المستشفى: تعيين كادر طبي إضافي الشهر المقبل وإنشاء مبنى جديد في 2012

مرضى يعانون الانتظار الطويـــل في « طوارئ القاسمي »

طوارئ مستشفى القاسمي يسـتقبل 350 حالة يومياً. تصوير: تشاندرا بالان

شكا مرضى ومراجعون لقسم الطوارئ في مستشفى القاسمي في الشارقة، طول الانتظار والازدحام وعدم توافر أماكن للجلوس، نتيجة كثرة الحالات التي يستقبلها القسم، لافتين إلى أنه في بعض الأوقات لا يحصلون على فرصة لرؤية الطبيب، ما يفاقم من حالتهم المرضية ويزيد من آلامهم، مطالبين المسؤولين في المستشفى بضرورة زيادة الكادر الطبي والتمريضي في القسم حتى يستوعب جميع المرضى، وتوفير أماكن كافية لاستقبال المرضى ومرافقيهم، أثناء فترة الانتظار التي تطول ساعات عدة.

في المقابل، أكدت رئيسة قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي، استشارية كلى الأطفال، الدكتورة انتصار الحمادي، أنه يتم حالياً إجراء مقابلات لتعيين كادر طبي إضافي في القسم، بعد أن وافق وزير الصحة، على تعيين ستة أطباء جدد، إضافة إلى كادر تمريضي، وسيبدأ الطاقم الطبي الجديد العمل في القسم خلال الشهر المقبل.

وأضافت أنه «يتم حالياً دراسة خطة عاجلة لإنشاء مبنى جديد للطوارئ سيتم تنفيذه العام المقبل، إذ سيكون أوسع من المبنى الحالي، ومزوداً بأجهزة ومعدات حديثة، وسيتم تطبيق نظم حديثة في الاستقبال»، مشيرة إلى أن «القسم يستقبل حالياً نحو 350 حالة يومياً، ولا يتجاوز الطارئة منها 10٪ فقط».

وتفصيلاً، قال مراجع لقسم الطوارئ في مستشفى القاسمي، خالد محمد، «أحضرت ابني الشهر الماضي ليلاً، لمعاناته من آلام مبرحة، لكني انتظرت ما يزيد على ساعة ونصف الساعة لمقابلة الطبيب، وأخبرت مسؤولي القسم بأن ابني في حال سيئة ويتعين على الطبيب معاينته سريعاً، لكن من دون جدوى، وانتظرت بعد ذلك أكثر من نصف ساعة أخرى، وعندما وصلني الدور لم تستغرق معاينة الطبيب للطفل سوى خمس دقائق، ما جعلني أشك في دقة المعاينة والتشخيص».

وطالب وزارة الصحة بتوفير كادر أكبر من الأطباء في المستشفى، خصوصاً في قسم الطوارئ، تكون لديه القدرة على متابعة الحالات الكثيرة التي تصل إلى المستشفى بحيث يكون هناك سرعة في الإنجاز واختصاراً في الوقت بدلاً من الانتظار الطويل الذي يتجاوز أحياناً ساعتين، خصوصاً عندما يطلب الطبيب فحص دم للمريض».

وقال مراجع آخر، أحمد سعد، «اعتدت مراجعة قسم الطوارئ والانتظار وقتاً طويلاً، لحين مقابلة الطبيب، وحالتي تزداد سوءاً وأصبحت لا أحتمل الآلام، ولا خيار أمامي حالياً سوى الصبر والانتظار»، لافتاً إلى أن قسم الطوارئ يعاني كثرة المراجعين والازدحام والتكدس، خصوصاً أنه يستقبل مختلف الحالات على مدار الساعة، وتالياً يتعين أن يكون مجهزاً بالكادر الطبي الكافي، حتى لا يكون المريض مضطراً إلى الانتظار فترات طويلة، مطالباً بضرورة توفير أماكن كافية لانتظار المرضى ومرافقيهم، تكون مستوفية الشروط لراحة المراجعين.

وأيده زياد عيسى، قائلاً إن «فترات الجلوس الطويلة في انتظار مراجعة الطبيب، في طوارئ القاسمي أصبحت مضيعة للوقت، مطالباً وزارة الصحة بوصفها المسؤولة عن المستشفى والمستشفيات الحكومية الأخرى، بأن تبذل جهداً حقيقياً في حل مشكلات المراجعين والمرضى الذين يأتون في ظروف صحية صعبة إلى الطوارئ، باعتباره القسم الذي يلبي حاجة المريض والمراجع بسرعة، لكن الحقيقة أن المريض مضطر للانتظار طويلاً في الطوارئ».

وقال خالد مراد، «قبل فترة أحضرت صديقي في حال مرضية طارئة إلى المستشفى، لكن المشكلة أن هناك طابوراً في تسجيل المعلومات، ثم اضطررنا إلى الانتظار طويلاً لمقابلة الطبيب»، مشيراً إلى أن المريض لا يجد سريراً شاغراً للراحة حتى مقابلة الطبيب، كما يعاني مرافقو المرضى من عدم توافر مقاعد للجلوس، ولا أحد من الكادر الطبي والتمريضي يرد على أسئلة المرضى والمراجعين بدعوى أنهم مشغولون بحالات أخرى، مؤكداً أن هذا الانتظار غير مبرر ويستدعي البحث عن حل جذري، لأن طول الانتظار ينعكس سلبياً على صحة المريض.

من جانبها، قالت رئيسة قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي، استشارية كلى الأطفال، الدكتورة انتصار الحمادي، لـ«الإمارات اليوم» إن «القسم يعمل ثلاث ورديات يتناوب خلالها تسعة أطباء طوارئ، ويوجد 15 سريراً للطوارئ»، متابعة أنه بإمكان المريض التوجه نحو العيادات الخارجية التي تعمل فترات طويلة، وليست كل حالة تستدعي التوجه إلى الطوارئ.

وأشارت إلى أن «حالات الحوادث المرورية لابد من دخولها الطوارئ، إضافة إلى الحرارة العالية للأطفال أقل من سنتين»، معتبرة أن العيادات الخارجية في الحالات العادية أفضل للمريض.

وأكملت «نعمل على حل المشكلات التي تتعلق بالقسم، لكن هناك نسبة عالية جداً من المرضى يرون أن أسهل وسيلة للتخلص من الألم التوجه إلى الطوارئ، وإذا تأخروا في القسم فإن هذا الانتظار يلحق الأذى والضرر بهم وبصحتهم، متناسيين أن حالة المريض قد لا تستدعي كل هذا القلق، إذ إن هناك إجراءات منذ اللحظة الأولى لدخول المريض المستشفى يتعين أن يمر بها مهما كانت حالته».

وبينت أن «هذه الخطوات تبدأ بالتسجيل وإدخال اسم المريض على النظام (السيستم)، وقياس ضغط الدم والوزن، والاطلاع على الحالة ومتابعتها فوراً من قبل التمريض، وبعد ذلك تحويلها إلى طبيب الطوارئ الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه، رغم كثرة الحالات التي يعاينها يومياً، لكنه لا يمكن أن يهمل أو يقصر مع أي حالة».

وذكرت أنه «ليس كل حالة يتعين أن تحول إلى قسم الطوارئ، فهناك حالات لا تستدعي الحضور، مثل الرشح أو الصداع البسيط، أو الآلام البسيطة، فبإمكان المريض التوجه إلى العيادات الخارجية، ما يعني أنه يتعين التمييز بين الحالات التي تستدعي الانتقال فوراً إلى الطوارئ وبين الحالات الأخرى التي لا تستدعي ذلك بقدر ما تسهم في زيادة الازدحام والطابور الطويل في القسم».

وأضافت أن العيادات الخارجية لا تقل كفاءة عن قسم الطوارئ، وغالباً يكون وقت الانتظار أقل بالنسبة للمراجع أو المريض».

وأشارت إلى أن «قسم الطوارئ يستقبل يومياً نحو 350 حالة مختلفة، ولا يتجاوز عدد الحالات الطارئة منها 10٪ فقط، ما يربك الأطباء والممرضين والمراجعين، ويصرف العلاج الطبي اللازم للحالات المريضة وتغادر فوراً، وغالبية الحالات لا تكون خطيرة».

وأكدت أنه «رغم كثرة الحالات التي نستقبلها في قسم الطوارئ في المستشفى يومياً بصفته أكبر مستشفى تابع لوزارة الصحة في الإمارات الشمالية، حيث يستقبل حالات من مختلف إمارات الدولة، فإن الحالات الطارئة تستوجب التعاطي معها بشكل طبي دقيق وبكفاءة عالية بعيداً عن أي تقصير أو تبرير، فمهمة الطبيب بذل كل الجهود الطبية واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لإنقاذ حياة المريض»، مشيرة إلى أن «الازدحام غالباً ما يكون بين الخامسة عصراً حتى الثانية فجراً».

تويتر