‏‏‏ ينتظرون من يمد إليهم يد المساعدة لتوفير نفقات المعيشة والعلاج

المعاناة تعود إلى 4 أشقاء مكفوفين بعد وفاة معيلتهم‏

المكفوفون لا يقدرون على سداد قيمة فواتير الكهرباء والمياه إضافة إلى عدم توافر مصاريف العلاج. تصوير: ناصر بابو

‏عادت المعاناة من جديد إلى حياة أربعة أشقاء يعانون فقدان نعمة البصر والفشل الكلوي، بعد فقدانهم المساعدة المالية التي كانوا يعتمدون عليها في تلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية، إذ انقطع الدخل الذي رصدته لهم معيلتهم، وهي مالكة المنزل الذي يقطنون فيه في مدينة العين، بعد أن توفيت أخيراً، وأصبحوا يواجهون حياة صعبة.

وأكدوا أن المساعدة المالية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل رئيس في تلبية احتياجاتهم المعيشية من غذاء ودواء، انقطعت عنهم بعد وفاة صاحبة المنزل مباشرة، مضيفين «طرقنا أبواب الجمعيات الخيرية لمساعدتنا، لكنها رفضت، معتقدة بأن هناك من يساعدنا مالياً، بعد نشر قصتنا في السابق، ونحن في انتظار من يمد لنا يد المساعدة لتوفير نفقات المعيشة والعلاج».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في مارس من العام الماضي، قصة معاناة الأشقاء مع الفقر والمرض، إذ يعانون من فقدان نعمة البصر، واثنان منهم مصابان بمرض الفشل الكلوي، ويُجريان أسبوعياً ثلاث جلسات غسيل كلوي، فيما تتهدد الآخران الإصابة بالمرض نفسه.

وفور نشر قصتهم سارعت مالكة المنزل الذي يقطنون فيه في العين، بعد علمها بأحوالهم وظروفهم المرضية، إلى رد قيمة الإيجار إليهم بالكامل، وتركت المنزل لهم، باعتباره وقفاً خيرياً للإقامة فيه مدى الحياة من دون مقابل مالي، كما خصصت لهم دخلاً مستمراً قيمته 3000 درهم شهرياً، لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم المعيشية، إلا أن هذا الدخل ما لبث أن توقف عقب وفاتها أخيراً، ما أثّر سلبياً في حياتهم. وقال الأشقاء الأربعة «نحن إخوة لم نتذوق نعمة البصر، وقد شخّص الأطباء مرضنا بأنه حالة وراثية نادرة، إذ توفي ثلاثة أشقاء لنا بعد معاناة نتيجة فقدان البصر والفشل الكلوي أيضاً، على الرغم من أن والدينا غير مصابين بفقدان البصر أو مرض الفشل الكلوي».

تقرير طبي

وأكد تقرير طبي صادر عن مستشفى توام في العين، العام الماضي، حاجة الأشقاء الأربعة إلى الرعاية الطبية، وزراعة كلى للمصابين منهم بالفشل الكلوي.

وطالب الأشقاء ذوي الأيادي البيضاء، بتيسير سبل العلاج لهم، ومساعدتهم على تغطية نفقات المعيشة، موضحين «أنهم يقيمون في مسكن بسيط بالإيجار في مدينة العين مكون من أربع غرف، وتتكون عائلتهم من 10 أفراد برفقة والدتهم، إضافة إلى أشقاء آخرين من زوجة والدهم الثانية، وهم جميعاً من مواليد الدولة».

وقال محمد إسحق، (24 عاماً)، وهو كفيف من مواليد الدولة، إنه بعد وفاة مالكة المنزل الذي يقطن فيه هو وأشقاؤه، انقطعت عنهم المساعدة المالية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل رئيس في تلبية احتياجاتهم المعيشية من غذاء ودواء، مضيفاً «طرقنا أبواب الجمعيات الخيرية لمساعدتنا، لكنها رفضت على خلفية علمها بأن هناك من كان يساعدنا مالياً، بعد نشر قصتنا في السابق».

ديون مستحقة

وأشار إلى أن «هناك ديوناً مستحقة نظير الكهرباء والمياه في المنزل لم نقدر على دفعها حتى الآن، إضافة إلى مواجهتنا صعوبة كبيرة في تدبير مصاريف العلاج والدواء»، مضيفاً أن «تكلفة العلاج من الفشل الكلوي باهظة للغاية لا نقدر على تحملها، إضافة إلى أننا نضطر إلى دفع تكاليف العلاج والدواء على نفقتنا، بعد أن انتهت صلاحية البطاقات الصحية منذ ثلاثة أشهر، ولم نتمكن من تجديدها».

وشرح محمد تفاصيل حالته المرضية قائلاً، إنه واحد ضمن أربعة أشقاء يعانون فقدان البصر منذ ولادتهم، إذ تعاني شقيقته الكبرى سليمة (36 عاماً)، وشقيقاه إبراهيم (24 عاماً) وراشد (22 عاماً) من الحالة نفسها، وأصيب هو وشقيقته الكبرى فقط بمرض الفشل الكلوي، ويذهبان بصفة شبه يومية إلى المستشفى للغسيل الكلوي».

وتابع «شقيقي يوسف ينفق على العائلة، وهو الوحيد حالياً الذي يعمل في دائرة حكومية في العين براتب 3000 درهم، بعد أن توفي شقيقي الآخر، الذي كان ينفق على الأسرة، إثر حادث على الطريق، وسفر والدي إلى باكستان».

أسرة كبيرة

ولفت إلى أن «هذا الراتب لا يكفي لإعالة أسرة كبيرة بهذا الحجم، خصوصاً أن أربعة من أفرادها يعانون أمراضاً مزمنة».

ودعا أهل الخير إلى مد يد المساعدة للأسرة المنكوبة، وتوفير نفقات علاجها من مرض الفشل الكلوي وفقدان البصر، إضافة إلى تقديم المساعدة المالية لتغطية نفقات المعيشة.

وقال شقيقه إبراهيم إن «الراتب لا يكفي لسداد فاتورة الكهرباء والماء والإنفاق على الطعام والشراب والتنقلات والعلاج»، مضيفاً أنه يتطلع إلى أهل الخير لمساعدته وأشقائه الآخرين على تلبية نفقات المعيشة والعلاج، بعد أن تُوفيت فاعلة الخير التي كانت تمد لهم يد المساعدة وتعينهم مادياً على قضاء احتياجاتهم. ‏

تويتر