تقرير منسوب لـ(القناة الإسرائيلية الثانية)، وبصرف النظر عن استهجان كثير لاعتماد جهة إسرائيلية بوصفها مصدراً، والترويج لمزاعمها على هذا النحو المريب، فإن الوقائع تؤكد أن الخبر من الأساس مفبرك، ولم تقم أيّ جهة إعلامية، إسرائيلية أو غيرها، بنشره، قبل هذه المواقع الإخوانية القطرية». وعاد الموقع إلى بداية الحملة ضد الإمارات، وقال «إنها كانت قبل ستة اشهر حينما نشر موقع قطري باسم (المصريون) تقريراً يفيد بأن وزير الطاقة الإسرائيلي شالوم التقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وخططا معاً لحرب على غزة بدعم وتمويل إماراتيين، وهو الخبر نفسه (مع تغيير المكان والأشخاص) الذي نشر أخيراً، إلا أنه في ذلك الحين، قام باحث فلسطيني متخصص بالشؤون العبرية، ومقرب من حماس والإخوان، بالردّ على هذا التقرير عبر (فيس بوك)، ونفاه وأكد عدم صحته».

وختم الموقع تقريره بتقديم مجموعة من التساؤلات من بينها: هل تحتاج «لقاءات سرية» للتآمر على أيّ طرف، إلى مناسبة معينة، مثل مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم بمؤتمر دولي في الإمارات (مناسبة فبركة الخبر الأول قبل ستة أشهر)، أو اجتماع وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد بنظيره الأميركي في باريس (مناسبة الخبر الثاني اليوم)؟

هل من المصادفة أن يقوم مضمون الخبرين على فكرة تمويل الإمارات لحرب إسرائيلية على غزة، بذريعة مناهضتها لتنظيم الإخوان المسلمين؟ وهل تحتاج إسرائيل إلى مثل هذا التمويل أو حتى التحريض؟

والسؤال الأكبر والأخطر يبقى: هل يمكن أن تنشر الجزيرة، خبراً على هذا القدر من الحساسية، ومن مصدر قامت هي نفسها بفبركته، دون العودة إلى القيادة السياسية في الدوحة؟ أم أن نشر الخبر هو في حدّ ذاته قرار سياسي، تعلن الدوحة من خلاله ضربها بعرض الحائط أيّ احتمال للالتزام ببنود وثيقة الرياض، وهو ما يفسّر الحملة الموازية التي يشنها مرتزقة قطر عبر «تويتر» ضدّ أفراد الهلال الأحمر الإماراتي الذين يقومون بمهمة إنسانية في غزة، إلى درجة تحريض البعض على قتلهم باعتبارهم «جواسيس» للإمارات؟

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن «تكرار الجزيرة أكاذيب شبيحة (تويتر) حول اجتماعات مزعومة مع ليبرمان، ومؤامرات خيالية ضد غزة انحطاط للصدقية والخطاب الإعلامي لمن يقف وراءها».

وأكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني سالم سلامة والقيادي في حركة حماس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد الوطن الثاني لنا، وما يثار في وسائل الإعلام لا نصدقه، ولسنا مستعدين أن نصدقه، فالإمارات تدعم الشعب الفلسطيني من أجل الصمود والبقاء». كما ثمن القيادي في حركة حماس سامي أبوزهري، مواقف الإمارات الداعمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقال «إنجازات الإمارات الداعمة لصمود شعبنا ماثلة للعيان في قطاع غزة».

ورأى محللون سياسيون أن بث «الجزيرة» خبراً يتهم الإمارات بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان عليها، وتمويل الحرب الإسرائيلية ضدها، يؤكد سوء النية المبيت لدى الساسة في دولة قطر لتشويه سمعة الإمارات.

وتفصيلاً، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عن دهشته من الافتراء الذي يستهدف الإمارات من قناة الجزيرة ومن يقف خلفها، وقال في تغريدات في حسابه عبر «تويتر»، إن «الخطاب الكاذب نتوقعه من شبيحة (تويتر)، لكن لا يجوز أن تردده صحافة مهنية أو قنوات إخبارية وهي تدرك زيفه وكذبه»، وتابع «تعودنا كذب الإخوان المسلمين وتفرعاتهم. وكذبة لقاء ليبرمان هجوم أسود هدفه الإمارات في تصفية حسابات حزبية نتيجة لسقوطهم المروع في مصر». وقال «الجزيرة تخسر صدقيتها يوماً بعد يوم وترديدها لأكاذيب (تويتر) جزء من مسلسل انحدار اثر في القناة»، وتساءل: «منذ متى أصبحت القنوات الإسرائيلية مصدر أخبار الجزيرة الموثوق بها؟ ولن نسأل عن المهنية فقد تآكلت لتصبح الجزيرة قناة حزبية صرفة».

وأكد قرقاش أن التزام الإمارات بالقضية الفلسطينية تاريخي، وقال «الإمارات لم تسلك طريق التطبيع الذي سلكه غيرها، ومن يرد أن يكذب فيجب أن يدرك هذه الحقائق لنصدقه».

وقال المحلل السياسي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، إن الإمارات مستهدفة وتتعرض لحملة تشويه، من أطراف عدة، ولأسباب عدة، أولها مواقف الدولة الجذرية الواضحة التي تستند الى ثوابت لا تحيد عنها، وثانيها أن الإمارات صارت نموذجاً ناجحاً للدولة الصاعدة سياسياً واقتصادياً، مع التنامي الواضح لمكانتها اقليمياً ودولياً، وأكد أن هذا الاستهداف لا يصدر إلا من عدو أو حاقد أو جاهل.

ولفت إلى أن الكثير من مواقف الإمارات تتعرض للتشويه انطلاقاً من تلك الأهداف، وأن الخبر المفبرك حول اللقاء المزعوم، جاء في سياق هذا التشويه المتعمد. وقال إن الإمارات حين تصدر موقفاً سياسياً أو تعلن مبادرة أو تعقد اجتماعاً مع أي كان، فإنها تفعل ذلك علانية بكل شفافية ووضوح، إذ ليس لديها ما تخفيه، ولا تضطر إلى هذه الأساليب.

ورأى عبدالخالق عبدالله أن مثل هذه الفبركات تضر أكثر فأكثر بالعلاقات الإماراتية القطرية، التي وصفها بأنها تمر بأسوأ مراحلها، وقد تشهد المزيد من الانحدار في المستقبل.

ورأت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة ابتسام الكتبي، أن الخبر المفبرك يأتي في سياق حملة منظمة ومدبرة ومخطط لها في قطر، وتستهدف النيل من سمعة الإمارات ومكانتها، ولفتت إلى أن مظاهر تلك الحملة تتعدد مستوياتها، من مواقع التواصل الاجتماعي التي تزخر بالأكاذيب والافتراءات والردح، إلى القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة.

وأكدت أن وراء هذه الحملة المنسقة ضد الإمارات الحقد والغيرة من النموذج المتقدم الذي باتت تمثله الدولة، في السياسة كما في الاقتصاد وفي كل ميادين النهضة الشاملة. وقالت إن تحقيق الإمارات المكاسب تلو المكاسب عن جدارة واستحقاق يبدو أنه استثار مكامن الحقد لدى بعض الأشقاء، ممن ساءهم هذا النجاح، الذي يعري فشلهم. وأوضحت أن استضافة الإمارات لمؤسسات دولية ولتظاهرات اقتصادية ضخمة بحجم «إكسبو 2020» جاءت عن جدارة واستحقاق، خلافاً لمن يحقق مثل هذه المكاسب بالرشى والأساليب الالتوائية.

وأكدت أن ادعاءات الجزيرة التي تستهدف الإمارات «زائفة تفضحها الحقائق الثابتة على الأرض، فالإماراتيون شعب متمسك بدينه وتقاليده العريقة، كما أن مكانة فلسطين كبيرة كما كانت في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وستبقى كذلك»، وتابعت «حب فلسطين راسخ في الوجدان الإماراتي، وهو أمر تربينا عليه ولا يحتمل التشكيك والمزايدة، وفي حين كان القطريون يتحدثون ويشككون في مواقف الآخرين عقب بدء الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، كانت الإمارات تدعم الأشقاء في غزة بالمال والرجال».

تميم: كارثة سياسية حلت بقطر

قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، في تغريدات عبر حسابه الشخصي في «تويتر»، إنه «عندما تفبرك قطر اتهاماً للإمارات بأنها تتعاون مع إسرائيل على حرب غزة من أجل سحق حماس أدرك تماماً الكارثة السياسية التي حلت بقطر». وقال «الإمارات لم تستضف شمعون ولم تبن مستوطنات ولم ترتم في أحضان إسرائيل». وتابع «كنا نتوقع من قطر أن تعيد المياه إلى مجراها الطبيعي لا أن تفبرك الاتهامات لنا في الإمارات».

تويتر