السفارة الألمانية: التأخير بسبب أخطاء تسجيل الطلبات على المـــوقع الإلكتروني

مواطنون يشكون تأخر اســـتخراج «شنغن»

مواطنون يعانون صعوبات في الحصول على «شنغن». الإمارات اليوم

شكا مواطنون تعقيد إجراءات الحصول على تأشيرات السفر إلى الدول الأوروبية الـ(شنغن) وتأخير الحصول عليها.

فيما أصدرت السفارات الأوروبية التي تعتمد تأشيرة الـ(شنغن) تعميماً على مراكز استخراج التأشيرات تعلن أنه لا صحة لما أثير في بعض وسائل الإعلام المحلية حول إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين، وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، وأكدت ضرورة حصول الإماراتيين على تأشيرات دخول مسبقة من سفارة الدولة نفسها التي يتوجهون إليها أولا قبل الانتقال إلى دول أوروبية أخرى.

وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أعلن أخيراً خلال جلسة عامة للمجلس الوطني الاتحادي، أن الدولة تجري حالياً مباحثات جادة مع الدول المعنية بشأن إلغاء التأشيرات المسبقة لمواطني الإمارات تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل وتوقع التوصّل إلى نتائج إيجابية خلال ‬12 شهراً كحد أقصى.

وقال مسؤول في السفارة الألمانية إن التأخير بسبب مقدم الطلب نفسه، فيما أكد مكتب للتأشيرات أن الزحام والتكدس وراء التأخير.

الإجراءات المطلوبة

أفاد مصدر في شركة (في إس إف غلوبال)، المكلفة بتسلم طلبات التأشيرات ومقابلة أصحابها ثم تسليمهم التأشيرات بعد صدورها، بأن الإجراءات التي يجب اتخاذها من جانب طالب التأشيرة، أولاً الحصول على موعد من خلال الموقع الإلكتروني للسفارة، ثم الحضور إلى مقر المركز ومعه الأوراق المطلوبة ومن بينها صور شخصية وجواز السفر وحجز تذاكر الطيران على أن تكون تواريخ الحجوزات متوافقة، وكشوفات الحسابات البنكية، ولا تقبل الطلبات من المواطنين إلا في الإمارة التابعين لها، بمعنى أن المقيمين خارج أبوظبي والعين لا تقبل منهم الطلبات في مركز أبوظبي.

وتفصيلاً، قامت «الإمارات اليوم» بجولة في مراكز إصدار التأشيرات التابعة للسفارة الألمانية والسفارة الفرنسية في أبوظبي والتقت العديد من المواطنين الذين أكدوا عدم وجود مشكلة في التعامل مع موظفي هذه المراكز، وإنما المشكلة في عدم دقة المواعيد التي يتم إرسالها إليهم.

وقال محمد رشيد إنه تلقى رسالة عبر الهاتف المحمول بضرورة الحضور في التاسعة صباحاً يوم الاثنين الماضي لتسلّم التأشيرة، وبالفعل جاء في الموعد المحدد إلا أنه لم يدخل إلى الكاونتر المخصص لإجراء المعاملة إلا في الثانية بعد الظهر، فضلاً عن التكدس الشديد الموجود في المركز، حيث لا يتسع المكان للأعداد الموجودة، خصوصاً في ظل وجود أطفال ونساء وكبار السن.

فيما قال حمد الظاهري، إنه اضطر إلى البقاء نحو ست ساعات كاملة في مقر المركز لتسليم الأوراق المطلوبة ومن بينها حجز الطيران والفنادق في كل الأماكن التي سيذهب إليها في أوروبا، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تحد من حركة المسافرين في هذه الدول لأنها تربط المسافر بمواعيد الحجز في الفنادق، وأي تغيير في جدوله يعني ضياع المال الذي أنفقه في الحجوزات.

بينما قال المواطن حمد علي، إنه تقدم مع ثلاثة من أصدقائه بطلبات لاستخراج تأشيرات الـ(شنغن)، عن طريق مركز التأشيرات التابع للسفارة الألمانية بعد أن علم أن التأشيرة الصادرة عن السفارة الألمانية يمكن الدخول بواسطتها من الإمارات إلى النمسا ومنها إلى بقية الدول الأوروبية، وعلى الرغم من التأكيد على أن التأشيرة تستغرق نحو أربعة أيام، إلا أنها استغرقت أكثر من أسبوعين بحجة أن الحجز لم يكن صحيحاً، على الرغم من أن الحجز تم عن طريق موقع إلكتروني عالمي شهير، ما جعله يفكر في إلغاء فكرة السفر والتفكير في بديل آخر لقضاء إجازته، إلا أن بقاء جوازات السفر في حوزة السفارة اضطرهم إلى انتظار التأشيرات.

وقال المواطن أحمد علي، إن البيانات والأوراق المطلوبة للـ(شنغن)، في أغلبها خاصة ودقيقة وتمس خصوصيات الأسر والعائلات، كما أن الأوراق تحتاج إلى وقت لتوفيرها مثل الشهادات المدرسية أو شهادات الميلاد التي تثبت أعمار الأبناء، إضافة إلى كشوف الحسابات البنكية وغيرها، علاوة على ذلك عدم تحديد موعد واحد لأفراد الأسرة كافة، ما يزيد من مشقة الذهاب إلى مركز التأشيرات أكثر من مرة، إضافة إلى أن تسجيل البيانات والإرشادات وتفاصيل عملية تقديم الطلبات موجودة باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني، ما يتسبب في كثير من الأخطاء وتعطيل الإجراءات، إضافة إلى التعنت في بعض الإجراءات.

وأشار إلى أنه تم رفض معاملة بسبب أن تاريخ الوصول في تذكرة السفر يسبق تاريخ الحجز في الفندق بساعات عدة، ما جعل صاحب هذه المعاملة يعدل مواعيد الحجز في الفندق ليوم إضافي أثناء وجوده في المركز عن طريق الإنترنت.

من جانبه، أقر مصدر في شركة (في إس إف غلوبال)، المكلفة بتسلم طلبات التأشيرات ومقابلة أصحابها ثم تسليمهم التأشيرات بعد صدورها، بتأخر إصدار التأشيرات لمدد تمتد إلى شهرين كاملين، موضحاً أنه يتم تحديد موعد لصاحب الطلب بعد التسجيل في الموقع الإلكتروني، قد يمتد إلى أسابيع نتيجة الضغط والتكدس خلال فترة الصيف ورغبة أعداد كبيرة من المواطنين في السفر إلى البلدان الأوروبية.

وكشف أن المركز يرسل إلى السفارة ‬150 طلباً فقط وفقاً للنظام المعمول به، وهو ما يجعل الأعداد الزائدة عن هذا العدد يتم ترحيلها إلى مواعيد لاحقة، إضافة إلى أن الأولوية تُعطى لطالبي التأشيرات للعلاج أو للأعمال أو الدراسة، ومن هنا تحدث حالات التأخير. وأوضح أن التأشيرات التي يتم رفضها يعود أغلبها إلى الحجوزات الوهمية التي يتم تقديمها مع الأوراق، حيث يتم التدقيق عليها من جانب السفارة، وإذا اكتشف أن الحجز غير حقيقي يحظر على مقدم الطلب إعادة تقديمه قبل مرور ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أن الإماراتيين أكثر الجنسيات طلباً للعلاج في ألمانيا خلال الصيف. وأكدت مسؤولة في السفارة الألمانية، رفضت ذكر اسمها، أنه لا يوجد لديها أي حالات تأخير في إصدار التأشيرات خصوصاً بالنسبة للمواطنين، مؤكدة أن الحد الأقصى لإصدار التأشيرات بداية من التسجيل عبر الموقع الرسمي للسفارة سبعة أيام، فيما تصدر أغلب التأشيرات في مدة تراوح بين ثلاثة وخمسة أيام.

وعزت التأخير في بعض الحالات إلى بعض الأخطاء التي يرتكبها طالبو التأشيرات عند تسجيل طلباتهم على الموقع الإلكتروني أو أخطاء في الحجوزات أو غيره.

وأكدت أن الأوراق والإجراءات المعمول بها إجراءات معمول بها في أغلب السفارات الألمانية، وهناك دول بعينها يستغرق إصدار التأشيرات لرعاياها وقتاً أطول مثل سورية والعراق.

تويتر