«مواصلات الإمارات»: العلاوة قيد الاعتماد والتنفيذ

مشرفات حافلات مدرسية مواطنات يطالبن بزيادة رواتبهن

مشرفات الحافلات المدرسية يتحملن مسؤولية سلامة الطلبة خلال رحلتي الذهاب والعودة من المدرسة. الإمارات اليوم

انتقدت مشرفات حافلات مدرسية مواطنات عدم زيادة رواتبهن منذ أكثر من ثلاث سنوات، على الرغم من تلقيهن وعوداً مكررة من مؤسسة مواصلات الإمارات، موضحات أن رواتبهن لا تزيد على 5000 درهم، ولا تكفي لسداد رسوم حضانات أبنائهن، ملوحات بالاستقالة إذا استمر الوضع على هذا النحو، فيما أكدت مؤسسة مواصلات الإمارات، أنها على علم بمشكلات المشرفات، مؤكدة أن زيادة الرواتب تم الانتهاء من دراستها، وفي طور الاعتماد والتنفيذ.

وأبلغت مشرفات حافلات مدرسية مواطنات «الإمارات اليوم» بأنهن ضمن فئة أقل رواتب في الدولة، على الرغم من أنهن يحملن شهادات تعليمية يتقاضى الحاصلون عليها في بعض الجهات الأخرى رواتب أضعاف راتبهن، مطالبات بمساواتهن على الأقل بمشرفات الأمن اللاتي تم تعيينهن، أخيراً، في مدارس أبوظبي برواتب تبلغ 8000 درهم شهرياً.

5500 مشرفة

أفاد مدير مركز خدمة المدارس في مؤسسة مواصلات الإمارات، جاسم الشاعر، بأن المؤسسة تضم 5500 مشرفة، منهن 2500 مشرفة في أبوظبي، ولديها 4300 حافلة مدرسية تخدم جميع المدارس الحكومية على مستوى الدولة، وبعض المدارس الخاصة، ومعاهد التكنولوجية التطبيقية، والمدارس الفنية، و«زايد الإنسانية»، ومراكز تحفيظ القرآن.

وتفصيلاً، قالت مشرفة حافلات، مريم عبدالله، «أتقاضى 5000 درهم راتباً شهرياً عن عملي الذي يبدأ في السادسة ونصف صباحاً ولا ينتهي قبل الثالثة ونصف»، مشيرة إلى أن المشرفات أول من يبدأن العمل في الميدان التربوي، وآخر من ينتهي دوامهن، موضحة أنها مكلفة باستلام الطلبة من ذويهم وإيصالهم إلى مقاعدهم، وتسليمهم للمدرسة، واستلامهم مرة أخرى من المدرسة وتسليمهم لذويهم مع ضمان أمنهم وسلامتهم طوال رحلتي الذهاب والعودة، بالإضافة إلى القيام ببعض الأعمال الإدارية في المدرسة، التي تخرج عن مهام عملها ولا تتقاضى عليها أجراً.

وأضافت «لدي ولدان توأم في حضانة تتقاضي رسوماً 7000 درهم، ما دفع زوجي لمطالبتي بترك العمل والتفرغ للطفلين، حيث إن راتبي لا يكفي رسوم الحضانة الشهرية»، مشيرة إلى أنها تبحث عن عمل آخر، وفي حال عدم عثورها على عمل براتب يفي بمتطلبات الحياة ستتقدم بالاستقالة.

وذكرت زميلتها (أم وليد) أنها لجأت إلى الاستعانة بخادمة غير قانونية للجلوس مع طفلها الصغير بالمنزل لعدم تمكنها من إلحاقه بحضانة، مشيرة إلى أنها مطلقة وتعول طفلين، ولا تستطيع الاستغناء عن العمل حيث إنه مصدر دخلها الوحيد.

وقالت «تلقينا وعوداً أكثر من مرة بزيادة الرواتب، آخرها كان مع بداية العام الجاري، ولم تحدث أي زيادة، مع العلم أن مجلس أبوظبي للتعليم وظف مشرفات أمن في المدارس برواتب تبدأ من 8000 درهم، على الرغم من أن شروط تعيينهن أقل وأبسط من الشروط الخاصة بتعيين مشرفات الحافلات»، مشيرة إلى ضرورة مساواتهن بمشرفات الأمن على أقل تقدير.

وأيدتها المشرفة، مهرة محمد، مطالبة بسرعة النظر في رواتبهن التي لا تكفي احتياجاتهن الشخصية، ولا يمكن الاعتماد عليها.

وقالت «نتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الطلبة، وتتسم مهنتنا بالحساسية الشديدة، خصوصاً أن أي مكروه يحدث لأحد الطلاب نتحمل مسؤوليته، وبالتالي يجب توفير بيئة عمل ملائمة لنا حتى نفرغ أذهاننا للعمل فقط، ولا نصبح مشغولات بهموم الحياة وتدبير معيشتنا».

وأكدت المشرفات فاطمة سعيد، وهند صالح، و(أم عبدالله)، و(أم صالح)، أنهن العائل الوحيد لأسرهن، مطالبات بزيادة الرواتب لتدبير معيشتهن والوفاء بالتزامات أسرهن الحياتية، مشيرات إلى أن لديهن مشكلات مالية بسبب ضعف رواتبهن، إذ يبلغ 5000 درهم، ولم تشملهن أي زيادة منذ تاريخ التعيين، ولم يدخلن في الكادر المالي الخاص بمعلمي أبوظبي، بحجة عدم تبعيتهن إلى مجلس أبوظبي للتعليم.

وطالبت المشرفات بتحديد المهام المنوطة بعملهن كمشرفات حافلات مدرسية، التي يتم تجاوزها من قبل بعض المدارس لتصل إلى إلزامهن بتنفيذ بعض الأعمال المختصة بالإداريات، ومنها إدخال بيانات الطلبة والمناوبات وحصص الاحتياط وتدوين الحضور والغياب وتصوير الأوراق، واستقبال الضيوف، والبيع في المقاصف المدرسية، وغيرها من المهام الأخرى البعيدة عن مجال عملهن.

من جانبه، أكد مدير مركز خدمة المدارس في مؤسسة مواصلات الإمارات، جاسم الشاعر، أن المؤسسة انتهت من جميع الدراسات الخاصة بزيادة رواتب مشرفات الحافلات المدرسية، مؤكداً أن إجراءات الزيادة قيد الموافقات الرسمية تمهيداً لتنفيذها قريباً، مشيراً إلى أن المؤسسة تفتح أبوابها لجميع العاملين للتواصل معهم ومساعدتهم وحل أي مشكلة تقابلهم.

وقال «نهتم جداً بشكوى المشرفات ونسعى بكل طاقتنا لحلها، ورفع رواتبهن، وعما قريب ستصدر قرارات تفرحهن وتحسن من وضعهم الوظيفي»، مشيراً إلى أن المؤسسة مقدرة المجهود الذي يبذلنه، ومؤيدة مطالباتهن بزيادة الرواتب وتحسين مستواهن الوظيفي والاجتماعي.

تويتر