مواطنون يطالبون بـ «المعاملة بالمثل»

25 يوماً للحصول على «شنغن» بإجراءات معقّدة

فترات الانتظار في مركز إصدار التأشيرة تصل إلى 5 ساعات للمعاملة الواحدة. الإمارات اليوم

قال مواطنون ومقيمون في الدولة، إنهم «يواجهون صعوبات شديدة في الحصول على تأشيرة (شنغن) التي تتيح لهم دخول دول الاتحاد الأوروبي»، معتبرين إجراءات الحصول على هذه التأشيرة «مبالغاً فيها، وتكاد تكون تعجيزية».

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن «الحصول على هذه التأشيرة يتطلب إجراءات تستغرق وقتاً يصل إلى 25 يوماً، يتخلى فيها المسافر عن جواز سفره في السفارة، ويبقى غير قادر على الخروج من الدولة»، لافتين إلى أنهم «يضطرون إلى الانتظار أوقاتاً تصل إلى خمس ساعات حتى يتم قبول أوراقهم في مكتب التأشيرات، ونحو أربع ساعات أخرى قبل موعد المقابلة في السفارة، وبعد كل هذا الانتظار قد لا يحصلون على التأشيرة».

وأشاروا إلى أن «القادمين من أوروبا إلى الإمارات لا يواجهون صعوبات في دخول الدولة، لكن في المقابل تطلب السفارات الأوروبية عدداً كبيراً من المستندات التي تحتاج إلى مجهود كبير في استخراجها»، متسائلين «لماذا لا تتم المعاملة بالمثل؟».

وروى مواطن أن «مركز إصدار (شنغن) في دبي، طلب منه أن يقدم جواز سفره في دبي، لأنه من أبناء الفجيرة، بينما تقدم زوجته جوازها في أبوظبي، لأن جوازها صادر منها».

وتفصيلاً، قال مواطنون ومقيمون التقتهم «الإمارات اليوم» في مركز التأشيرات الأوروبية في دبي، إن «حصولهم على تأشيرة دخول الدول الأوروبية (شنغن) بات أمراً مجهداً ومعقداً، ويحتاج إلى تعديل، رحمةً بهم». وقالوا إن «المعاناة التي يلاقيها المسافر إلى دولة أوروبية في سبيل الحصول على تأشيرة (شنغن)، تدفع كثيرين إلى إلغاء سفرهم، أو تحويله إلى دولة عربية أو آسيوية»، موضحين أن «الحصول على تأشيرة دولة آسيوية يستغرق يومين أو ثلاثة».

وروى المواطن (محمد.س) أنه «توجه، الشهر الماضي، إلى مقر خدمات التأشيرات، وهي شركة خاصة معنية بإصدار التأشيرات للدول الأوروبية، واصطحب معه كل المستندات المطلوبة، مثل كشف الحساب البنكي، ورسالة من مقر العمل، وحجز الطيران والفندق، لكنه فوجئ بأنه مطالَب بالانتظار أكثر من خمس ساعات، حتى يتسلم موظف الشركة أوراقه»، مشيراً إلى أنه «بعد الانتظار، طلب منه الموظف أن ينتظر 15 يوماً، ثم يذهب إلى السفارة المتجه إليها، حتى تتم المقابلة». وتابع «انتظرت في السفارة نحو ثلاث ساعات، وبعد إجراء المقابلة، انتظرت نحو أسبوع آخر حتى صدرت التأشيرة»، متسائلاً «كيف أبقى من دون جواز سفري كل هذه المدة؟».

وذكر (أحمد.ي)، وهو مقيم عربي، أنه «أمضى نحو أربع ساعات منتظراً قبول أوراقه في الشركة التي تتعامل معها السفارة الأوروبية، لإصدار تأشيرة (شنغن)».

وقال مواطن، طلب عدم ذكر اسمه، إن «مركز التأشيرات في دبي، قبِل منه الوثائق اللازمة لإصدار تأشيرة (شنغن)، كونه من أبناء الفجيرة، لكن الموظف المسؤول رفض قبول أوراق زوجته، لأن جوازها صادر من أبوظبي، وطلب منها التوجه إلى مكتب أبوظبي»، مشيراً إلى أنه «توجه إلى كبار المسؤولين في مركز التأشيرات، وبعد نقاش وافقوا على قبول أوراق زوجته مع أوراقه».

وتابع «من التعقيدات التي بات يواجهها المواطنون حاليًا، أنهم مطالبون بدخول الدولة الأوروبية التي صدرت منها التأشيرة أولاً، ثم الانتقال إلى بقية الدول الأوروبية»، في حين «كان متاحاً لهم فور إصدار (شنغن) السفر من الإمارات إلى أي دولة أوروبية دون تقييد».

في المقابل، قال متحدث باسم شركة إصدار التأشيرات الأوروبية في الدولة (في إف إس)، إن «الشركة خفضت وقت الانتظار الطويل عند تقديم الأوراق، إذ انتقلت، قبل أيام، إلى مقر جديد بمساحة أكبر، ما أسهم في خفض وقت انتظار طالبي التأشيرة».

وأضاف «نحن نطبّق الإجراءات التي تطلبها منا السفارات، ولذلك نطلب الوثائق كاملةً، بما فيها جواز السفر الأصلي، ثم نسلمها إلى السفارة الأوروبية»، موضحاً أن «الانتظار مدة 15 يوماً، هو أمر يتوقف على نظام السفارة».

وقال مسؤولون في سفارات أوروبية في أبوظبي، إن مباحثات بين الإمارات وعدد من الدول الأوروبية تجرى في الوقت الراهن، تستهدف التوصل إلى اتفاقات رسمية لإلغاء تأشيرات الدخول المسبقة بالنسبة للمواطنين الإماراتيين، أو على الأقل تسهيل إجراءات حصولهم على تأشيرات دخول على المدى القصير.

تويتر