تطوّع شقيقه للتبرّع بكليته

متبرّعة تقدم 1.1 مليون درهم كُلفة زرع كلية لـ «سلمان» في شيكاغو

مستشفى الشيخ خليفة أكّد حاجة سلمان إلى عملية زراعة كلية بعد تعرّضه لمضاعفات صحية. الإمارات اليوم

تكفّلت متبرّعة من أبوظبي بمبلغ مليون و100 ألف درهم، كُلفة اجراء عملية زراعة كلية لـ(سلمان) في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، فهو يعاني ظروفاً صحية قاسية، ويحتاج إلى جراحة لزراعة كلية بشكل عاجل، لإنقاذ حياته، خصوصاً بعد وصوله إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي، وتطوّع شقيقه للتبرّع بكليته، وكان يواجه مشكلة في عدم قدرته على توفير كلفة الجراحة التي تبلغ مليوناً و100 ألف درهم، وكانت أسرته تناشد من يساعده على علاجه في الخارج، نظراً للظروف التي يمر بها.

مرحلة الفشل الكلوي النهائي

أفاد تقرير طبي صادر عن مستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي، بأن المريض سلمان صلاح، (30 عاماً ــ أردني)، يعاني فشلاً كلوياً، وسبق أن خضع لعملية زراعة كلية عام 2001، وبعدها حدثت له مضاعفات صحية، فضلاً عن ارتفاع ضغط الدم والسكري الذي أدى إلى تدهور حالته بشكل أكبر. وأوضح التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن حالة المريض وصلت إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي، ويحتاج إلى إجراء زراعة كلية ثانية بشكل عاجل، لإنقاذ حياته نتيجة تدهور حالته الصحية.

وأعربت أسرة سلمان عن شكرها وسعادتها العميقين للمتبرعة ووقفتها مع ابنها في ظل الظروف التي يمرون بها، مشيرين إلى أن هذا التبرع رسم البسمة على وجوه كل فرد من الأسرة، وزرع الأمل من جديد في قلب سلمان الذي كان يعاني اليأس والألم معاً، نظراً لضخامة المبلغ، وعجز الأسرة عن التصرف، مشيرين إلى أن هذه الوقفة ليست غريبة على شعب دولة الإمارات الذي اعتاد ضرب الأمثال في العطاء، ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج، سواء داخل الدولة أو خارجها.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في تاريخ 16 من نوفمبر الماضي، قصة معاناة سلمان صلاح (30 عاماً ــ أردني)، الذي كان يعاني ظروفاً صحية قاسية، بعد تدهور حالته الصحية بصورة سريعة، ووصول حالته إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي، وكان الحل الوحيد لإنقاذ حياته جراحة لزراعة كلية في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية بشكل عاجل، وقرر أخوه التبرع له بكليته، بعد تطابق الأنسجة، لكنه كان يواجه مشكلة في عدم قدرته على توفير كلفة الجراحة التي تبلغ مليوناً و100 ألف درهم.

وكانت والدة سلمان روت قصة ابنها مع المرض، قائلة: «سلمان يعاني إعاقة جسدية ومشكلات صحية عدة منذ ولادته، بينها عدم وجود عضلات في البطن، وضعف في وظائف الكليتين، وكان يتردد على المستشفيات لمتابعة حالته الصحية، وعندما تدهورت حالته الصحية، أخيراً، أسرعت بنقله إلى مستشفى المفرق، ثم إلى مستشفى الجزيرة، ومنها إلى مستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي، حيث تبين بعد خضوعه للفحوص والتحاليل الطبية اللازمة أنه يحتاج إلى زراعة كلية في الجهة اليمنى».

وأضافت الأم: «خاطب زوجي عدداً من المستشفيات خارج الدولة، وتبين أن العلاج متوافر في العاصمة الألمانية ميونيخ، وبعد أن ساعدنا فاعل خير على توفير مبلغ العلاج خضع سلمان لعملية توسيع مجرى البول، لكن حالته الصحية لم تتحسن، بل ساءت بشكل كبير، وكان عمره آنذاك 16 عاماً، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات في لندن على نفقة فاعل خير آخر، حيث خضع للعلاج اللازم، وأجرى عملية جراحية ثانية، وبعدها تحسنت حالته الصحية إلى حد ما، لكن بعد عودتنا إلى الدولة تدهورت حالته الصحية من جديد، وقام فاعل الخير بالتكفل بنفقات نقل سلمان إلى مستشفى مختص في مصر لإجراء عملية زراعة الكلية، وتوجهنا إلى مصر، وخضع لفحوص وتحاليل عدة قبل إجراء عملية زراعة الكلى، وبالفعل أجريت له العملية، وتحسنت حالته الصحية والنفسية بشكل كبير».

وتابعت الأم «بعد عملية زراعة الكلية عاش سلمان حياة طبيعية لمدة 13 عاماً، لم يشكُ آلماً، لكن في العام الماضي بدأت حالته الصحية تتدهور بشكل تدريجي، ودخل مستشفى الشيخ خليفة، وخضع لفحوص طبية، وتبين أنه يجب أن يخضع مرة أخرى لعملية زراعة كلى في أسرع وقت ممكن، لأن نسبة عمل الكلية اليمنى أصبحت 10% فقط، والكلية اليسرى توقفت عن العمل تماماً، والطبيب المعالج نصحنا بإجراء الزراعة بشكل عاجل، حرصاً على حياته».

وواصلت الأم قائلة: «الفحوص التي أجريت بشكل عام تبين أن خلايا كلى أبني الأكبر تتطابق مع خلايا أخيه سلمان، لذا قرر التبرع له بكليته، وخاطبنا مستشفيات في خارج الدولة، وتبين أن الجراحة متوافرة في مستشفى نورث ويسترن في ولاية شيكاغو الأميركية، وتبلغ الكلفة مليوناً و100 ألف درهم من دون تكاليف السفر والإقامة، والمشكلة التي كانت تواجهنا أننا غير قادرين على توفير هذا المبلغ الضخم، لأنه يفوق إمكاناتنا المالية المتواضعة، فأنا أبلغ من العمر 60 عاماً، وأعاني سرطاناً في الغدد اللمفاوية، وأخضع للعلاج الكيماوي في مستشفى الشيخ خليفة، وأسرتي مكونة من أربعة أفراد، وزوجي أصبح عاطلاً عن العمل بعدما تم إنهاء خدماته لبلوغه سن الـ76، وابني الكبير يعمل في إحدى الشركات الخاصة براتب 9000 درهم، وابني المريض يعمل في شركة خاصة براتب 9000 درهم، يذهب منه 5800 درهم شهرياً لإيجار المسكن، والبقية لمصروفات الحياة ومتطلباتها».

وتابعت: «كاد اليأس يقتلنا لعدم وجود طاقة أمل، وكنت أبكي بلا دموع حتى لا يراني سلمان ويزداد حزنه، وكاد الحزن يقتلني وأنا أرى زهرة شباب ابني تذبل، وأنا واقفة عاجزة لا أملك له سوى الدعاء»، مضيفة: «بعد أنا علمنا بخبر المتبرعة الكريمة عادت البسمة إلى الوجوه، وتسلح سلمان بالأمل من جديد».

وقدمت الأم الشكر إلى المتبرعة الكريمة، داعية لها بدوام الصحة وطول العمر.

تويتر