استخدم 4 طائرات مجهزة بحاملات وحارقات للشعلات الملحية

«الوطني للأرصاد» ينفذ 100 طلعــــــة استمطار خلال الربيع والصيف

استمطار السحب يستوجب الدقة في طريقة تلقيح السحب من خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلال رادارات. الإمارات اليوم

أفاد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، بأن متوسط الطلعات الجوية التي نفذها لحقن السحب من أجل عمليات الاستمطار في فصلي الربيع والصيف خلال العام الجاري تصل إلى 100 طلعة استمطار، عبر استخدام أربع طائرات مجهزة بحاملات وحارقات للشعلات الملحية يمتلكها المركز.

وأوضح المركز لـ«الإمارات اليوم»، أنه لايزال قائماً على استكمال الدراسات في عمليات الاستمطار، على الرغم من إظهار نتائج واعدة على مدى السنوات الماضية، لافتاً إلى أن «السحب تحقن بأملاح كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم بشكل أساسي، إذ تجذب هذه الأملاح القطيرات الصغيرة داخل السحابة إلى بعضها بعضاً، وتؤدي إلى زيادة حجمها لتتساقط على شكل أمطار».

وأكد أن المواد المستخدمة في عملية التلقيح ليس لها أي تأثير مباشر أو غير مباشر في تلوث الأمطار أو الهواء، ولا تسبب ضرراً على البيئة أو الصحة العامة، مشيراً إلى أن «نسبة التلوث المسموح بها عالمياً هي 50 ميكروغرام لكل لتر ماء، وان ما تتم إضافته في عملية الاستمطار أقل من 0.1 ميكروغرام لكل لتر».

سجلات تاريخية

قال المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، إن السجلات التاريخية تشير إلى أن أعلى درجة حرارة سجلت خلال شهر أغسطس بلغت 50 درجة مئوية في منطقة حرس حدود الجزيرة التي تقع أقصى غرب الدولة، وكان ذلك عام ،2010 فيما أقل درجة حرارة سجلت بلغت 17.8 درجة مئوية سنة 2008 على جبل جس، والرياح السائدة في أغلب أيام هذا الشهر شمالية غربية نهاراً، وتتحول إلى جنوبية شرقية في آخر الليل والصباح الباكر ومتوسط سرعة الرياح خلال الشهر نفسه يبلغ 12 كم في الساعة.

وأضاف أن متوسط الرطوبة النسبية يبلغ 53٪ مع زيادة الإحساس بها في فترة الصباح وفترة المساء، خصوصاً خلال النصف الثاني من هذا الشهر، لافتاً إلى بقاء الدولة خلال هذا الشهر تحت تأثير امتداد المنخفض الموسمي الهندي، إذ تندفع كتل هوائية رطبة نحو المناطق الشرقية، التي تتسبب في تكون السحب الركامية والرعدية الممطرة أحياناً على تلك المناطق، وقد يمتد تأثيرها إلى الداخل، بحيث يصل تأثيرها إلى مناطق رأس الخيمة ـ دبي ـ الشارقة وأبوظبي، فإن أعلى كمية أمطار سقطت خلال شهر أغسطس بلغت 86.5 ملليمتراً في سنة 1975 على منطقة البريرات في الدولة.

وذكر المركز أن استمطار السحب من العمليات التي تستوجب الدقة في طريقة التلقيح، إذ تتم متابعة السحب من خلال رادارات السحب المتطورة على مستوى العالم والموجودة في المركز، وبعدها يتم توجيه الطائرة نحو قاعدة السحاب في الوقت والمكان المناسبين، ولضمان تحقيق الهدف من العملية يتم نثر مواد التلقيح في المكان المناسب من قاعدة السحابة، وتبدأ عندها هذه الأملاح بتجميع قطيرات الماء الدقيقة لتصبح كبيرة الحجم، ويصبح عندها الهواء غير قادر على حملها لتسقط على الأرض على شكل أمطار، لافتاً إلى أن مدة التلقيح تستغرق ما بين ثلاث وخمس دقائق لكل شعلة وتحمل الطائرة 20 شعلة، وتتوقف عمليات التلقيح أيضاً على كمية السحب والامتداد العمودي لها.

وأشار إلى أن أفضل نوعية من السحب التي عادة ما تكون مطيعة لعمليات التلقيح هي السحب الركامية، ذات السمك والامتداد العالي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، التي تحتوي على كميات كبيرة من قطرات الماء والبخار، وتسود فيها حركة التيارات الهوائية التصاعدية في أسفل قاعدة السحاب في مراحلها الابتدائية، التي تعمل على نثر أملاح التلقيح ورفعها إلى الطبقات العليا من السحابة.

وأوضح المركز الوطني أنه يمتلك 60 محطة رصد جوي سطحية منتشرة على مناطق متفرقة من الدولة، تختص برصد أحوال الطقس على مدار الـ24 ساعة يومياً، إضافة إلى خمس ردارات متطورة ثابتة ورادار متحرك، ترصد السحب الممطرة على الدولة كل 10 دقائق على مدار اليوم، ومحطة استقبال لصور الأقمار الاصطناعية على موجات مختلفة تتم الاستفادة منها في تحديد مواقع السحب وأماكن تشكل الضباب ورصد أماكن وحركة التراب والغبار.

وأشار إلى اصدار برنامج طقس الإمارات، الذي يتوافر على أجهزة الآيباد والآيفون، ويعرض خصائص الطقس الحالية وتنبؤاته المستقبلية، بتفاصيل غرافيكية فنية ذات دقة عالية وبشكل تفاعلي، يتيح لمستخدمي البرنامج إمكانية التحكم به والتنقل بين اقسامه المختلفة، حيث يقسم البرنامج نطاق الدولة إلى 15 منطقة اقليمية متباينة الظروف المؤثرة في عناصر الطقس فيها.

إلى ذلك، أكد المركز أن شهر أغسطس الجاري كان امتداداً لشهر يوليو الماضي من حيث درجة الحرارة المرتفعة، مشيراً إلى أن متوسط درجة الحرارة مناخياً راوح ما بين 33.6 و38 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة العظمى بين 36 و46.2 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى بين 24.2 و31.1 درجة مئوية.

وتابع أن الدولة تتأثر أحياناً بمنخفض جوي حراري يدفع معه رياحاً جنوبية إلى جنوبية شرقية حارة وجافة منشؤها منطقة الربع الخالي، قد تنشط أحياناً هذه الرياح لتكون مثيرة للرمال تسبب انخفاض الرؤية الأفقية وارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة في جميع أنحاء الدولة.

تويتر