إدارات مراكز تجارية: مسؤوليتنا تنتهي عند باب المبنى

متسوقون يشكون تحوّل مداخل «المولات» إلى ساحات تدخين

متسوقون يشكون ظاهرة التدخين في مداخل المراكز التجارية. الإمارات اليوم

شكا عدد من رواد مراكز تجارية انتشار ظاهرة التدخين أمام أبواب المولات، وتحول المداخل إلى ما يشبه غرف تدخين، موجهين انتقادات واسعة إلى إدارة المراكز التجارية، لتهاونها في منع هذه الظاهرة، وتشجيعها بوضع طفايات سجائر أمام المداخل مباشرة، على الرغم من ما تسببه من أضرار صحية وبيئية لرواد المولات، مطالبين بتخصيص أماكن للتدخين، بعيدة عن المداخل، حرصاً على الصحة العامة، وحفاظاً على المظهر الحضاري للدولة، في المقابل أكدت إدارات مولات أن مسؤوليتها تنتهي عند باب المبنى، مؤكدين أن مسؤوليتهم منع التدخين داخل المول فقط.

وتفصيلاً، قال المهندس سامى حسن، إن التدخين أمام مداخل المولات انتشر بصورة غير حضارية، ما يسبب كثيراً من الأذى النفسي والبدني لمرتادي المولات، خصوصاً النساء، فضلاً عن أن كثيراً من الأطفال ينتشرون في هذه الأماكن مع عائلاتهم ويشاهدون هذه السلوكيات التي يصفها بغير المقبولة أمام الصغار، مؤكداً أن التهاون في الحد من هذه الظاهرة سيؤدي حتماً إلى ترسيخ هذه العادة في نفوس الصغار.

حملات توعية

طالب نائب المدير العام لمركز الخالدية التجاري في أبوظبي، صادق افريدي، الجهات المعنية بضرورة تنفيذ حملات توعية داخل المراكز التجارية، بالتنسيق والتعاون مع إدارات «المولات»، من خلال وضع الملصقات وتوزيع النشرات، وإقامة الندوات للتوعية بمخاطر واضرار التدخين، وارشاد المدخنين للاماكن المخصصة التدخين التي يحددها كل مركز تجاري.

وذكر أن مركز الخالدية التجاري يوفر أماكن مخصصة للمدخنين في الطوابق السفلية، بعيداً عن الأطفال ورواد المول، كما يقوم مسؤولو الأمن في المركز بحملات تفتيشية واسعة النطاق، يومياً، للتحقق من تطبيق قانون عدم التدخين داخل المركز التجاري، خصوصاً من جانب الشباب وصغار السن.

وتمنى أن تكون هناك حملة إرشادية في الأماكن العامة، بالتعاون مع البلديات، تشارك فيها الجهات الحكومية والقطاع الخاص والفرق التطوعية، لنشر الوعي الصحي بين المدخنين، لتحذيرهم بعدم التدخين في أماكن التجمعات وأمام الزائرين، إضافة إلى نشر الوعي بضرورة عدم الوقوع في التدخين وما يسببه من أمراض خطرة.

من جانبه، طالب المواطن ماجد عبدالكريم بمنع التدخين أمام مداخل المراكز التجارية، من خلال تكثيف الرقابة وتطبيق النظام على المخالفين، لافتاً إلى أن معظم المدخنين في مداخل المولات من فئة الشباب، من الجنسين.

فيما شبه المواطن خميس عبدالله مداخل المولات بغرف التدخين في المطارات، وذلك بعد أن تكدس أمامها المدخنون هرباً من القانون، لافتاً إلى أن الأمر تعدى التدخين، ووصل في بعض الحالات إلى المعاكسات ومضايقة المتسوقين، خصوصاً أن العديد من الشباب والفتيات يفترش الأرض أثناء التدخين، في منظر يسوء العائلات، خصوصاً من يضطرون إلى الوقوف أمام المدخل بعض الوقت انتظاراً لسيارة تحملهم.

وقال إن «الأمر يزداد سوءاً في نهاية الأسبوع وأيام العطلات، إذ تكتظ مداخل المولات بالمدخنين، ويشجعهم على ذلك إصرار إدارة المولات على وضع طفايات سجائر أمام المداخل، وكأنها تشجعهم على ذلك»، لافتاً إلى أن جميع مداخل المولات تتصدرها طفايات السجائر، من دون الاكتراث بالرواد الداخلين والخارجين.

في المقابل، أكد احمد سعيد، شاب مدخن، أن حل المشكلة يكمن في إلزام إدارات المراكز التجارية بتخصيص غرفة خاصة للتدخين، حتى لا يسبب المدخنون أي إزعاج غير مقصود لغير المدخنين، ولا يتأذى أي من الزوار صحياً أو اجتماعياً، لافتاً إلى أن تنفيذ هذا المقترح من شأنه مكافحة التدخين وحصاره، ومنع تقليد بعض الصغار لما يشاهدونه.

فيما أوضح شاب آخر، عبدالرحمن شهري، أن التدخين أمام مداخل المولات لا يعد مخالفة، خصوصاً أن إدارات المراكز التجارية خصصت هذه الأماكن للتدخين، مشيراً إلى أن الزحام في بعض الاوقات ناتج عن ضيق المساحة، وقلة عدد المقاعد، إضافة إلى أن الشخص المدخن يقف بجانبه اصدقاؤه غير مدخنين، ما يزيد من الزحام والتكدس أمام الابواب.

من جانبه، قال نائب المدير العام لمركز الخالدية التجاري في أبوظبي، صادق افريدي، إن إدارة المركز توفر أماكن خاصة للتدخين، بعيداً عن الأبواب، من أجل إبعاد المخاطر الصحية عن رواد المراكز، وعدم لجوء صغار السن الى التقليد والإضرار بصحتهم.

فيما أفاد أحد موظفي الأمن بمركز المارينا مول التجاري، طلب عدم ذكر اسمه، أن مسؤوليتهم منع التدخين داخل المول فقط، إضافة إلى أن التدخين في الهواء خارج المركز لا يعد مخالفة، مشيراً إلى أنهم في حال وجود زحام أمام مداخل المول يطالبون المدخنين بالابتعاد عن واجهة المدخل، والوقوف في إحدى الزوايا، حتى لا يعيقوا الطريق ويسببوا مضايقة لرواد المول.

وقال مسؤول أحد المراكز التجارية الشهيرة، إن مسؤوليتنا تنتهي عند باب المبنى، موضحاً أن إدارة المول تمنع التدخين في الداخل وتطبق القانون بدقة، أما الشارع فهو مسؤولية جهات أخرى، مؤكداً أن إدارة المول لا تشجع التدخين أمام الأبواب بوضع طفايات سجائر بجوار المداخل، أنما الهدف من الطفايات الحفاظ على النظافة، ومنع القاء السجائر على الأرض، ما يشوه المنظر العام.

تويتر