«التقنية العليا» تؤكد أن الهدف من الامتحان الارتقاء بمستواهن وليس مالياً

جامعيات: شرط اجتياز «الآيلتــس» للتخرج.. تعجيـزي

«التقنية العليا» تسدد رسوم الامتحان في المرتين الأوليين. الإمارات اليوم

وصفت طالبات في كليات التقنية العليا، شرط اجتياز امتحان «الآيلتس» للتخرج باعتباره ضرورياً لتأهيلهن لسوق العمل، بأنه «تعجيزي»، موضحات أن «الكليات تطالبهن بالحصول على معدل لا يقل عن خمس نقاط من تسع، فضلاً عن حصولهن على 4.5 درجات حداً أدنى في كل جزء من الامتحان، ولا تعتبر الطالبة ناجحة في حال حصلت على المعدل الاجمالي المطلوب، وانخفض معدلها في أي من تلك الأجزاء عن 4.5 درجات».

وأضفن أن الامتحان لا يضيف جديداً لهن، إذ إن حصيلته المعرفية تتطابق مع ما يحصلن عليه في سنوات الدراسة في الكليات، في حين أن طريقة احتساب الدرجات تتم على نحو يجعل النجاح فيه أمراً تعجيزياً، لافتات إلى أن «الكلفة المرتفعة نسبياً لخوض الامتحان، التي تصل إلى 875 درهماً، تثقل كواهل أسرهن، لاسيما أن معظمهن يخضن الامتحان مرات عدة في محاولة للنجاح».

في المقابل، أفاد نائب المدير الأكاديمي في كليات التقنية العليا، سلطان كرمستجي، بأن الهدف من امتحان «الآيلتس» ليس مالياً، بل الارتقاء بمستوى الطلبة والطالبات وإتقان اللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أن الكليات تسدد رسوم خوض الامتحان في المرتين الأوليين وفي حال الرسوب تسدد الطالبة 875 درهماً، بهدف تحفيزها على المذاكرة.

وتفصيلاً، ذكرت الطالبة (ناهد) أنها حصلت على المعدل المطلوب للنجاح وهو خمس نقاط، بعد أن خاضت الامتحان خمس مرات، دفعت في ثلاث منها 875 درهماً، وهو مبلغ فوق طاقة أسرتها المالية، معتبرة أن شرط الكليات اجتياز الامتحان للتخرج «تعجيزي»، داعية الكلية إلى اعادة النظر في ضرورة النجاح في الامتحان بهذا المعدل المرتفع، وهو خمس نقاط.

وقالت زميلتها مارية العزعزي، إنها خاضت الامتحان أربع مرات، وحتى الآن لم تحصل على المعدل المطلوب، لافتة إلى عدم الجدوى من «الآيتلس» كونه لا يضيف معارف جديدة للطالبة، إذ إن مكوناته تتطابق مع المواد التي تدرسها الطالبة في الكلية، كما يتطابق الامتحان نفسه مع امتحانات الكلية، إذ يقسم إلى: القراءة والكتابة والإصغاء.

واعتبرت أن «الفرق يكمن في طريقة احتساب الدرجات فقط، مقترحة أن يتم اعتماد النجاح في امتحان (سيبا) الذي يجتازه الطلبة عند دخول الكلية شرطاً للنجاح في (الآيلتس) مع خفض معدل النجاح في الأخير، أو في أقل تقدير احتساب جزء منه في المعدل الإجمالي».

ووصفت نورة محمد الامتحان بأنه ليس أساسياً، لأنه يشكل عائقاً قوياً للحصول على الشهادة، إذ إن الكليات لا تمنح الطالبات اللاتي لا يحصلن على الحد الأدنى لاجتياز امتحان «الآيلتس»، وهو خمس نقاط، شهادات التخرج إلا بعد النجاح فيه ما يعرض مستقبلهن للخطر، عازية السبب في الرسوب المتكرر إلى «تعقيد الامتحان» وصعوبة اجتيازه.

ورأت هنادي المنهالي، التي اجتازت الامتحان بعد الإعادة السادسة، أن «الآيلتس» يخلق نوعاً من الإحباط بين الطلبة عموماً وخصوصاً الطالبات، وهن على أبواب التخرج والعمل، لافتة إلى أن «هذا الامتحان جعل بعض الطالبات، يتسربن من الكلية، أو يؤجلن خوضه إلى أمد غير محدد».

وأفادت سلامة الظاهري، من جامعة زايد، بأن امتحان «الآيلتس» مضيعة لوقت الطالبات، إذ يحتوي على أسئلة تعجيزية، ما يؤدي إلى رسوبهن مرات عدة، وفي الوقت نفسه ظروفهن المالية لا تساعدهن على دفع 875 درهماً عند أداء كل امتحان، خصوصاً أن الرسوب يكون من نصيبهن في كثير من المرات، فضلاً عن أن جامعة زايد لا تسدد الرسوم عن طالباتها عند تقدمهن لأداء الامتحان.

وقالت مجد الفارسي من جامعة الإمارات، إن امتحان «الآيلتس» من تسع نقاط، ويتعين الحصول على خمس نقاط للنجاح، إلا أننا نواجه الرسوب في معظم الامتحانات التي نجتازها، عازية السبب إلى المستوى التعليمي المتدني لتدريس اللغة الإنجليزية في بعض المدارس الحكومية.

وأضافت أن «طالبات في الكلية تقدمن للامتحان خمس مرات، ولم يحققن درجة النجاح المطلوبة وهي خمس من تسع درجات، ولذلك أصبح مستقبلهن في خطر، وبعضهن مهددات بترك مقاعد الدراسة أو الفصل».

وأفاد نائب المدير الأكاديمي في كليات التقنية العليا، سلطان كرمستجي، بأن أداء الطالبات امتحان الآيلتس ليس الهدف منه الحصول على أموال منهن، إذ تسدد الكلية الرسوم عن طلبتها عند أداء الامتحان في المرتين الأوليين، وفي حال عدم النجاح يسددن الرسوم، مؤكداً أن هدف الكليات الأساسي الارتقاء بمستوى الطلبة والطالبات وإتقانهم اللغة الإنجليزية، إضافة إلى تعزيز مهاراتهم في اللغة الإنجليزية.

وذكر كرمستجي أن أكثر من 3000 طالب وطالبة أدوا الامتحان في الكليات، منذ شهر سبتمبر حتى الآن، وبلغت نسبة النجاح 70٪ من الطلبة الذين اجتازوا الامتحان في المحاولة الأولى.

وتابع «لا تختلف شروط امتحان الآيلتس بين كليات التعليم العالي (جامعة الإمارات، جامعة زايد، كليات التقنية) بل إن المؤسسات الثلاث تشترط الحصول على معدل خمس درجات للنجاح، كما يتطلب الحصول على معدل 4.5 حداً أدنى في كل جزء من الامتحان.

وأكمل أن الامتحان أسهم في تطوير قدرات ومهارات الطلبة من حيث إتقانهم اللغة الإنجليزية، ما ساعد على تطوير سوق العمل، وسهل توظيف الخريجين المواطنين، لافتاً إلى أن كليات التقنية العليا تسعى إلى تشجيع الإبداع والتميز، وتوفير عناصر مواطنة متخصصة تقنياً وفنياً في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى مجالات الاختصاص المختلفة في إدارة الأعمال وتكنولوجيا الهندسة.

وفي ما يتعلق بالاعتماد على درجة امتحان السيبا أو نسبة معينة في اجتياز «الآيلتس» قال كرمستجي إن «كليات التقنية تعمل في الاتجاه نحو العالمية، ورفع مستويات البرامج التخصصية»، موضحاً أن الاعتماد يظل وفق المعايير والمستويات العالمية، مشيراً إلى أن الكليات حريصة على إقامة الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات التعليمية العالمية بهدف توفير خريجين تتوافر لديهم المهارات والمعارف العالمية، إضافة إلى الثقة بالنفس، وتنمية القوى العاملة في الدولة.

تويتر