بحث ميداني يعتبر الإمارات من أنسب الدول في تأهيل المرضى نفسياً واجتماعياً

75 % نسبة شفاء الأطفال من السرطان في الدولة بسبب «جودة الحياة»

مؤتمر أبوظبي الدولي ناقش دور إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي. من المصدر

كشف بحث طبي ميداني أن نسبة شفاء الأطفال المرضى بالسرطان في الدولة تصل إلى 75%، بسبب جودة الحياة، ليس على المستوى العلاجي والدوائي فقط، وإنما بسبب العوامل الحياتية الأخرى، التي تساعد على تأهيل الطفل لمواجهة المرض والانتصار عليه.

التفاعل الاجتماعي

أفاد الرئيس الفخري للمؤتمر، مؤسس مركز الطب النفسي للتدريب والأبحاث التابع لمنظمة الصحة العالمية في جامعة عين شمس، البروفيسور أحمد عكاشة، بأن النتائج الأخرى غير السريرية أصبحت ذات علاقة بالعلاج، خصوصاً التفاعل الاجتماعي، بما يشمله من علاقات اجتماعية ووظيفة ووقت فراغ، إضافة إلى جودة الحياة، والعبء على الأسرة.

وأضاف أنه يجب بدء برنامج إعادة التأهيل مباشرة بعد أول تواصل للمريض مع متخصص الرعاية النفسية، فالانتظار إلى أن تختفي الأعراض عن المريض النفسي قبل البدء بالعلاج التأهيلي سيضر المريض وأسرته على المدى البعيد، مؤكداً أن هدف العلاج النفسي هو تحسين جودة حياة المريض، ونحن نركز في المستقبل على تمكين التأهيل النفسي، ليكون ضرورة بذاته وليس إضافة للعلاج الدوائي.

وأكد البحث الذي عُرض خلال فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، الذي انطلق أمس بمركز المعارض في أبوظبي، أن دولة الإمارات من أنسب دول العالم لتقديم العلاج التأهيلي نفسياً واجتماعياً للأطفال المرضى بالسرطان، مؤكداً أن نسبة شفاء الأطفال من مرض السرطان قد تصل إلى 80%، في حال وجود التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل المريض.

فيما أفاد مدير المؤتمر رئيس قسم إعادة التأهيل النفسي في جناح العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور مدحت الصباحي، بأن 230 مريضاً يترددون على قسم التأهيل النفسي في مدينة خليفة الطبية، بهدف تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، ولم يتعرض منهم لانتكاسة سوى 0.7%، مؤكداً أنها نسبة تقل عن مؤشر الأداء الذي حددته شركة «صحة» لحالات الانتكاسات المقدر بـ2%.

وتفصيلاً، انطلقت أمس فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، الذي ينظمه جناح العلوم السلوكية بمدينة الشيخ خليفة، التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، تحت عنوان «العقل والجسد.. سد الفجوة».

ويشهد المؤتمر الذي تستمر أعماله على مدى ثلاثة أيام، تقديم أول برنامج تعليمي للجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي في المنطقة والشرق الأوسط، بهدف إكساب المشاركين معلومات جديدة، وتعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات مع متخصصي هذا المجال في العالم.

وقال مدير الشؤون الطبية في جناح العلوم السلوكية بمدينة الشيخ خليفة الطبية رئيس المؤتمر، الدكتور طارق درويش، إن المؤتمر منصة لتلقي ومناقشة آخر التطورات العلمية في جميع مجالات التأهيل النفسي، موضحاً أن البرنامج العلمي للمؤتمر يشجع على رفع مستوى الممارسات الطبية، والارتقاء بالصحة النفسية والمعايير الأخلاقية في مجال العمل النفسي، ونشر الوعي حول ممارسات العلاج الطبي المستندة على الأدلة العلمية.

وأبلغ الدكتور مدحت الصباحي «الإمارات اليوم» أن «المقصود بإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي هو العمل على إعادة المريض النفسي ليصبح عضواً فاعلاً مندمجاً في المجتمع، يكون له دور وظيفي أو تعليمي وعلاقات إنسانية، شأنه شأن أي فرد مريض بأي مرض عضوي لا يعيقه عن العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية»، مشيراً إلى أن التأهيل يتم عبر برامج تدريبية متخصصة وزيارات ميدانية، بجانب بعض المساعدات التي تؤهله لدخول سوق العمل.

وكشفت ورقة عمل، قدمتها مدرس الطب النفسي بجامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية، الدكتورة مروة الحجاوي، عن أن نسبة شفاء الأطفال من مرض السرطان قد تصل إلى 80% في حال وجود التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل المريض.

وقالت الحجاوي: «أجرينا بحثاً ميدانياً في دولة الإمارات عن دور التأهيل النفسي والاجتماعي في علاج الأطفال المصابين بالسرطان، فوجدنا أن الإمارات من أنسب دول العالم لتقديم العلاج التأهيلي نفسياً واجتماعياً لهؤلاء المرضى، حيث شمل البحث عينة وصلت إلى 375 طفلاً من مختلف إمارات الدولة، وانتهينا إلى أن نسبة شفاء الأطفال المرضى بالسرطان في الدولة تصل إلى 75%، بسبب جودة الحياة، ليس على المستوى العلاجي والدوائي فقط، وإنما بسبب العوامل الحياتية الأخرى التي تساعد على تأهيل الطفل لمواجهة المرض والانتصار عليه».

وأشارت إلى أن أهم نتائج البحث تلخصت في أن علاج السرطان لا يحتاج إلى أطباء متخصصين في الأورام فحسب، وإنما يلزم وجود كوادر متخصصة في إعادة تأهيل الطفل، وحثه على اكتشاف ذاته، وخلق الحافز لمواجهة المرض وهزيمته.

تويتر