«صندوق الفرج» ينهي إجراءات خروجه من السجن

متبرع يتكفّل بسداد ديون «فايز»

عوض الله يعود إلى أسرته بعد ‬7 أشهر قضاها خلف القضبان. الإمارات اليوم

تكفل متبرع بسداد مديونية، فايز عوض الله، (‬53 عاماً)، سوداني، البالغة ‬33 ألف درهم، وهو يقبع خلف قضبان السجن المركزي في أبوظبي منذ سبعة أشهر، إذ اقترض مبلغاً من بنكين لعلاج ابنته واستمر في سداد الأقساط حتى فوجئ بإنهاء خدماته، وعجز عن سداد ‬33 ألف درهم، ما أدى لسجنه.

ونسق «الخط الساخن» بين المتبرع ولجنة دراسة حالات السجناء في صندوق الفرج في وزارة الداخلية لإنهاء إجراءات خروجه من السجن في الأيام القليلة المقبلة، وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في ‬17 مايو الجاري رسالة من السجين روى فيها قصة معاناته نتيجة عدم قدرته على التكفل بسداد مديونيته.

وأعرب عوض الله عن سعادته وشكره العميق للمتبرع ووقفته معه لإنهاء معاناته في ظل الظروف التي يمر بها، مشيراً إلى أن «هذا التبرع ليس غريباً على شعب الإمارات فهو سباق في مد يد العون والمساعدة لكل محتاج على هذه الأرض الطيبة».

وفايز عوض الله، حضر إلى الدولة عام ‬1985، وبدأ رحلة عمل طويلة، وكانت حياته تسير بوتيرة طبيعية، حتى أصيبت ابنته بمرض عضال واضطر إلى الاقتراض من بنكين محليين لعلاجها وتخفيف آلامها، واستمر في سداد الأقساط حتى فوجئ بإنهاء خدماته وعجز عن سداد ‬33 ألف درهم، بقية قرض العلاج، ودخل المنشآت العقابية والإصلاحية في أبوظبي على ذمة المبلغ، منذ سبعة أشهر، ولم يكن لديه أمل في الخروج من السجن لعدم وجود مصدر دخل، حتى تكفل متبرع بسداد دينه للبنكين بقيمة ‬33 ألف درهم، ليتمكن من الخروج والعودة لأسرته، مؤكداً أنه قضى ‬30 سنة في العمل دون مخالفة تذكر، ولكن ظروف مرض ابنته اضطرته إلى الاقتراض.

وروى عوض الله لـ«الإمارات اليوم» قصة قدومه إلى الدولة حتى دخوله السجن، قائلاً إنه «قدم إلى الدولة في فترة الثمانينات، إذ عمل فنياً كهربائياً في مؤسسة إعلامية حكومية منذ عام ‬1985، وكان مثالاً في الالتزام والتدين والتفاني في عمله، ولم يرتكب أية جريمة أو مخالفة يعاقب عليها القانون، حتى اضطره سوء أحوال أسرته المعيشية ومرض ابنته إلى اقتراض مبالغ بسيطة من بنكين مختلفين، وحرص على سداد الأقساط المترتبة عليه في مواعيدها المقررة، حتى أنهيت خدماته في ‬2004، ولم يستطع بعدها ان يواصل تسديد أقساط علاج ابنته، إذ تبقى عليه مبلغ ‬33 ألف درهم، ورفض البنكان الانتظار عليه طويلاً حتى يتمكن من تدبير حاله ومعاودة سداد الأقساط، فقاما بالتعميم عليه، ليتم توقيفه وإيداعه في السجن على ذمة المبلغ». وأوضح أنه بعد إنهاء خدماته حاول البحث عن فرصة عمل أخرى، لكنه فشل في تحقيق ذلك، ما أدى إلى تعثره في سداد ديونه المستحقة للبنكين، لافتاً إلى «أنه لم يتوقع على الإطلاق أن تنتهي رحلة كفاحه على مدار هذه السنوات الطويلة خلف أسوار السجن، لاسيما أنه كان شخصاً ملتزماً بقوانين الدولة، ويقدم يد المساعدة لمن يطلبها، سواء من الأقارب أو غيرهم».

ونوه عوض الله بمبادرة إنشاء صندوق الفرج التابع لوزارة الداخلية لمساعدة السجناء المعسرين، وسداد الديون المالية المستحقة عليهم، إذ تمثل مبادرة إنسانية تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي بين الأفراد، وتشجع على فعل ونشر الخير، وتمنح الفرصة للسجناء الذين تعثروا في سداد التزاماتهم المالية، للالتزام وعدم اقتراض مبالغ مالية كبيرة من البنوك. وشكر المتبرع على وقفته معه وسداد المبلغ، ليعود لأسرته ويتذوق طعم الحرية بعد سبعة أشهر قضاها خلف القضبان.

تويتر