«تنميـة المجـتمـع» تحـذّر من تـزايد عزوف المـواطنين عن الزواج

الزواج الجماعي يسهم في خفض تكاليف الزواج. وام ــ أرشيفية

طالب مواطنون بدعم مالي لتشجيع الشباب على الزواج الثاني والإنجاب، فيما حذّر مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، خالد الكمدة، من تفشي ظاهرة عزوف الشباب المواطن عن الزواج، وتداعياتها السلبية على المجتمع، داعياً المواطنين إلى الإحساس بمسؤولياتهم تجاه المجتمع، خصوصاً في ظلّ الخلل في التركيبة السكانية.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية مفتوحة مع شباب مواطنين في مجلس الراشدية الثقافي، نظمتها هيئة تنمية المجتمع في دبي نهاية الأسبوع الماضي، بحضور كبير المفتين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد الحداد.

وقال الكمدة إن تفشي ظاهرة عزوف الشباب الموطنين عن الزواج تزيد بدورها من أعداد المواطنات اللاتي ليس لديهن فرصة للزواج، مشيراً إلى أن التركيبة السكانية إن بقيت على حالها فسيكون المجتمع بأكمله في خطر على المدى البعيد.

وحول أبرز أسباب المشكلة، أوضح أن وقوع الشباب المواطن فريسة لدوامة القروض والديون في مقتبل حياته، من أجل وسائل الرفاهية المختلفة، يكون عائقاً كبيراً إذا ما أراد التفكير في الزواج، حتى إن تزوج الشاب في هذه الظروف المعيشية، فإن نسبة كبيرة منهم تلجأ للطلاق بعد عام واحد فقط من زواجها، نتيجة لضغوط الحياة، حيث إن أغلبهم يفضلون الانفصال للتخلص من أعباء الحياة، مشيراً إلى أن تلك الظاهرة باتت تنتشر في المجتمع الإماراتي، وتعد من مؤشرات الخطر.

وأشار الكمدة إلى أن علاج مشكلة عزوف الشباب عن الزواج في المجتمع تقتضي بث ثقافة جديدة في عقولهم، حتى لا تنزلق أقدامهم ويكونوا من ضحايا هذه المشكلة، حيث تبين الإحصاءات أن هناك ثلاث خريجات مواطنات من الجامعة سنوياً مقابل خريج واحد من الشباب، ما يعني أن هناك مواطنات يعزفن عن الزواج لعدم التكافؤ العلمي بينهن وبين كثير من الشباب المواطنين.

ودعا المواطنات إلى التكيف مع الظروف العامة للمجتمع، بحيث لا يشترط أن يكون من يتقدم إليها حاصلاً على مؤهل جامعي، بل عليها أن ترضى بمؤهل أقلّ وبوضع مالي أقلّ، حتى لا يفوتها قطار الزواج.

وأكد الكمدة أن علاج هذه الظاهرة ليس في يد الحكومة وحدها، فالأسرة ورجال الأعمال، ورجال العلم شركاء فيه، وعليهم أن يقوموا بأدوارهم في علاجها ومكافحتها، سواء من خلال التوعية والإرشاد أو الدعم المالي للشباب.

وقال كبير المفتين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد الحداد، إن أبرز أسباب عزوف الشباب المواطنين عن الزواج، هو الغلاء الفاحش في المهور، معتبراً أن ذلك هو السبب الرئيس وراء تلك المشكلة، ودعا إلى الاعتدال في طلبها حتى لا تكون عائقاً أمام الشباب.

وتابع الحداد «التكاليف الباهظة للأعراس تأتي في المرتبة الثانية من أسباب عزوف الشباب عن الزواج»، مشيراً إلى مغالاة كثيرين فيها، إلى حد يتجاوز مئات الآلاف من الدراهم، تنفق في ليلة واحدة.

وتساءل عن قيمة هذه النفقات الباهظة التي يستدين لأجلها الشاب من البنوك وغيرها من المؤسسات، خصوصاً أنه في بداية حياته الأسرية.

وأشار إلى أن كثيراً من الشباب والشابات يمتنعن عن الزواج لاستكمال الدراسة، وقد تصل بهم الحال إلى سن الـ30 عاماً من دون التفكير في الزواج.

وأضاف الحداد أن كثيراً من الشباب يرفضون التفكير في الزواج إلا بعد إكمال كل متطلبات حياته الزوجية، التي غالباً ما تتطلب مبالغ مالية ضخمة.

ودعا الشباب إلى التروي والاعتدال في تكاليف الإعداد للزواج، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 70٪ من حالات الفراق الأسري تحدث نتيجة لقلة ذات اليد، وهذا يحدث غالباً نتيجة للديون المتراكمة على الشاب.

وحذر الحداد من الآثار السلبية لانتشار ظاهرة عزوف الشباب المواطن عن الزواج، كونه يصبح معرضاً للوقوع فريسة لمشكلات اجتماعية وأخلاقية كبيرة، مثل الزنى، والعادة السرية، وكثير من العادات السيئة.

ودعا في سياق حديثه المواطنين إلى تعدد الزوجات، مشيراً إلى وجود كثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنّة النبوية تدعو إلى ذلك، مؤكداً الحاجة الماسة لانتشار تلك الثقافة في المجتمع الإماراتي، لعلاج كثير من الظواهر السلبية الناتجة عن عزوف الشباب عن تلك الفكرة. وطالب مواطنون حضروا الجلسة النقاشية بضرورة تدخل الحكومة لوضع حد لظاهرة البذخ والإسراف في الأعراس، فضلاً عن ضرورة دعم المواطنين مالياً، لتشجيعهم على الزواج من أكثر من امرأة، وإنجاب كثير من الأبناء، خصوصاً في ظل غلاء الأسعار، وحاجة الزواج إلى نفقات كثيرة، متسائلين عن كيفية المناداة بتعدد الزواجات والدخل ثابت.

وقال مواطن إن عدم وجود دعم مالي للشباب الذين يفكرون في الزواج للمرة الثانية، أو الثالثة، يجعل الفكرة بعيدة التحقق، معتبراً أن على الحكومة مساعدة الشباب على مواجهة غلاء الأسعار، من خلال توفير مكافآت مالية لهم.

تويتر