مكتوم بن محمد يفتتح «الإمارات للوظائـف».. ويؤكـد أن الشهـادة الدراسية تحتاج إلى خبرة وتدريب وتأهيل

مؤسسات تخصص موازنات لتطوير المواطنين

مكتوم بن محمد خلال تجوله في أجنحة المعرض. تصوير: أشوك فيرما

افتتح سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أمس، معرض الإمارات للوظائف 2014، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي للسنة الرابعة عشرة على التوالي، من أجل إتاحة الفرصة للشباب المواطن من الجنسين للتعرف إلى فرص العمل والتدريب المتاحة والمتوافرة لدى الجهات الحكومية والخاصة في الدولة، ويضم في دورته الحالية أكثر من 160 شركة عارضة من القطاعين الخاص والحكومي.

وأعرب سموه عن سعادته بهذا الحدث السنوي الذي يضم عشرات الجهات الوطنية، الحكومية منها والخاصة، للتعريف بالإمكانات المتوافرة لديها، وإتاحة الفرصة للشباب للتعرف إلى هذه الإمكانات تحت سقف واحد دون أي عناء أو هدر للوقت والجهد.

• مكتوم بن محمد: البرامج التدريبية تشحذ همم الشباب، وتصقل مواهبهم، وتثري معارفهم.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1287833%20(1).jpg

وأشاد سموه بالبرامج التدريبية التي تعلن عنها الجهات المشاركة في المعرض، والتي وصفها بأنها تشحذ همم الشباب، وتصقل مواهبهم، وتثري معارفهم ودراستهم المدرسية والجامعية، لأن الشهادة الدراسية تحتاج إلى خبرة وتدريب وتأهيل كي يخوض الشباب غمار الحياة العملية بكفاءة واقتدار.

وكان سموه تعرف إلى برنامج «موانئ دبي العالمية» التدريبي للمواطنين في مجال التشغيل الإلكتروني عن بعد في ميناء جبل علي، المشروع الرائد على مستوى المنطقة، الخاص بتحميل وتنزيل الحاويات من على بعد «بواسطة الريموت كونترول»، وتوقف سموه عند جناح القيادة العامة للقوات المسلحة، واطلع من الضباط القائمين على الجناح على برامج قواتنا المسلحة التدريبية والتأهيلية الخاصة بشباب الوطن الذين يرغبون في الانخراط في مختلف قطاعاتها البرية والجوية والبحرية.

واطلع سموه على البرامج التدريبية، وفرص العمل المتاحة في مختلف الجهات الحكومية المحلية في دبي، من خلال دائرة الموارد البشرية التي تشارك في المعرض بجناح يضم تحت سقفه عدداً من الدوائر الحكومية، وتفقد سموه مختلف أجنحة المعرض.

وخصصت جهات حكومية وخاصة موازنات سنوية ثابتة لأغراض التدريب، ورفع القدرات المؤسسية للمواطنين الشباب، من الراغبين في الحصول على فرص عمل جديدة، أو الباحثين عن وسائل للتطور الوظيفي، إذ أعلنت مؤسسات وشركات وطنية موازنات تقدر بعشرات الملايين من الدراهم في سبيل تحقيق هذا الهدف.

وأعلنت مؤسسات خلال مشاركتها في فعاليات المعرض أنها رفعت مخصصات التطوير الوظيفي، تحاشياً لتسرب الموظفين المواطنين من العمل، فضلاً عن توفير برامج تدريبية للموظفين الجدد، في مسعى لبناء قدراتهم المؤسسية، فيما تصل فترات التدريب الأولية إلى ما يزيد على 12 شهراً، إضافة إلى التدريب النوعي، بما يتواكب مع متطلبات الحكومة الذكية.

وشهد جناح القوات المسلحة إقبالاً لافتاً من قبل مواطنين باحثين عن وظائف، فيما قال مصدر في القوات المسلحة لـ«الإمارات اليوم» إن «الجيش الإماراتي يوفر آلاف الوظائف في تخصصات مختلفة، ما بين مهن فنية، وميدانية، وعسكرية، وإدارية، إضافة إلى تنظيم دورات تدريبية مكثفة للمتقدمين، لإرشادهم إلى المهن المناسبة للمؤهل العلمي الذي حصل عليه المواطن، وكيفية تجنيده في القوات المسلحة، والفترة المستغرقة لتأهيله».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «عنصر التدريب مهم للمواطنين، في ما تنفذه القوات المسلحة في أرقى المعاهد والكليات والجامعات، لإكساب المواطن صفة التخصص للعمل باحترافية، حتى يتمكن من خدمة الوطن ورعاية مصالحه، والمضي قدماً في الخدمة الوطنية التي تجعل أبناء الوطن مؤهلين وجاهزين لأي طوارئ».

20 برنامجاً

قالت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية، نورا البدور، إن الهيئة نفذت أكثر من 20 برنامجاً تدريبياً منذ إطلاق المبادرة، فيما تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، والهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، ومؤسسة اتصالات، وشركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، ومؤسسة جمعة الماجد، وبنك أبوظبي التجاري، لتدريب 127 باحثاً عن عمل.

وأضافت أن فرص التدريب مقابل التوظيف التي تقدمها مبادرة (أبشر تدريبك علينا) للباحثين عن عمل تندرج ضمن المبادرات التنموية والتطويرية التي تسهم في بناء وتنمية المجالات الاقتصادية وتعزيزها بالكوادر الوطنية، بالشكل الذي يحقق تنمية رأس المال البشري المواطن في سوق العمل، وتمكين الباحثين من الحصول على أفضل الفرص الوظيفية.

وأشارت البدور إلى أن التدريب يحتوي على أهمية كبرى في مجال التوطين، وتمكين المواطن في سوق العمل، إذ تعد المرحلة الأولى والأساسية لمواصلة عملية التمكين والانخراط في سوق العمل في مختلف ميادينه الاقتصادية التي تتنامى يوماً بعد يوم، لتعكس الواقع المبشر لسوق عمل واعدة.

وأضافت أن «سوق العمل في الدولة تشهد تغيرات لافتة، وبوتيرة متسارعة تكاد تكون بشكل ربع سنوي، بحكم النمو الاقتصادي، الأمر الذي يسهم في تغير وتطور التخصصات المطلوبة والوظائف المتاحة بشكل ربع سنوي أيضاً، في حين تستحوذ الإناث على النسبة الأعلى من المسجلين في قوائم (تنمية) للباحثين عن العمل بنسبة 70% على الأقل».

من جهة أخرى، رصدت مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» ميزانية تقدر بـ30 مليون درهم لتطوير وتدريب الموظفين الجدد من المواطنين الذين سينضمون إليها خلال العام الجاري. وقال الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في المؤسسة، يونس عبدالعزيز النمر، إن تعيين الموظفين الجدد من المواطنين لا يعتمد على جذب المؤهلين والمتخصصين فقط، بل تعتمد على استقطاب من يتمتع بالموهبة والاستعداد الأساسي، ليخضع لبرامج ودورات تدريب وتأهيل عالية الكفاءة، لافتاً إلى أن المؤسسة حققت نسبة توطين للمناصب القيادية، سواء في المؤسسة في السوق المحلية أو استثماراتها الخارجية في 15 دولة بنسبة 80%، وبنسبة 50% في الوظائف الإدارية المتوسطة، و36% في القوى الفنية العاملة.

تطوير مستمر

اعتبر المدير العام للإدارة العامة وشؤون الأجانب، اللواء محمد أحمد المري، أن «التطوير المستمر وبناء القدرات المؤسسية للمواطنين يعد عاملاً مساعداً يسهم في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فيما نعمل على منح الفرص للكوادر الإماراتية، كونهم عماد المجتمع ومستقبله الواعد».

وقال رئيس قسم التدريب في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، النقيب عثمان المرزوقي، إن «إدارة التدريب وتطوير الأداء تبذل جهوداً لافتة في دعم وتطوير الكوادر من خلال برامج تدريبية متكاملة، وذلك تلبية لاحتياجات موظفي إقامة دبي من مهارات، فأعدت خطة تدريبية شاملة، تضم بشكل مسبق جميع الدورات المتاحة للعام الجاري، بفئاتها المختلفة التي تشمل الإدارية، والقيادية، والإشرافية، والتنفيذية، وفئة الدعم، وفئة الحقائب الإدارية، في بادرة تسعى من خلالها إلى صقل مهارات موظفيها، بما يتناسب وأعلى معايير التوظيف المتبعة في مختلف المنظمات العالمية».


منصة للمواهب والكفاءات الإماراتية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1287833%20(2).jpg

يوفر المعرض حلقات توعية لبرامج تدريبية وجلسات الحوار، ليجسد بذلك منصة للمواهب والكفاءات الإماراتية الباحثة عن فرص عمل وتطوير الحياة المهنية، فيما يشهد المعرض زيادة لافتة في عدد شركات القطاع الخاص، التي بلغ عددها 90 شركة عارضة، لتسجل بذلك ارتفاعاً بنسبة 29%.

وتشير إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الاقتصاد، إلى وجود نحو 22 ألف إماراتي يعملون حالياً في شركات القطاع الخاص، وهو ما يمثل 9.7% من إجمالي القوة العاملة الإماراتية التي تصل تقريباً إلى 225 ألفاً، كما تظهر الإحصاءات الرسمية أن 65% من الإماراتيين تحت سن الـ25، الأمر الذي دفع معرض الإمارات للوظائف هذا العام لاعتماد استراتيجية تخاطب الشباب الإماراتي وحديثي التخرج، إذ توفر الشركات العارضة العديد من الفرص الوظيفية للمواهب الإماراتية، إضافة إلى فرص رفع الوعي عبر جلسات النقاش واللقاء مع خبراء الموارد البشرية والتوظيف في القطاعين الحكومي والخاص.

وتتضمن قائمة العارضين الرئيسين كلاً من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وبنك أبوظبي التجاري، وموانئ دبي العالمية، والهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، وشركة الاتحاد للقطارات، وشرطة دبي، و«نخيل» و«اتصالات».

«دو» تعتزم إطلاق مبادرة جديدة

أفاد رئيس إدارة الموارد البشرية في مؤسسة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، إبراهيم ناصر، بأن «المؤسسة تسعى إلى التغلب على نقص الوعي بجدوى العمل في القطاع الخاص لدى شريحة كبيرة من المواطنين، فيما نطلق مبادرات وشراكات مع مؤسسات أكاديمية عدة لإيجاد هذه التخصصات، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم الإعلان عن إطلاق مبادرة جديدة، بالشراكة مع الجامعة الأميركية في دبي، تطرح المؤسسة عبرها منحاً دراسية لمواطني الدولة، تسمح لهم بالدراسة في الجامعة والتدريب الفني في المؤسسة، وعند انتهاء الدراسة ستتاح لهم إمكانية العمل الفوري في (دو)، أو يمكنهم العمل في أي مكان آخر بحسب رغبتهم».

ولفت ناصر إلى «نقص التخصصات الفنية بشكل عام، الأمر الذي يؤثر بصورة لافتة في التوطين، إذ تتوافر كوادر عدة في تخصصات التسويق وخدمة العملاء من مواطني الدولة، لكن يقل عدد المتخصصين الفنيين من حملة المؤهلات العليا أو المتوسطة المتاحين في السوق، لاسيما في ظل المنافسة الشرسة». وأوضح أن «استراتيجية التوطين في المؤسسة حالياً تتم من خلال زيادة نسب الموظفين المواطنين، بتوظيف 50 مواطناً كل عام».

«البيئة» تسعى لاستقطاب الكفاءات الوطنية

قال مدير إدارة الموارد البشرية في وزارة البيئة والمياه، عبدالرحمن بوهارون، إن الوزارة تسعى إلى استقطاب الكفاءات الوطنية، مشيراً إلى عقد عدد من الاتفاقات مع هيئات التوظيف الموجودة في الدولة، بهدف تمكين المواطنين من دخول سوق العمل، إلى جانب مشاركتها في المعارض المتخصصة في التوظيف، وتوقيع مذكرات التعاون مع الجامعات لإعداد الكفاءات الوطنية في التخصصات الفنية النادرة.

وأكد حرص الوزارة على المشاركة سنوياً في فعاليات المعرض، لدعم سياسات التوطين، وتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتأهيل الكوادر الوطنية الإماراتية، فيما تعمل الوزارة على تطوير القدرات والمهارات، والحفاظ على الكفاءات البشرية الوطنية، من خلال خلق بيئة عمل جاذبة ومبدعة، وتحفيز كوادرها على الابتكار والتعلم والتطوير المستمر.

بلدية دبي تستقطب 300 مواطن سنوياً

أكد مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، حرص البلدية على المشاركة السنوية في معرض الإمارات للوظائف، الذي يعد رافداً من روافد الدعم لمسيرة التنمية الشاملة لإمارة دبي، ويعد وجود البلدية في هذا الحدث تأكيداً للثقة بوجود نخبة من العناصر الوطنية المؤهلة التي تسهم في دفع المسيرة التطويرية للكادر البشري، ورفع كفاءة الخدمات البلدية للإمارة، ما يعزز مكانة دبي إقليمياً وعالمياً.

وأفاد مدير إدارة الموارد البشرية في البلدية، خالد عبدالرحيم، بأن الإدارة تحرص على استقطاب كفاءات مواطنة في المجالات المتخصصة بالعمل البلدي، ومنها الهندسة بجميع أنواعها، والعلوم والطب البيطري، وصحة البيئة وسلامة الأغذية، وغيرها من التخصصات الأخرى المساعدة، وذلك إسهاماً من الدائرة في رفع نسب التوطين بكل المجالات المتاحة، واستقطاب ما لا يقل عن 300 مواطن سنوياً، والعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم التخصصية والسلوكية من خلال «مركز التدريب» الخاص بالدائرة الذي يعقد سنوياً 450 دورة تدريبية للموظفين، مضيفاً أنهم يتطلعون إلى ضم كوادر مواطنة كفوءة للعمل ضمن منظومة عمل الدائرة، لتحقيق الهدف الأسمى للمشاركة.

وأشار إلى أن البلدية ستتيح للراغبين من أبناء الوطن الفرصة لتقديم سيرتهم الذاتية، مشيراً إلى أن الدائرة كلّفت فريقاً متخصصاً لمتابعة ودراسة هذه الطلبات، وبناءً على ذلك سيتم اختيار الطاقات الوطنية والكوادر المناسبة وإلحاقها بالعمل لدى الدائرة، وفقاً للمعايير والمواصفات والقيم التي تحقق أهداف الاستراتيجية التطويرية التي أطلقتها حكومة دبي ضمن مشروع تطوير الأداء في الجهاز الحكومي، مضيفاً أن هذا يعكس حرص الدائرة وسعيها الجاد لتوطين الوظائف لديها، وذلك من منطلق وعيها بأهمية المساهمة في إيجاد وتدعيم الواجهة الإماراتية، وإبراز دورها في البناء والتطوير.

تويتر