جامعة الشارقة: «التعليم العالي» ستعترف بالبرنامج بعد تخرج الدفعة الأولى.. والمساق معتمد من الوزارة

طلاب ماجستير يشكون «مســـاق التقوية»..ويطالبون بـالاعتراف بـ «المســار الشامل»

الجامعة فرضت مسار تقوية على الطلبة بناء على طلب وزارة التعليم العالي. تصوير: مصطفى قاسمي

أعرب طلاب برنامج ماجستير المسار الشامل، المطروح من كلية الاتصال في جامعة الشارقة، عن قلقهم حول عدم اعتراف وزارة التعليم العالي بالبرنامج حتى الآن، لافتين إلى أن مدة الدراسة في البرنامج عامان ونصف العام، وتبلغ تكلفة الدراسة نحو 80 ألف درهم، مناشدين إدارة الجامعة ضرورة التنسيق مع الوزارة للتوصل إلى قرار الاعتراف، مبدين دهشتهم من قرار الجامعة المفاجئ بإدراج اللغة الإنجليزية في الدراسة، إذ إن بعضهم قضى سنة في التحضير للبرنامج باللغة العربية، ثم فوجئوا بقرار إدارة الجامعة بالزام الطلاب الالتحاق بمساق تقوية، ولا يتم اعتماد نتيجة مساق التقوية في سجل الدرجات، مشيرين إلى أن تكلفة مساق التقوية نحو 7000 درهم.

في المقابل، أكد عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة الدكتور محمد قيراط، أن وزارة التعليم العالي ستعترف بشهادة ماجستير المسار الشامل، بعد تخرج الدفعة الأولى من البرنامج، مطمئناً الطلبة بأنهم سيتخرجون بشهادات معترف بها في جامعات الدولة وخارجها.

من جانبه، قال عميد كلية الدراسات العليا، الدكتور باسم عتيلي، إن «إضافة أربعة مساقات باللغة الإنجليزية، جاء بناء على طلب وزارة التعليم العالي، ونظراً لعدم اشتراطنا على الطلاب الحصول على شهادة التوفل فإننا قمنا بإدراج مساق تقوية اللغة الإنجليزية».

وتفصيلاً، قالت الطالبة (ن.ة)، إن «الجامعة اعتمدت اللغة العربية للتدريس في برنامج ماجستير النظام الشامل، وتم إعلام الطلبة قبل الالتحاق بالبرنامج، وبناء على هذا الشرط قمت بالتسجيل، ولكنني فوجئت بداية الفصل الدراسي الثاني بإدارة الجامعة تفرض أربع مواد تدرس باللغة الإنجليزية».

وأضافت أنها واجهت صعوبة في دراستها، على الرغم من التحاقها بمساق تقوية اللغة الإنجليزية الذي أدرجته الجامعة لطلبة الماجستير، مقابل مصروفات قيمتها 7000 درهم، لافتة إلى أن محتوى المساق لا يتناسب مع درجة الطلاب العلمية، نظراً لبساطة محتواه، مبدية قلقها من تأخر إصدار قرار الاعتراف بالبرنامج من قبل الوزارة، حتى انها بدأت تفكر في التوقف عن الدراسة حتى يتم حصول البرنامج على الاعتراف الرسمي.

أما الطالبة (س.خ)، فقالت إن «طريقة التدريس في البرنامج نظرية بحتة، إذ يعتمد الأساتذة على الامتحانات والبحوث فقط، ولا توجد أساليب عملية في التدريس»، مشيرة إلى أنها لم تواجه أي صعوبات نتيجة إدراج مواد إضافية باللغة الإنجليزية في البرنامج، مؤكدة أن مستواها القوي في اللغة الإنجليزية، ساعدها على الدراسة من دون مشكلات.

وأبدت في الوقت ذاته استياءها من مساق التقوية باللغة الإنجليزية الذي لم يتم اعتماد نتيجته في سجل الدرجات، إضافة إلى عدم كفاءة محتواه حسب وصفها، متابعة أن عميد كلية الاتصال عقد اجتماعاً مع الطلبة، وأخبرهم بأنه سيتم الاعتراف بشهادة البرنامج بعد تخرج الدفعة الأولى.

بينما أفاد الطالب (ع.ح)، بأن حاله مثل بقية الطلبة ينتظر قراراً من إدارة الجامعة حول الاعتراف بالبرنامج من قبل وزارة التعليم العالي، مضيفاً انه قضى سنة وفصلاً صيفياً في التحضير لبرنامج المسار الشامل، وبات لا يستطيع الانسحاب منه، خصوصاً أنه دفع 7000 درهم مقابل كل مادة، وفي حال انسحابه من البرنامج فإن خسارته ستكون مالية ومعنوية، حسب وصفه.

وأشار إلى أن مسار التقوية الذي درسه لم يستفد منه، لان محتواه لا يتصل بالدراسة الإعلامية، بل كان عبارة عن اساسيات اللغة الإنجليزية، إضافة إلى عدم اعتماد نتيجته في كشف الدرجات، متسائلاً عن الفائدة التي سيجنيها إذا كان محتوى المادة أقل من متوسط، ولا تُعتمد نتيجتها».

وأفاد طالب آخر يدعى (د.ي)، بأنه دفع أكثر من 30 ألف درهم، للتحضير لشهادة ماجستير المسار الشامل باللغة العربية، وفوجئ بإضافة اللغة الإنجليزية للدراسة، مؤكداً أنه سجل في البرنامج نظراً لتدريسه باللغة العربية، ما اضطره إلى الالتحاق بمسار التقوية باللغة الانجليزية، واصفاً محتواه بعدم ملاءمته لطلبة دراسات عليا، بسبب ضعفه.

وأضاف انه وزملاءه غير قادرين على الانسحاب من البرنامج، وانهم مضطرون لاستكماله، نظرا لإنفاقهم 7000 درهم لكل مساق، متمنياً الاعتراف بشهادة البرنامج داخل الدولة وخارجها.

وأكدت الطالبة «أم سيف»، وهي إحدى الطالبات المنسحبات من البرنامج، أن سبب انسحابها الرئيس هو قلقها من عدم حصول البرنامج على اعتراف رسمي من وزارة التعليم العالي حتى الآن، إضافة إلى ضعف مستوى مساق تقوية اللغة الذي لم يكن مناسباً لطلبة الدراسات العليا، لافتة إلى أنه «لم يسهم في تأهيلي لدراسة مواد باللغة الإنجليزية المطروحة في البرنامج، لذلك قررت التسجيل في تخصص آخر معترف بشهادته، ومواده باللغة العربية».

بينما أفادت «أم محمد»، انها وزملاءها يريدون توضيحاً من الجامعة عن سبب طرح برنامج المسار الشامل الذي لم يحصل على اعتراف من الوزارة حتى الآن، متسائلة عن سبب عدم إخبار الطلبة المتقدمين للالتحاق بالبرنامج بانه سيتم إضافة اللغة الإنجليزية مع اللغة العربية»، مشيرة إلى أن الجامعة على علم بأن أغلب الطلاب الملتحقين بالبرنامج مستواهم أقل من متوسط في اللغة الإنجليزية، فلماذا تمت إضافة مساق تقوية لا يتصل بالمواد المطروحة في البرنامج، بل يكتفي بتعليمهم أساسيات اللغة التي لن تفيدهم في دراستهم الحالية.

وتمنت أن يتم الاعتراف بالبرنامج، لأن تكاليف الدراسة كانت باهظة، إذ دفعت 7000 درهم مقابل كل مساق، كما انها لا تستطيع التحول إلى تخصص آخر، خصوصاً بعدما أكملت سنة في البرنامج، مضيفة أن حدود تكاليف التحضير للبرنامج تبلغ 80 ألف درهم.

من جهته، أفاد عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة الدكتور محمد قيراط، بأن الجامعة أدرجت برنامج المسار الشامل باللغة العربية لتشجيع الطلبة على الالتحاق به، مشيراً إلى أن عدد المشتركين في البرنامج 120 طالباً، بينما 15 طالباً في برنامج ماجستير الاتصال الذي يطرح باللغة الإنجليزية.

وأشار إلى أن الجامعة أوقفت طلبات تسجيل الدفعات الجديدة بأمر من وزارة التعليم العالي، حتى يتم إدراج التوفل واللغة الإنجليزية في المسار.

إذ تشترط وزارة التعليم العالي، على الجامعة بأن تكون لغة التدريس الإنجليزية، إضافة إلى اجتياز طالب الماجستير اختبار التوفل والحصول على أكثر من 500 نقطة في الاختبار.

من جانبه، قال عميد كلية الدراسات العليا، الدكتور باسم عتيلي، إن إضافة أربعة مساقات باللغة الإنجليزية، جاء بناء على طلب وزارة التعليم العالي، مؤكداً أن هذا المساق معتمد من وزارة التعليم العالي، ولا دخل لإدارة الجامعة في محتواه إذا كان مناسباً لطلبة الدراسات العليا أو غير مناسب.

تويتر