رئيس الدولة يجري مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني

خليفة: نتطلع إلى تطوير العلاقات الاقتــصادية مع بريطانيا

كاميرون يصافح رئيس الدولة. وام

عقد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، جلسة مباحثات في «‬10 داونينغ ستريت» بلندن، أمس، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في إطار زيارة سموه الرسمية إلى بريطانيا، تلبية لدعوة من جلالة الملكة إليزابيث الثانية.

وأكد سموه أن دولة الإمارات تتطلع إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية الاستراتيجية مع المملكة المتحدة، عبر تحقيق الاستدامة في المشروعات الاستثمارية المشتركة، بما يسهم في رفع معدلات النمو التجاري والاستثماري، بين الجانبين، إلى مستويات أفضل خلال السنوات المقبلة.

وتناولت المباحثات سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة، التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، في مختلف المجالات، خصوصا السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية.

ورحب رئيس الوزراء البريطاني بزيارة صاحب السمو رئيس الدولة، والوفد المرافق لسموه، مشيدا بمستوى العلاقات التاريخية التي تربط دولة الإمارات والمملكة المتحدة، قيادة وحكومة وشعبا في شتى المجالات.

وجرى، خلال المباحثات، استعراض عدد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين البلدين، بما يسهم في فتح آفاق أوسع من التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الصديقين.

كما جرى استعراض وتبادل وجهات النظر، حول التطورات والمستجدات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية المبذولة من مختلف الأطراف، بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.

لمشاهدة المذيد من الصور عن الموضوع، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حرص دولة الإمارات على تعزيز التواصل بين البلدين، وتنسيق الجهود المشتركة، لما يحقق المصالح المشتركة، ويعود بالخير والمنفعة على شعبي البلدين الصديقين.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة، الرامية إلى تحقيق السلام الشامل في المنطقة، والدفع بمبادرات السلام في العديد من مناطق التوتر بما يحقق السلام والأمن والاستقرار للشعوب، ويفسح المجال واسعاً أمام تحقيق تطلعاتها في العودة إلى التنمية والبناء.

وقال إن دولة الإمارات من بين الدول، التي تحتذى في تطبيق سياسات متوازنة وحكيمة، على المسارين الداخلي والخارجي، وتبنى على أسس متينة وأهداف استراتيجية نبيلة، تعتمد على إيجاد شراكات عدة، ضمن منظومة دولية واحدة، ما مكنها من إحداث نقلة حضارية غير مسبوقة بين شعوب دول المنطقة.

كما بحث صاحب السمو رئيس الدولة، ورئيس وزراء بريطانيا، التعاون الثنائي في العديد من المجالات، لاسيما الاقتصادية والاستثمارية، في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية الثنائية من تطور ونمو متواصل في العديد من القطاعات، خصوصا الصناعة والتجارة والطاقة البديلة والصحة والتعليم والمجال العسكري، وغيرها.

وقال صاحب السمو رئيس الدولة إن دولة الإمارات تتطلع إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية الاستراتيجية مع المملكة المتحدة، عبر تحقيق الاستدامة في المشروعات الاستثمارية المشتركة، بما يسهم في رفع معدلات النمو التجاري والاستثماري بين الجانبين، إلى مستويات أفضل خلال السنوات المقبلة. وأبدى رئيس الوزراء البريطاني اهتمام بلاده بتعزيز قنوات التواصل عبر اللجان المشتركة، بهدف إنشاء العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية بين البلدين الصديقين.

واتفق الجانبان على تعزيز دور القنوات الحكومية الرسمية للبلدين والقطاع الخاص، في توجيه المزيد من الاستثمارات وتعزيزها، من خلال تفعيل دور القطاع الخاص والمستثمرين في البلدين، عبر توفير المزيد من الحوافز والتسهيلات الممكنة، التي من شأنها أن تحقق تطورا ملموسا في حجم الاستثمارات المباشرة، والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين.

وأعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في ختام المباحثات عن تقديره، للحفاوة التي قوبل بها سموه والوفد المرافق، من جلالة الملكة إليزابيث ودوق أدنبرة والعائلة المالكة والحكومة والشعب البريطاني الصديق. وقال سموه «إن هذه الزيارة سيكون لها أعمق الأثر في نفسي ونتائج مهمة في تطور العلاقات، بين بلدينا وشعبينا الصديقين».

وبدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة الى بريطانيا تشكل خطوة مهمة في مسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، وسيكون لها نتائج إيجابية مهمة في تطور العلاقات بينهما مستقبلا، إلى مستويات أكثر تقدما تعكس عمق الروابط بين شعبي وقيادتي البلدين.

حضر جلسة المباحثات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، ونائب وزير شؤون الرئاسة أحمد جمعة الزعابي، وسفير الدولة لدى المملكة المتحدة عبدالرحمن غانم المطيوعي، وسفير المملكة المتحدة دومينيك جيرمي، وعدد من كبار المسؤولين البريطانيين في الحكومة.

إلى ذلك، التقى صاحب السمو رئيس الدولة في ختام زيارته الرسمية للمملكة المتحدة بقصر «كلارينس هاوس» الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا أمير ويلز.

ورحب الأمير تشارلز بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والوفد المرافق، مشيدا بعمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين، وما تحظى به من دعم من قيادتيهما، والحرص على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات. وقال إن هذه الزيارة تعتبر محطة تاريخية مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وجرى خلال اللقاء ـ الذي حضره الأمير أندرو دوق يورك ـ تبادل الاحاديث الودية حول العلاقات بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

بعد ذلك، اصطحب الأمير تشارلز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لزيارة مدرسة الأمير للفنون التقليدية ومركز إكسفورد للدراسات الاسلامية، حيث اطلع سموه على ما يحويه المركز من دراسات وكتب وإصدارات، تتعلق بالاسلام والعالم الإسلامي.

وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، خلال الزيارة، حرص دولة الإمارات على التعريف بمفاهيم الدين الإسلامي الحنيف، التي تقوم على الوسطية والاعتدال، وتقبل الطرف الآخر والبعد عن التشدد والتطرف، مشيرا سموه إلى أن الإسلام دائما يدعو إلى المحبة والتآخي والسلم، ونبذ العداء والكراهية.

بعد ذلك، توجه سموه، إلى حديقة القصر مع الأمير تشارلز، لتناول الشاي، حيث تبادلا الأحاديث الودية حول العمل على سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات.

تويتر