تعرضت لحادث مروري قبل ‬3 سنوات.. وتحلم باستعادة حياتها العملية

«بطء الحركة» يمنع طبيبة أسنان مواطنة من العمل

روضة تناشد المسؤولين مساعدتها في الحصول على عمل مناسب. تصوير: أحمد عرديتي

حوّل حادث مروري حياة طبيبة الأسنان المواطنة، روضة يوسف (‬42 عاماً)، إلى حياة صعبة، وأبعدها عن العمل، بسبب إصابتها بضعف تدريجي في حركتها، قبل أن تفقد القدرة على الحركة، بعد مضيّ شهرين على الحادث.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تواصلت الصعوبات التي صادفتها، لتجد نفسها، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحادث، وحيدة في مواجهة متطلبات أسرتها، وظروفها المعيشية الصعبة، لكنها لم تستسلم لهذا الوضع، بل خاضت معركة طويلة مع مرضها، كما تقول، حتى تمكنت من استعادة القدرة على الحركة، وبدأت البحث عن عمل.

وكانت روضة قد أحيلت إلى التقاعد، لتحصل على ‬10 آلاف درهم شهرياً، وهو مبلغ لا يكفي للوفاء بالتزاماتها المالية، كما تقول، خصوصاً أنها تسدد ‬6000 درهم شهرياً منها للبنك. وهي تؤكد أن الإعاقة لن تمنعها من مواصلة البحث عن وضع أفضل، يتيح لها تحسين الوضع المعيشي لأسرتها التي تتكون من أربعة أبناء.

وتضيف: «صحيح أنني أعيش حياة صعبة جداً، بسبب الإعاقة، لكنني لن أسمح لليأس بأن يتغلب عليّ، وسأسعى للتغلب على ظروفي الصحية، لكنني أحتاج إلى وظيفة، وقبل ذلك أحتاج إلى من يصدق أن الإعاقة لا تعني عدم القدرة على الإنجاز»، شارحة أن «معظم الجهات ترفضني بسبب الإعاقة، والبعض يرفض مقابلتي».

وتابعت روضة: «ليس هذا التحدي الأول الذي أواجهه، فقد كنت أعمل سابقاً ممرضة في مستشفى خليفة في عجمان، وقررت أن أكون طبيبة، فالتحقت بكلية طب الأسنان في جامعة عجمان، وبذلت الجهد المطلوب لتحقيق حلمي، حتى نجحت في أن أكون طبيبة، على الرغم من كوني أماً لثلاثة أطفال ومطلقة». وخلال تلك الفترة، تضيف «كنت أدرس في الصباح، وأعمل في المساء، ولم يمنعني ذلك من تكملة دراستي».

وتؤكد أنها تحملت كثيراً من الصعاب حتى تكون طبيبة أسنان، وبعد تخرجها عام ‬2004 عملت في مركز طبّ الأسنان الحكومي في الراشدية، في عجمان، وهو تابع لوزارة الصحة، ومارست دورها طبيبة ثلاث سنوات، لكنها اضطرت لترك العمل في المستشفى، بعد الاعاقة، ومكثت في البيت عامين متواصلين، بحثت خلالهما عن عمل، لكن من دون جدوى، مضيفة أنها حصلت على عمل في إحدى الشركات الخاصة، بدوام جزئي أربع ساعات، لأنه يناسبها، لكنها تركته بعد ستة أشهر لأن الراتب كان قليلاً، ولا يسدّ حاجات أسرتها، خصوصاً أنها هي التي تسدد الرسوم الجامعية لابنتها.

وتستعيد روضة الحادث المروري الذي تعرضت له، قائلة إنه كان بسيطاً، لكنها أصيبت بصدمة، لأن قريبة لها كانت جالسة إلى جانبها قفزت من النافذة فجأة، وهو ما جعلها تشعر بالخوف، لاعتقادها بأنها أصيبت إصابة بالغة، لكنها لم تصب إلا برضوض خفيفة. وبعد الحادث، تضيف روضة، بدأ الضعف يسري في عضلاتها، خصوصاً القسم الأيمن من جسمها، حتى فقدت الحركة، لكنها تستطيع الآن التحرك ببطء.

وأكدت أنها تأقلمت مع إعاقتها، وتعرفت إلى أصدقاء جدد من ذوي الإعاقة بعد انضمامها إلى المراكز الخاصة بهم، وترغب في أن تكون جزءاً فاعلاً في مجتمعها، وتدخل ميدان العمل من جديد، لافتة إلى أنها لاتزال تبحث عن عمل، ولن تيأس من العثور على وظيفة تساعدها على الوفاء باحتياجاتها واحتياجات أبنائها.

وقالت روضة إنها حرصت على أن تقف بجانب أولادها، على الرغم من إعاقتها، وترغب في رؤيتهم ناجحين، وحاصلين على أفضل مستويات التعليم، معربة عن أملها في أن تتمكن هي أيضاً من مواصلة مشوارها التعليمي، وتخطي مراحل جديدة، مناشدة المسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة الحصول على عمل مناسب، يساعدها على مواكبة الظروف الحياتية التي تمرّ بها أسرتها.

تويتر