«أشغال رأس الخيمة» تعتزم إنشاء قسم خاص لمعالجة الظاهرة

الأبقار السائبة في الجير والخران تهــدّد سلامة السكان والبيئة

مجموعة من الأبقار ترعى بين الطرق في إمارة رأس الخيمة. الإمارات اليوم

شكا أهالٍ في منطقتي الجير والخران في رأس الخيمة انتشار الحيوانات السائبة، خصوصاً الأبقار، في الساحات العامة والطرق المرورية، على الرغم من أن مناطقهم تمثل واجهة سياحية للإمارة، مشيرين إلى ضرورة المحافظة عليها نظيفة.

وأكدوا لـ«الإمارت اليوم» أن بعض الأبقار لم تثبت ملكيتها لأحد، ما يجعلها تشكل مصدر إزعاج لهم، مطالبين بعلاج سريع لهذه المشكلة من خلال مصادرة، تلك الأبقار، أو نقلها إلى مناطق بعيدة، وفرض غرامات مالية رادعة على أصحابها.

وأكدت دائرة الأشغال العامة والخدمات في رأس الخيمة، أن الحيوانات السائبة بمختلف أصنافها مثل الأغنام والجمال والأبقار، تشكل معضلة حقيقية، تثير المتاعب والازعاج للسكان، وتقضي على الجهود المبذولة لخلق بيئة سياحية جذابة، محملة أصحابها المسؤولية عن ذلك. وكشفت عن عزمها إنشاء قسم خاص، مزود بالآليات والعمال لمعالجة هذه الظاهرة.

وتفصيلاً، قال المواطن علي الشحي، الذي يسكن منطقة الجير الجبلية، إن الحيوانات السائبة تتحرك بحرّية وسط الأحياء السكنية، وتتخذ من الطرق مرقدا لها، مضيفاً أنها مصدر إزعاج للأهالي. كما أنها تهدد سلامة سائقي السيارات ومستخدمي الطرق.

وأكد أنه نجا بأعجوبة من حادث مروري العام الماضي أثناء قيادته سيارته على الطريق العام، موضحاً أنه فوجئ بمجموعة من الأبقار تعبر الطريق، فحاول تفاديها، لكنه فقد السيطرة على سيارته في اللحظة الأخيرة، فانحرفت باتجاه أرض منحدرة ومملوءة بالأحجار الضخمة، ما تسبب في إتلافها تماماً.

وطالبت المواطنة (أم علي) بتشديد الرقابة على الطرق الداخلية والخارجية، للسيطرة على مشكلة الحيوانات السائبة ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيرة إلى أن المنطقة التي تسكن فيها، وهي شعبية جبلية، يوجد فيها كثير من تلك الحيوانات.

وقالت إنها تصادف يومياً مجموعات من الأبقار السائبة على قارعة الطريق، خلال توجهها إلى العمل، مضيفة أن «الحلّ الأمثل لهذه المشكلة يكمن في مصادرة الحيوانات السائبة، ما دام أصحابها غير راغبين في رعايتها».

وأكد المواطن ناصر حمد، أن «الحيوانات السائبة تمثل مشكلة للسكان والبيئة، لأنها مصدر لتكاثر الحشرات والذباب، كما أنها تلوث الأرض بفضلاتها وإفرازاتها». وتابع أن «سكان البيوت الموجودة في المناطق التي تنتشر فيها الأبقار السائبة يتأذون منها بشدة، بسبب انتشار الذباب والروائح النتنة»، مضيفا أن «كثيراً من السكان حاولوا إبعاد تلك الأبقار عن مناطقهم، لكن جهودهم لم تثمر، لأن الأبقار كانت تصرّ على العودة بعد وقت قصير».

وقال المواطن أحمد الشحي، من منطقة شعم، إن الحيوانات السائبة تعطي الزوار انطباعاً سيئاً حول المنطقة، بسبب فضلاتها التي تلوث الأرض والهواء، إلى جانب كونها ظاهرة تثير الإزعاج.

وطالب الجهات المعنية بالتعامل مع مشكلة الحيوانات السائبة بالجدية نفسها التي تعامل بها في المدن.

من جانبه، أكد رئيس دائرة الأشغال العامة والخدمات في رأس الخيمة عبدالله يوسف، أن الحيوانات السائبة بمختلف أصنافها مثل الأغنام والجمال والأبقار، تشكل معضلة حقيقية، تثير المتاعب والازعاج للسكان، وتقضي على الجهود المستمرة التي تبذلها الدائرة لخلق بيئة سياحية جذابة.

وأوضح أن هذه الحيوانات تسببت في القضاء على مشروع تغطية شارع المطار بمسطحات خضراء، مضيفاً أن الدائرة تسعى إلى احتواء المشكلة في أسرع وقت ممكن.

وقال إن الطرف المسؤول عن هذه الظاهرة هم أصحاب هذه الحيوانات، لأنهم لم يحرصوا على رعايتها والحفاظ عليها ووضعها في حظائر، بل تركوها طليقة، معرضة سلامة الناس والبيئة للخطر.

وأكد أن دائرته بصدد محاربة الحيوانات السائبة، من خلال تطبيق عقوبات صارمة تتضمن حجزها، وفرض غرامات مالية على أصحابها. وفي حال تكرار المخالفة، فإن العقوبات تكون أكثر صرامة، إذ تشمل مصادرة الحيوان السائب، والتصرف فيه بالذبح مباشرة.

وشرح أن الدائرة تعكف حالياً على إنشاء قسم خاص، ليتولى مهمة متابعة الحيوانات السائبة في الإمارة بصورة مستمرة. وقال إنه يتوقع أن يلعب هذا القسم دوراً فاعلاً في هذه المشكلة بعد تزويده بالآليات والسيارات والرافعات الهيدروليك، وتجهيزه بمجموعة من الأفراد المؤهلين للتعامل مع الحيوانات أينما وجدت، إذ سيقومون بوضع علامة ورقم عددي لكل رأس حيوان سائب بهدف تحديد المنطقة التي يتبع لها وعدد مرات مخالفته.

تويتر