عدد المتبرعين اليومي ارتفع من 50 إلى 700 تفاعلاً مع حملة «الإمـارات اليوم»

شيخة بنت سيف: مرضـى الثلاسيميا في حاجة إلى دعم حقيقي

محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان تبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا. من المصدر

دعت حرم سمو الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، عضو الرابطة الدولية للثلاسيميا، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا، إلى «التبرع بالدم لمصلحة مرضى الثلاسيميا، لتخطي المخاطر الصحية التي يعانونها، بسبب نقص كميات الدم التي يحتاجونها».

وقالت في تصريح لـ«الإمارات اليوم»: يبدو أن جرس الإنذار قد قُرع، وأن مرضى الثلاسيميا اليوم في حاجة إلى وقفة حقيقية ليس فقط من أبناء المجتمع الإماراتي، بل من أبناء الجاليات المقيمة في الإمارات، فالموقف يستدعي منا جميعاً الالتفات جيداً إلى هؤلاء المرضى، والوقوف عند احتياجاتهم، وفهم ظروفهم الصحية والنفسية، ودعمهم بشكل حقيقي للتغلب ولو جزئياً على معاناتهم التي تؤثر عميقاً في مسارات حياتهم.

سلطان بن خليفة: استجبنا للنداء

قال سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، «إن الالتفات إلى حاجات المجتمع الإنسانية والخيرية أمر في غاية الأهمية، وعليه تمت الاستجابة للنداء الذي أطلقة مركز الثلاسيميا في دبي، فأقامت مؤسسة سلطان بن خليفة الإنسانية والعلمية حملة تبرع عاجلة، كانت الغاية منها مساندة مرضى الثلاسيميا في لحظات لابد أنها حرجة».

وأضاف سموه «نحن في دولة الإمارات، مؤسسات وأفراداً، لا نتوانى عن تقديم كل ما هو إنساني وخيري، ذلك الأمر الذي علمنا إياه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة».

وأضافت: استجابة لما نشرته «الإمارات اليوم»، حول النقص الحاد في كميات الدم التي يحتاج إليها مرضى الثلاسيميا في الدولة، قامت وعلى وجه السرعة، مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة الإنسانية والعلمية، ومؤسسة تحقيق أمنية، بالتبرع بالدم لمصلحة مرضى الثلاسيميا.

وأكملت «كان الهدف الأهم بالنسبة لجميع المتبرعين والمتبرعات كيفية مساندة مرضى الثلاسيميا لتخطي المخاطر الصحية التي يعانونها بسبب نقص كميات الدم المخصصة لهم».

وتابعت «أناشد الجميع ضرورة التبرع بالدم لمصلحة مرضى الثلاسيميا، كما أناشد وسائل الإعلام الاستمرار في حملتها الخاصة في هذا المجال، لأنها الداعم الأكبر لأي نشاط خيري، ولأي نشاط تطوعي، وكلّي ثقة بأن الناس سيتفاعلون وسيتبرعون، لأنهم يعرفون حق المعرفة أن ما سيقدمونه سينقذ حياة مريض، وأنهم بذلك سيقفون أيضاً إلى جانب المؤسسات الصحية المعنية التي تعمل دائماً على حث الناس من أجل التبرع بالدم».

وتفاعلت مؤسسة الشيخ سلطان الإنسانية والعلمية، مع حملة «تبرع» بعد ساعات من إطلاقها، إذ جمعت تبرعات من 80 شخصاً يعملون في المؤسسة، وفي المكتب الخاص لسمو الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، وفي مؤسسة تحقيق أمنية، بإشراف مدينة خليفة الطبية بإدارة كليفلاند الطبية.

وتقدم المتبرعين الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، والشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان.

وقال الشيخ محمد بن سلطان «يعاني مرضى الثلاسيميا مخاطر صحية جمّة، وصعوبات حياتية كثيرة، بسبب مرضهم المزمن والخطر، وربما معظم الناس لا يعرفون على وجه التحديد ما هو مرض الثلاسيميا، وما مدى تأثيره السلبي في حياة المرضى، لهذا لابد أن تقام بشكل دائم حملات تعريفية وتوعية خاصة بهذا المرض، كي لا يصل الأمر إلى حد الحاجة إلى الدم».

وتابع «بذل الجهود من جميع الأطراف الحكومية والشعبية يسهم كثيراً في التخفيف من حدة معاناة مرضى الثلاسيميا، كما يمنع وصول الأمر إلى مرحلة خطرة، وإذا قام كل فرد، سواء كان من أبناء الدولة أو من أبناء المقيمين، بواجبه تجاه المجتمع فإننا سنسهم جميعاً في حل إشكالية تعانيها فئة ليست قليلة في مجتمعنا».

واستقبل مركز دبي للتبرع بالدم، ما يزيد على 700 متبرع، أمس، ما يعد، أكبر عدد من المتبرعين يستقبلهم المركز في يوم واحد، منذ افتتاحه قبل 25 عاماً.

وشهد المركز تجمعات من المواطنين والمقيمين من الشباب والمسنين، تراصوا في تجمعات حاشدة داخل قاعاته، وفي ساحة مستشفى لطيفة، منتظرين التبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا، ومرضى الجراحات والحوادث، تفاعلاً مع حملة «تبرع».

ووصفت مديرة المركز، الدكتور ليلى الشاعر، الإقبال على التبرع، بأنه «تاريخي»، إذ استقبل المركز في اليوم الأول للحملة 500 متبرع، ارتفع إلى 700 متبرع في اليوم الثاني، في حين كان عدد المتبرعين الذين يستقبلهم المركز يومياً، يقل عن 50 شخصاً. وأضافت الشاعر «نجحت حملة (تبرع) خلال يومين فقط في توفير كميات كبيرة جداً من احتياجاتنا من الدم، وتم سد النقص الذي كانت تحتاجه المستشفيات، وأصبح المركز قادراً على تلبية احتياج المستشفيات لمدة أسبوع كامل، لكن هذا لا يعني التوقف عن استقبال المتبرعين. وأضافت «نحتاج إلى التبرع الدائم على مدار العام، لأن هناك مرضى يحتاجون كميات كبيرة من الدم، خصوصاً مرضى الثلاسيميا، ومصابي الحوادث، وبعض المرضى المحتاجين لجراحات دقيقة». وكان مركز الثلاسيميا، يعاني نقصاً حاداً في وحدات الدم اللازمة لعلاج المرضى، منذ نحو أربعة أشهر، وبلغ ذروته خلال الأيام القليلة الماضية، وعانى مركز التبرع بالدم في هيئة الصحة نقصاً شديداً في عدد المتبرعين، ما تسبب في تأجيل عمليات جراحية غير طارئة في مستشفيات دبي ولطيفة وراشد. وكان لافتاً، أن قاعة الاستقبال في المركز شهدت تزاحماً من قبل موظفي دوائر حكومية عدة، منها الدفاع المدني، وهيئة الطرق والمواصلات، ودائرة التنمية الاقتصادية، وهيئة كهرباء ومياه دبي. وقالت الشاعر، كانت الحماسة واضحة من قبل المتبرعين، الذين انتظر بعضهم ساعات عدة في انتظار موعد التبرع، واضطرت إدارة المركز إلى زيادة عدد الأسرّة التي تستقبل المتبرعين من ثماني أسرة إلى 20 سريراً.


غباش والرومي يتقدمان المتبرعين

بادر وزير العمل، صقر غباش، ووزيرة الشؤون الاجتماعية، مريم الرومي، بالتبرع بالدم، أمس، وكانا في مقدمة المتبرعين في حافلات التبرع بالدم التابعة لوزارة الصحة التي وجدت منذ الصباح الباكر أمام مقر الوزارتين في دبي.


غباش والرومي يتوسطهما الأميري. تصوير: مصطفى قاسمي

وأشرف على تنفيذ الحملة في وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، رئيس اللجنة الوطنية العليا لخدمات نقل الدم في الدولة، الدكتور أمين حسين الأميري، وحرص على الوجود داخل حافلة بنك الدم المتنقلة.

وثمن الأميري المبادرة واللفتة الإنسانية الطيبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتبرع سموه بالدم، والدعوة لتلبية نداءات بنوك الدم، من أجل توفير الدم للفئات المحتاجة، وكذلك تبرع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مؤكداً أن هذه المبادرة الطيبة تأتي دعماً وتشجيعاً للفئات والقطاعات للمبادرة بالتبرع بالدم.

وكان مركز خدمات نقل الدم والأبحاث في الشارقة، التابع لوزارة الصحة، نظم حملة للتبرع بالدم داخل حرم وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية في منطقة القصيص بدبي، في إطار جهود المركز المستمرة لتوفير الدم الآمن للمستشفيات والمراكز الصحية والفئات المحتاجة لنقل الدم، وحظيت الحملة بإقبال متميز من قبل الموظفين والمراجعين لوزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، إذ تم جمع أكثر من 100 وحدة دموية حتى الساعة الواحدة ظهراً، في حين استمرت الحافلة في جمع الوحدات الدموية من المتبرعين حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي، لافتاً إلى أن مركز خدمات نقل الدم والأبحاث في الشارقة يستمر في استقبال المتبرعين حتى الثامنة مساءً يومياً.

من جهته، ثمن غباش جهود وزارة الصحة في توفير الوحدات الطبية المتنقلة في الجهات الحكومية، لتغطية حوائج المرضى، مؤكداً أن مشاركة وزارة العمل في حملة التبرع تأتي انطلاقاً من حسها الوطني والإنساني في دعم برامج نقل الدم لمواجهة احتياجات المرضى بالحالات الطارئة والمستعجلة، وحالات الثلاسيميا التي تستلزم نقل الدم بصفة مستمرة.

تويتر