رئيس القسم: الأولوية لدينا للحالات الطارئة.. و«الباردة» مكانهــا العيادات الخارجية

مرضى يعانون الانتظار الطــويل داخل «طوارئ» مستشفى خليفة في عجمــان

مراجعون لمستشفى خليفة يشكون التأخر في مقابلة طبيب الطوارئ. تصوير: أسامة أبوغانم

شكا مرضى ومراجعون لقسم الطوارئ والحوادث في مستشفى الشيخ خليفة في عجمان، طول الانتظار قبل مقابلة طبيب الطوارئ، لافتين إلى أن طول التأخير في مقابلة الطبيب ينعكس سلباً على حالتهم الصحية، ويزيدها سوءاً، موضحين أن من يلجأ إلى قسم الطوارئ تكون حالته الصحية سيئة، ويحتاج إلى الرعاية الطبية والعلاج بأقصى سرعة، حتى لا تزداد حالته سوءاً.

وطالبوا الجهات المعنية بضرورة العمل على توفير حلول جذرية لهذه المشكلة، وتمكن مرضى قسم الطوارئ من سرعة الوصول إلى طبيب، وتجنيبهم مشقة الانتظار الطويل.

فيما أكد رئيس قسم الحوادث والطوارئ في المستشفى، الدكتور عبدالكريم حلمي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الازدحام وطول الانتظار الذي يشكو البعض منه، يتعلق بحالات غير الطوارئ، أو ما يسمى بالحالات الباردة، التي من الافضل أن تراجع العيادات الخارجية التي تستقبل المرضى والمراجعين من السابعة والنصف صباحاً حتى العاشرة ليلاً.

وأوضح أن الأولوية في قسم الطوارئ لاستقبال الحالات الطارئة فعلاً، فليس كل من راجع قسم الطوارئ تكون حالته طارئة، فالكشف الأولي عندنا هو من يحدد الحالة الطارئة من الباردة.

وتفصيلاً، قال أحد مراجعي قسم الطوارئ، بمستشفى الشيخ خليفة في عجمان، مازن علي، إنه قبل نحو ‬10 أيام، كان يعاني آلاماً شديدة في الرأس، وصداعاً شديداً غير معتاد ولم يستطع تحمله، فتوجه إلى قسم الطوارئ في مستشفى خليفة برفقة أحد أصدقائه، وانتظر أكثر من ساعة في القسم ما أدى إلى ازدياد الألم، وراح يبحث عن الطبيب المناوب ويصرخ بأعلى صوته، لكن لم يسعفه أحد، وظل على حالته يعاني الصداع الشديد حتى جاء دوره بعدما أجهده التعب والألم.

وتساءل «لماذا كل هذا الانتظار في الحالات الطارئة؟ ولماذا لم تراع المستشفى الحالات الحرجة؟ فهل يعاني القسم من نقص في الكادر الطبي أم أنه كسل أو تجاهل وإهمال من قبل الفريق الطبي الموجود في القسم؟»، مطالباً بضرورة حل مشكلة الانتظار في قسم الطوارى من أجل التخفيف عن المرضى، وعدم زيادة معاناتهم في انتظار الدور.

وقال آخر، سعيد سالم، إنه أحياناً كثيرة يراجع قسم الطوارئ، ومن خلال تكرار مراجعاته، سواء من أجله أو من أجل أحد أفراد أسرته أو أحد الأصدقاء، لاحظ وجود ضغط كبير على قسم الطوارئ، متابعاً أنه يبدو أن الكادر الطبي في قسم الطوارئ غير كاف، الأمر الذي يؤدي إلى انتظار المرضى فترات طويلة حتى يصيبهم الدور. ولفت إلى أن هناك بطئاً أو تباطؤاً في تقديم الخدمات العلاجية للمراجعين، مطالباً الجهات المعنية في المستشفى بإيجاد حلول حقيقية لمشكلة الانتظار الطويل في الطوارئ، الأمر الذي ينعكس سلباً على حالة المريض.

وأيده محمود حامد، مضيفاً «يبدو أن هناك سمة أساسية في قسم الطوارئ، تعتمد على تدريب المرضى على الصبر والانتظار، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة آلام المرضى وسوء حالتهم».

وقال «إننا نشعر بأن هناك تأخراً متعمداً في وصول الطبيب إلى الحالة، فنحن لا ننتظر قبل الكشف فقط، بل ننتظر أيضاً عندما يتم أخذ درجة الحرارة والضغط، حيث يتأخر الطبيب كثيراً لمعاينة الحالة»، مطالباً بضرورة التعامل بجدية وتفاعل أكثر مع الحالات التي تصل إلى الطوارئ، لأنها تستحق سرعة التعامل معها.

وأفاد آخر، يدعى أبوسيف، بأنه راجع قسم الطوارئ الشهر الماضي، بعد شعوره بآلام حادة في البطن، دون أسباب واضحة، فشعر بالخوف وأسرع بالتوجه إلى قسم الطوارئ، وفوجئ بأنه مضطر إلى الانتظار مدة طويلة، وفي كل لحظة يزداد الألم حدة ويرتفع صراخه، ويزداد التوتر أيضاً، فكل دقيقة تمر على المريض في انتظار الطبيب كالدهر، متسائلاً «لماذا كل هذا البطء في التعامل مع المرض؟ أليس من المفروض أن يكون هناك سرعة في التعاطي مع الحالات التي تضطر إلى زيارة قسم الطوارئ؟».

وفي المقابل، قال رئيس قسم الطوارئ والحوادث بمستشفى الشيخ خليفة في عجمان، الدكتور عبدالكريم حلمي، إن «الأولوية في قسم الطوارئ للحالات الطارئة فعلاً، أما الحالة غير الطارئة (الباردة)، فمن الممكن أن تنتظر ساعتين أو ثلاث ساعات، والأفضل لها أن تراجع العيادات الخارجية المخصصة لهذه الحالات، ولا مبرر لأن تراجع قسم الحوادث والطوارئ وتزيد الضغط عليه».

وأوضح أن الحالة التي تأتي إلى القسم تنتظر وفق طبيعتها، إن كانت طارئة أو باردة، ولدينا ازدحام كبير في الحالات الطارئة، ولها الاولوية في العلاج والمتابعة والكشف، وتالياً قد تنتظر الحالة الباردة فترة طويلة، ما يعني أن الانتظار والتأخير يكون للحالات غير الطارئة، فلا يعقل أن يكون الزكام حالة طارئة تستدعي الصراخ والتوتر، إن الحالة الخطرة لها الأولوية، والحالات غير الطارئة لها العيادات الخارجية.

وتابع حلمي، لدينا في القسم ‬10 أطباء، بالإضافة إلى رئيس القسم، يعملون على مدار الساعة من خلال ثلاث ورديات بكل كفاءة واقتدار والتزام.

وأضاف أن القسم يستقبل نحو ‬350 حالة متنوعة يومياً، بين إصابات حوادث مرورية، وحالات سقوط عمال، وإصابات حرائق، وإصابات مختلفة، بالإضافة إلى حالات مرضية طارئة متنوعة، مثل الحالات الباطنية والقلبية والجراحية والعظام، وأمراض الأطفال.

تويتر