سدّدت 32 ألف درهم من إجمالي 52 ألفاً

«الجليلة» تسهم في علاج الطفلة «رضوى» من «الذئبة الحمراء»

الطفلة المريضة تتلقى العلاج في مستشفى دبي. الإمارات اليوم

سدّدت مؤسسة الجليلة 32 ألف درهم من كلفة علاج الطفلة المريضة (رضوى ـ 13 عاماً - مصرية)، التي تعاني مرضاً مناعياً مزمناً (الذئبة الحمراء)، وآلاماً في الكليتين والقلب. وبهذا التبرع اكتمل مبلغ الـ52 ألف درهم المطلوب لعلاج المريضة، إذ سبق أن سدد لها متبرع 20 ألف درهم.

ونسق «الخط الساخن»، بين مؤسسة الجليلة ومستشفى دبي، لتحويل المبلغ إلى حساب المريضة.

مرض مزمن

حسب أطباء مختصين، فإن الذئبة الحمراء مرض روماتيزمي مزمن يصيب جزءاً أو أجزاءً من الجسم، منها الجلد، والمفاصل، والكلى، والجهاز العصبي، والرئتين، والقلب، وكريات الدم، والصفائح. ومن أعراض المرض تعب عام وإرهاق، وهناك من يشكو آلاماً بالمفاصل قد يصاحبها تورّم في تلك المفاصل، وقد تظهر علامات المرض على شكل طفح جلدي وإحمرار على الوجه أو الأذنين وتساقط الشعر وتقرّحات في الفم.

وربما يؤثر المرض في أعضاء من الجسم، مثل الجهاز التنفسي، ما يسبب آلاماً ووخزات في الصدر أو ضيقاً في التنفس، وقد يؤثر في الكلى، ويؤدي إلى إفراز البروتين أو الزلال في البول، وربما إلى ارتفاع في ضغط الدم وتدهور في وظائف الكلى.

وأعربت أسرة الطفلة (رضوى)، عن سعادتها وشكرها العميقين لمؤسسة الجليلة، لوقفتها النبيلة معها في معاناة الطفلة في ظل الظروف المرضية التي تمر بها، مؤكدة أن هذا الموقف ليس غريباً على شعب الإمارات المعروف عنه الشهامة والكرم.

وكانت «الإمارات اليوم»، نشرت في الثامن من أغسطس الماضي، قصة معاناة أسرة المريضة لعدم قدرتها على سداد مبلغ العلاج.

وحسب تقرير طبي صادر عن مستشفى دبي، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، فإن (رضوى) تعاني مرض «الذئبة الحمراء» وحاجتها إلى كبسولات كورتيزون ومضادات حيوية وعقاقير طبية وفحوص مخبرية دورية لمدة عام، وفي حال توقفها عن العلاج سوف تنتكس حالتها، ما يؤثر في الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، إضافة إلى أنه يؤدي إلى اضطراب في وظائف الكليتين والكبد والرئة.

وكان والد المريضة روى قصة معاناتها مع المرض، قائلاً: «(رضوى) هي الابنة الكبرى، وهي تدرس في مدرسة بالشارقة في الصف الـ12، ومتفوقة دراسياً، وكانت حياتها تسير بشكل طبيعي، حتى أبريل الماضي، عندما بدأت تشعر بآلام مستمرة في الجهاز الهضمي، وقيء شديد، وفقدان في الشهية، وارتفاع في درجات الحرارة، وفقدت ستة كيلوغرامات من وزنها في أيام قليلة».

وأضاف «في بداية الأمر ظننت أنها تعاني نزلة معوية وتحتاج إلى قسط من الراحة، وخلال اليومين الأولين كنت أعطيها خافضاً للحرارة ومسكنات، لكن في اليوم الثالث ازداد الأمر سوءاً، فأسرعت بها إلى أقرب عيادة في الشارقة، حيث شخّص الطبيب حالتها على أنها أعراض بسيطة، وسيتم علاجها عن طريق المضادات الحيوية مع قسط من الراحة».

وقال الأب: «لم تُجدِ المضادات الحيوية نفعاً، وازدادت الحالة سوءاً، إذ امتنعت عن الأكل، وأصبح القيء بشكل شبه مستمر، كما ظهرت بقع حمراء في اليدين والوجه، وفقدت قدرتها على الحركة، فنقلتها إلى مستشفى خاص في الشارقة، وبعد إجراء التحاليل والفحوص الطبية أخبرني الطبيب بأنها تعاني الصدفية، وطلب أخذ عينة لتحديد نوعها».

وتابع: «عند ظهور نتائج العينة طلب الطبيب المعالج تحويلها فوراً إلى مستشفى حكومي، بسبب شكه في وجود مرض مناعي، واستبعد تماماً التشخيص الأول بأنها تعاني الصدفية».

وأكمل «تم تحويل (رضوى) إلى مستشفى لطيفة في دبي، وعند إعادة التحاليل والفحوص الطبية أخبرني الطبيب بأنها يجب أن تبقى في المستشفى لمتابعة حالتها، وسيتم أخذ عينة من الدم للتأكد من نوع المرض بصورة دقيقة».

وزاد «خلال أسبوع ظهرت نتائج الفحوص التي أكدت وجود مرض يسمى (الذئبة الحمراء)، ووضعت تحت الملاحظة الطبية، وقرر الطبيب المعالج إعطاءها جرعات مكثفة من عقار الكورتيزون، إذ كانت تأخذ منه حقنة عن طريق الوريد كل ست ساعات لمدة ثلاثة أيام متتالية».

وواصل الأب «بعدما استقرت حالتها الصحية قرر الطبيب المعالج أخذ عينة من الكليتين، وخروجها من المستشفى، وبعد أسبوع تقريباً ظهرت نتائج العينة، وتم تحويلها إلى مستشفى دبي، حيث أخبرني الطبيب هناك بأنه لابد من متابعة حالتها بصورة مستمرة، لأن مرض (الذئبة الحمراء) يؤثر في الكليتين والقلب والنظر، وطلب مني مراقبة حالتها بدقة، لاسيما في الفترات التي ينشط فيها المرض، ووصف لها أدوية مضادة للالتهاب، حتى يعود المرض للكمون مرة أخرى، وأخذ حبوب الكورتيزون في مواعيد محددة، مع عدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، والمواظبة على أكل الأسماك والدجاج، والابتعاد عن أكل اللحوم، إضافة إلى التقليل من النشويات».

وتابع «تغيرت حالة (رضوى) أثناء فترة العلاج، إذ أصبحت على غير عادتها شديدة العصبية، وتبكي من دون سبب، ولا تستطيع أن تعبر عما بداخلها، وبدأ شعرها يتساقط، وكانت شديدة التفكير، وشاردة في أغلب الأوقات، إضافة إلى ظهور بقع في الوجه جعلتها تعتزل أصدقاءها».

وقال الأب: «كنت وزوجتي حريصين على تهيئة الجو النفسي لها من خلال تثقيف أنفسنا بكيفية التعامل مع هذا المرض، وتقديم الدعم والنصح لها، بأن هذا المرض طبيعي، ويجب عليها تناول العلاج في الوقت المحدد، لكن المشكلة أن الكلفة المالية للعلاج مرتفعة جداً، وليس في وسعنا سوى الدعاء لها».

وأضاف «أنا المعيل الوحيد لأسرتي، إذ أعمل في القطاع الخاص براتب لا يتجاوز 7500 درهم، يذهب منه 3750 درهماً شهرياً لإيجار المسكن، و1500 درهم لأقساط بنكية».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/hotline-4-2.jpg

تويتر