‏‏«الإعلام والثقافة» تؤكّد منعها وتعقّبها في الأسواق

‏لعـبة إلكـترونية تـروّج للعنف في الأسواق‏

اللعبة تقدم العنف حلاً لكل المشكــــــــــــــــــــــــــــــــلات. الإمارات اليوم

أعرب أهال في دبي عن استيائهم من تداول لعبة فيديو في الأسواق المحلية، تروج للعنف والسلوكيات الوحشية، وتتضمن ممارسات مخلة بالسلوكيات والآداب العامة. وقالوا إن عدم مراقبة هذه النوعية من الألعاب، تقوض جهودهم التربوية لتقويم سلوك أبنائهم.

وأكدت الجهات المعنية بمراقبة ومنع تلك الألعاب، مواصلتها مسح الأسواق بحثا عن المخالفة منها، لمصادرتها ومخالفة متداوليها.

وكان سعد العلي، موظف في دائرة حكومية، قد شكا في اتصال مع «الإمارات اليوم» من بيع محال تجارية في دبي للعبة غراند «جي تي آي» Grand GTI وهي أحد أنواع لعبة البلاي ستيشن، مطالبا بلدية دبي باتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب اللعبة من الأسواق، مؤكدا أنه رآها في كثير من المحال والمراكز التجارية.

وأضاف أن اللعبة لا تحوي مشاهد مسيئة للأخلاق فحسب، بل تتضمن أيضا مشاهد دمار وقتل ومعارك وحشية.

وأوضح أن تلك المشاهد تشجع النشء والأطفال على ممارسة العنف، وتطبع صورا دموية في أذهانهم، فتعودهم على قبولها، واستساغتها، ما يسهل تحولها على المدى البعيد إلى جزء من سلوكياتهم.

واستغربت منى محمد، معلمة، غياب الرقابة الأسرية على ألعاب الأبناء، لافتة الى أن «كثيرا من الأهالي يعتقدون أن وجود الطفل داخل المنزل، وتحت أعينهم، كفيل بمعالجة أي خلل قد يطرأ على سلوكه، ولكن الحقيقة هي أن هذه الألعاب قادرة على تسريب كثير من الأفكار الخاطئة إلى عقول الأبناء، إضافة إلى تأثيرها العميق في طريقة فهمهم للحياة من حولهم، ولطرق معالجة مشكلاتهم».

وتابعت: «بعض الطلاب يتناقلون نوعيات معينة من الألعاب، تثير اهتمامهم بشدة بسبب ما تحويه من مشاهد عنيفة». لافتة الى أن «كثيرا من الأهالي غافلون عن أبنائهم المراهقين، ولا يعرفون ماذا يشاهدون، أو بماذا يلهون داخل غرفهم».

وأعربت عن قلقها بسبب تداول لعبة Grand GTI ، مشيرة إلى أنها تحتوي على مشاهد جنسية، وأخرى للعب الميسر وشرب للكحول وتعاطي المخدرات، كما أنها تقدم العنف حلا لكل المشكلات، مؤكدة أن «هذه الألعاب قد تسير بمن يتابعها في طريق الانحراف».

وتساءلت المواطنة فاطمة عبدالله عما إذا كانت هناك جهة رقابية تتولى مراقبة ما يباع في الأسواق من ألعاب، لافتة الى أنها قدمت شكوى الى بلدية دبي مطالبة بسحب لعبة Grand GTI من الأسواق.

كما طالبت الأهل بدور موازٍ لدور الجهات الرقابية الرسمية، من خلال مشاركة أبنائهم اهتماماتهم، ومساعدتهم على اختيار هوايات تزيد ذكاءهم، وتصقل شخصياتهم.

ومن جهته، أكد مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي المهندس رضا سلمان، أن البلدية تلقت شكاوى تتعلق باللعبة، إلا أنها ليست جهة اختصاص بالنسبة للمواد الإعلامية والإعلانية التي تندرج تحتها ألعاب الفيديو التي من ضمنها تلك اللعبة.

وقال سلمان إن قسم السلامة العامة في إدارته يعنى بالألعاب التي تأتي على شكل هيئة أو شخص أو نموذج، وكذلك الصور الخارجية المطبوعة على علب ألعاب الأطفال، موضحا أن القسم ليس لديه الصلاحيات ولا الإمكانات التي تخوله تقييم السلع التي تتطلب فحصا ورقابة إعلامية وترجمة لغات مختلفة.

وبدوره، أكد مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في وزارة الإعلام والثقافة في دبي جمعة الليم، أن هذه اللعبة ممنوعة، وأنه تم سحب كميات كبيرة منها من الأسواق. وأضاف أن آخر حملة لضبطها نفذت قبل أسبوعين.

وأشار إلى أن ما يتداول في الأسواق يدخل بطرق غير مشروعة، وأن بيع المحال التجارية لهذه اللعبة غير قانوني.

وأضاف الليم أن ألعاب الفيديو تخضع لرقابة إدارة متابعة المحتوى الإعلامي، وأن الإدارة لا تسمح بتداول أي منها إلا بعد الكشف عليها والتأكد من عدم احتوائها على أي شيء قد ينافي العادات والتقاليد ومبادئ الأخلاق وتعاليم الدين الحنيف.

ولفت إلى اجتماع عقد حديثا مع الشركاء من الجهات المعنية مثل شرطة دبي ودائرة التنمية الاقتصادية، لوضع خطة تنسيق مشتركة لمواجهة انتشار وتداول تلك الألعاب الممنوعة.

كما أشار إلى حملة التوعية التي نظمتها الإدارة قبل ستة أشهر والتي شملت توزيع نشرات على أفراد الجمهور والمحال التجارية تتضمن توصيفا للألعاب المحظورة، وشرحا للإرشادات والرموز المسجلة على حاويات تلك الألعاب، لمساعدة الطرفين على فهمها وعدم الوقوع ضحية لأي تضليل.

وطالب الليم بتوخي الحذر وعدم شراء اللعبة المشار إليها وعدم مجاراة ضعفاء النفوس من الباعة الذين يروجون لها، كما يضللون الجمهور بتقديم معلومات خاطئة عن محتوى اللعبة، أو مدى ملاءمتها لما هو سائد ومقبول من الأفكار والسلوك العام‏

تويتر