حفاظاً على المظهر الحضاري وصحة السكان

بلدية أبوظبي تزيل ملاحق 5 فلل

سكان ملاحق الفلل استنفدوا جميع المُهل والإنذارات. الإمارات اليوم

بدأت بلدية مدينة أبوظبي بالتعاون مع الإدارة العامة للشرطة والجهات المعنية، حملة لإزالة الجدران والملاحق السكنية غير المرخصة، في خمس فلل سكنية، خلف مركز الخليج الطبي، في منطقة البطين، تنفيذاً للأحكام القضائية الصادرة بهدم المباني المخالفة.

وقال المدير التنفيذي لقطاع الخدمات البلدية بالإنابة، عويضة أحمد القبيسي، إن «الفلل التي صدر بحقها أمر قضائي لإزالة المخالفات منها، خلّفت منظراً غير حضاري في الأحياء والشوارع، لا يتناسب مع النهضة العمرانية والجمالية والسياحية التي تشهدها أبوظبي حالياً»، مضيفاً «أصبحت الفلل التي صدرت بحقها الأحكام، تشكل عبئاً وإزعاجاً للسكان، نظراً لتراكم الأتربة والنفايات ونمو الأعشاب العشوائية، وانتشار الحشرات والقوارض، ما يهدد صحة السكان وراحتهم».

وأكد القبيسي أن «سكان الفلل استنفدوا جميع المهل والإنذارات، على الرغم من أن البلدية أوضحت لهم مكامن الخطر من الاستمرار في السكن العشوائي الذي يهدد حياتهم وأمنهم وصحتهم العامة».

وقال «تم تحويل جميع المباني المخالفة إلى محكمة البلدية التي أصدرت الأحكام القضائية الداعية إلى إزالة جميع المخالفات والإنشاءات السكنية غير المرخصة، وغير المطابقة لمواصفات ومعايير البناء في أبوظبي»، وأفاد بأن قطاع خدمات البلدية نفذ أخيراً حملة مكثفة استهدفت التفتيش على المباني والفلل المخالفة لشروط البناء في أبوظبي، والتأكد من مدى التزام المعنيين بالأمر بإزالة المخالفات التي سبق للبلدية أن وجهت إنذارات لمالكيها ولمستثمري هذه المباني ولسكانها، مؤكداً عزم بلدية أبوظبي على إزالة جميع المباني والمخالفات والملاحق غير المرخصة في الفلل، خصوصاً التي تستغل من قبل المستثمرين بطرق غير مشروعة، ومخالفة للشروط والمعايير الصحية المعمول بها في إدارة المباني في البلدية.

وذكر مدير بلدية البطين مبارك سالم العطشان المنصوري، أن البلدية هدمت أخيرا العديد من المباني المخالفة، وتسير وفقاً لخطة لاستكمال إزالة ما تبقى من مبانٍ مخالفة، لافتاً إلى توجه ينسجم مع سعي بلدية أبوظبي نحو المحافظة على المظهر الحضاري المتناسق للمدينة، وتحقيق الشروط والمعايير الصحية لسكان المباني والفلل.

وأكد المنصوري أن «بلدية أبوظبي، تمضي قدماً في تنفيذ مشروع إزالة المخالفات في المساكن المهجورة وبخطة مدروسة»، موضحاً أن هناك فِرقاً عدة تتولى العملية، وكلفنا مفتشين متخصصين لمراقبة ومتابعة عمليات الهدم والإزالة وترحيل الأنقاض بالشكل الذي يجنب السكان الإزعاج وتلافي تلويث البيئة المحيطة، خصوصاً أصحاب البيوت والفلل المجاورة لمواقع الهدم.

وأفاد بأن قرار البلدية بإزالة المخالفات، جاء استجابة لطلبات وشكاوى السكان المحيطين بهذه المساكن، نظراً للآثار الصحية السيئة التي يمكن أن تشكلها، وللحفاظ على جمالية المدينة ومظهر الشوارع والتجمعات السكنية.

وكان سكان في منطقتي البطين والمشرف في أبوظبي، المكتظتين بفلل المواطنين، شكوا وجود سكان من العزاب في فلل تكاد تكون مهجورة أو آيلة للسقوط، وأكدت (أم محمد)، لـ«الإمارات اليوم»، أن المنطقة بكاملها تعاني وجود هذا التكدس البشري، لافتة الى أنهم «يخلفون ازعاجاً وضوضاء على مدار الساعة».

فيما كشفت مريم القبيسي عن تجاوزات سلوكية بعد منتصف الليل، وضغط مضاعف على المرافق والخدمات يتسبب من وقت لآخر في إغلاق مفاجئ لشبكة الصرف الصحي.

وأكدت حرمان بناتها من الخروج مساءً والاستمتاع بمزاولة الرياضة أو زيارة الجيران بسبب فقدان الأمان الكافي من جانب سكان الأبنية شبه المتهالكة والمملوءة بالعزاب، من مختلف الجنسيات الآسيوية والعربية، على الطرقات بعد السادسة مساءً، لافتة الى «تحول الشارع الواقع فيه المسكن الشعبي المتهالك ومساكن المواطنين، الى موقع للتخلص من النفايات»، مشيرة الى وجود غرف متلاصقة من «الاسبوستوس» يسكنها عزاب وعائلات على حد سواء داخل المنزل.

وأعربت ساكنة أخرى، تدعى (أم خميس)، عن تخوفها من وجود خادمات هاربات يسكنّ الفلل القديمة والمتهالكة، ويتجولن لخدمة سكان المنطقة مقابل أجر في الساعة الواحدة، مشيرة إلى ان معظمهن يطرق الأبواب في الصباح الباكر للسؤال عن عمل.

وتبدي الساكنة (أم عبدالله) تخوفها من وقوع جرائم، مؤكدة أن «التجاوزات التي تقع بعد منتصف الليل وتجول الخادمات الهاربات ينذر بعواقب وخيمة»، وقالت إنها تحرم أولادها الصغار من الخروج الى الشارع بعد العودة من المدرسة بسبب التجمع البشري، لافتة إلى أن «عدداً من سكان المنطقة استدعوا شركة نظافة لتطهير منازلهم من الحشرات، وأبلغهم الطاقم الفني بأن المنزل الشعبي مصدر الحشرات والفئران والقوارض التي تهددهم يومياً».

وعلمت «الإمارات اليوم» أن بلديتي أبوظبي والبطين حررتا مخالفات مدعومة بالصور إلى محكمة أبوظبي، مطالبة بسرعة الإزالة لما يشكله المسكن الشعبي من خطر أمني واجتماعي وخدمي على سكان المنطقة. وتعمل بلدية أبوظبي بشكل متواصل للقضاء على ظاهرة تغيير معالم المساكن بغرض تسكين العزاب والعائلات، وتنفذ البلدية سلسلة من الإجراءات لمكافحة المظاهر السلبية في المدينة والحد منها، وتشمل تلك الإجراءات تكثيف الحملات التفتيشية على الفلل والبيوت الشعبية والأماكن المخصصة لسكن العزاب في أنحاء العاصمة، لضبط التجاوزات والتأكد من الالتزام بالشروط التي وضعتها البلدية، التي تنسق مع الجهات المعنية ذات الاختصاص لمنع هذه الظاهرة.

تويتر