تشكيلية ترسم في منزلها.. وتحلم بأن ترى لوحاتها في صالات العرض

سميّة تتجاوز الشلل الدماغي بفرشاة وألوان

صورة

تمسك الفتاة الإماراتية سميّة الزرعوني، بالفرشاة، وتطلق خيالها في أعمال تشكيلية لافتة، دون أن تشكل إصابتها بالشلل الدماغي عائقاً أمام إبداعها في مرسمها الخاص في منزلها.

الزرعوني التي تعيش مع والدتها في منزل قديم بمنطقة الراشدية في دبي، لا تعرف أضواء المعارض التشكيلية حتى الآن، وتكتفي بعرض أعمالها للأصدقاء والأقارب، رغم حصولها على جائزة «بصمة إنسان»، من قِبل برنامج «وطني الإمارات»، متغلبة على مسببات العزلة المتعددة، إلا أن الزرعوني التي تلقت تعليمها الأولي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، قبل أن تعمد إلى تنمية معارفها ذاتياً، تصرّ على أن تكون متواصلة ومنفتحة على المجتمع.

وتأمل الزرعوني، التي فازت بالمركز الأول في ست مسابقات للرسم خاضتها مع نظرائها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أثناء طفولتها، أن تجد أعمالها فرصة موازية للأسوياء، وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «ألوان لوحاتها ستصبح أبهى إذا ما عُرضت في معارض خارج جدران المنزل الذي تتشكل داخله».

وبعد تلقيها دورات خاصة متعددة، والتحاقها بنادي دبي للرياضات الخاصة، تمكنت الزرعوني من تأسيس مشروعها التشكيلي، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، ما أكسب مخاطبات الفنانة التشكيلية لمختلف المعارض والمؤسسات المهتمة بالفن التشكيلي مزيداً من المشروعية، لكن كل تلك المخاطبات، حسب الزرعوني، غاب عنها الترحيب بأعمالها من التشكيليين المكرّسين، ومن صالات العرض.

وقالت الزرعوني، التي تعيش مع والدتها التي تعاني أيضاً آثار جلطة دماغية، من دون معيل بعد رحيل الأب، إنها «لا تمتلك سيارة خاصة، أو القدرة على توفير سائق خاص»، مضيفة: «تذهب الإعانة التي أتقاضاها من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تدبير الاحتياجات الأساسية للمعيشة، ما يجعل ارتباطاتي بأنشطة خارجية مرهونة بمدى سماح أوقات آخرين من الأقرباء أو الجيران بمساعدتي على الوصول إلى المواقع المختلفة».

منزل الزرعوني، الذي يبدو أنه أحد أقدم المنازل الشعبية في منطقته، بسبب حاجته الماسة إلى الصيانة، هو عالمها الواسع، وفي أحد أركانه أسست ما تسميه «المرسم الخاص»، الذي حوّلت جانباً منه إلى معرض تتصدره صورتان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فيما تحيل سائر مقتنياته إلى العوالم النفسية المتبدلة للتشكيلية الشابة، مستعينة بألوان زيتية ومائية عبر وسائط تقليدية بسيطة، لكنها تعكس عوالم داخلية مكتظة بالأمل، كما تستعين الفنانة بتكوينات أخرى أبرزها الكريستال، والمجسمات والصور التي تقوم بإنجازها بواسطة برامج الكمبيوتر المختلفة.

واستحقت الزرعوني لحظة تسلمها درع جائزة «وطني الإمارات» فئة «بصمة إنسان»، من قِبل سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، تشجيعاً وتصفيقاً استثنائياً من حضور الحدث الاحتفائي، أول من أمس، مؤكدة أن «هذا التحفيز يشكل بالنسبة إليها مزيداً من الدعم والأمل في الوقت ذاته، بأن ترى لوحاتها النور، أسوة بسائر التشكيليين الأسوياء الذين يشاركون في معارض تشكيلية باتت إحدى الظواهر الأساسية التي تثري الحياة الفنية والثقافية في دبي».

تويتر