حوّلن مشروعهن الدراسي إلى عمل خيري إنساني

8 طالبات في جامعة زايد يتكفلن بمساعدة سجينين و5 أسر

طالبات جامعة زايد نفّذن مبادرة رائدة في العمل الخيري. تصوير: إريك أرازاس

تكفلت ثماني طالبات بكلية الإدارة بجامعة زايد في أبوظبي، بمساعدة سجينين وخمس أسر مواطنة ومقيمة من أسر نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية في الدولة بمبلغ 89 ألفاً و550 درهماً، في مبادرة إنسانية من الطالبات، تعزيزاً للعمل الإنساني الاجتماعي.

وتمكنت الطالبات من سداد مبلغ 45 ألف درهم لمساعدة سجينين يحملان جنسية دولة آسيوية في الخروج من سجن الوثبة المركزي، الذي يقبعان داخله على ذمة قضايا مالية، الأول كان مطالباً بسداد 25 ألف درهم، والآخر كان مطالباً بسداد 20 ألف درهم، كما قدمت الطالبات مساعدات مالية إلى أسرتين مواطنتين وأسرة خليجية وأسرتين من دولة عربية، من أسر نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية التي تمر بظروف معيشية صعبة في ظل غياب معيلهم الوحيد خلف القضبان.

ظروف معيشية صعبة

قالت إحدى الأسر المشمولة في هذه المبادرة «إننا نشكر مبادرة الطالبات وصندوق الفرج في مساعدة نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية وأسرهم على مستوى الدولة»، متابعة «نحن نمر بظروف معيشية صعبة في ظل غياب معيلنا الوحيد في السجن، ولا يوجد لدينا مصدر دخل إلا من خلال المساعدات التي نحصل عليها من الجمعيات الخيرية، وأصحاب الأيادي البيضاء، خصوصاً أن معيل الأسرة الوحيد محكوم عليه سنوات طويلة، فهذا بحد ذاته يشكل عبئاً كبيراً على أفراد الأسرة».

وأضافت أنه «منذ الحكم على رب الأسرة بالسجن، والأسرة تعيش أياماً حزينة ولا تعرف طعم السعادة، وليس أمامنا سوى الدعاء وانتظار نهاية المحنة التي نعيشها».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/259377.jpg

وثمّن أمين صندوق الفرج في وزارة الداخلية، العقيد عبدالحكيم السويدي، مبادرة طالبات جامعة زايد في أبوظبي بتكفلهن بمساعدة اثنين من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية في أبوظبي، ومساعدة خمس أسر مواطنة وخليجية وعربية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة الطلابية الإنسانية تشجع الطلبة في الدولة على العمل الانساني، خصوصاً هؤلاء السجناء الذين يقبعون على ذمة قضايا مالية وديات شرعية وتذاكر سفر، كما أن المبادرة تشجع أفراد المجتمع على المساهمة والمشاركة في التكاتف الاجتماعي، وترجمة نهج الدولة في العمل الإنساني والخيري.

وقالت المشرفة على مبادرة الطالبات، روبن آلبيرز، «إننا فخورون بما قامت به الطالبات في مشروع العمل الخيري، إذ استطعنا جمع مبلغ 89 ألفاً و550 درهماً في غضون أقل من شهر، عبر تبرعات الطالبات أنفسهن وأسرهن وبعض طالبات الجامعة، وشملت هذه التبرعات مساعدة السجناء وأسرهم، خصوصاً الذين يمرون بظروف معيشية صعبة في ظل غياب معيلهم في السجن».

وأشارت إلى أن الطالبات الثماني، شمسة المشغوني، ومريم الرميثي، والسيل العامري، وعالية العامري، وثمنا حامد، وآمنة السادة، وفاطمة سعيد، وأسماء سالم، اللائي يدرسن بكلية الإدارة في الجامعة، بذلن جهوداً كبيرة في جمع التبرعات لهذا المشروع الخيري، إذ إنهن مع أسرهن استطعن جمع هذا المبلغ بهدف تخفيف المعاناة عن مساجين معسرين وأسرهم.

وقالت الطالبة شمسة المشغوني، نيابة عن زميلاتها في المشروع الخيري: «إننا سعينا جميعاً، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في صندوق الفرج، بهدف مساعدة النزلاء المعسرين وأسرهم بسبب القضايا المالية المدينين بها، لذلك اتفقنا مع إدارة الجامعة والطالبات أن يكون هذا هو مشروعنا الدراسي المقرر علينا في كلية الإدارة، ونجحنا في جمع المبلغ المالي بمساعدة أسرنا وزميلاتنا في الحرم الجامعي، بعدما قمنا بإرسال رسائل نصية إلى جميع الطالبات في الجامعة للمساهمة في هذا المشروع الخيري».

وأشارت إلى أن «المشروع الخيري الذي قمنا به مع الطالبات يمثل مبادرة رائدة في مساعدة هؤلاء الأفراد الذين يمرون بظروف صعبة، إذ استطعنا خلال أقل من شهر جمع مبلغ 89 ألفاً و550 درهماً، كما أنه تمت موافاتنا من قبل صندوق الفرج عن الحالات المستحقة لهذه التبرعات».

وأوضحت أن «العمل الإنساني الذي قمنا به يترجم سياسة روح التكافل والعمل الإنساني والاجتماعي بيننا، ويشجع الطلبة على تنفيذ مبادرات خيرية في مشروعاتهم المستقبلية، وتكوين حلقة من العمل الإنساني بين طلبة الجامعات والكليات في الدولة وبين المبادرات والمشروعات الخيرية التي تقوم بها الجهات المختصة في الدولة»، منوهة بتعاون صندوق الفرج مع المبادرة بصورة رائعة، وتشجيعه لهن وتذليل كل العقبات من أجل نجاح المشروع الخيري.

تويتر