كلفة التمريض المنزلي 30 ألف درهم شهرياً.. والتأمين الصحي لا يغطيها

أبناء يتركون آباءهم في المستشفيات لضعف مقدرتهم المالية

صورة

قالت مديرة إدارة كبار السنّ بهيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، إن هناك 35 مواطناً مسنّاً أبناؤهم غير قادرين على تحمل تكاليف الرعاية التمريضية المنزلية التي يحتاجون إليها، نظراً لوضعهم الصحي الحرج، ما أجبرهم على تركهم في المستشفى، على الرغم من انتهاء مراحل العلاج، ومطالبة المستشفى لهم بضرورة انتقالهم إلى منازلهم للعيش بين أفراد عائلتهم.

وقالت الحمادي لـ«الإمارات اليوم» أن أُسر المسنّين لم تتخلَّ عنهم، ولا تريد بقاءهم في المستشفى، لكنها أجبرت على تركهم في المستشفى، لأنها لا تملك القدرة المالية لتوفير الرعاية التمريضية المنزلية التي يحتاجون إليها، والتي تراوح بين 25 و30 ألف درهم شهرياً، في وقت لا تزيد رواتب الابن المعيل، في أغلب الأحيان، على 15 ألف درهم شهرياً.

وتابعت أن بطاقة «ذخر»، التي أصدرتها هيئة تنمية المجتمع، لتقديم الخدمات الاجتماعية والمعيشية التي يحتاج إليها المسنون توفر جزءاً من كلفة الرعاية التمريضية المنزلية، بالتنسيق والتعاون مع عدد من شركات التمريض المتبرعة بتقديم خدماتها، لكن تلك الشركات تقدم تخفيضات لا تتجاوز 6000 درهم شهرياً ، ما يجعل مشكلة توفير باقي كلفة الرعاية قائمة.

خدمات «سعادة»

أفادت مديرة إدارة كبار السنّ بهيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، بأن الهيئة تبحث مع هيئة الصحة في دبي، إمكانية توفير خدمة الرعاية التمريضية المنزلية عبر بطاقة «سعادة»، التي تقدم من خلالها «صحة دبي» باقة من الخدمات الصحية للمسنّين، لافتة إلى أن «صحة دبي» تعمل على دراسة كل الخيارات المتاحة لحل مشكلة التأمينات المطلوبة لكبار السنّ.

وأوضحت أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع عدد من الجهات، لتتمكن من إيجاد حل سريع لمشكلة هؤلاء المسنين، الذين يحتاجون إلى وجودهم بين أهلهم، كما تحتاج المستشفيات إلى المساحات والطاقة التي يشغلها المسنّون الموجودون فيها.

وأشارت إلى أن برنامج تأهيل المساعدين المنزليين الذي أطلقته الهيئة في عام 2014، تمكن من تدريبهم على الطرق الصحيحة للعناية بكبار السنّ، غير أن الرعاية التي يحتاج إليها المسنون تتطلب مختصي تمريض لديهم رخصة طبية تؤهلهم لتقديم بعض الخدمات الصحية غير المسموح أن يؤديها أشخاص غير مرخصين.

وتابعت الحمادي أن عدداً من هؤلاء المسنين يحتاج إلى تركيب أجهزة تنفس اصطناعي، أو عمليات شفط مستمرة للسوائل المتراكمة في الرئة، ومنهم من يحتاج إلى التغذية عبر الأنابيب، لافتة إلى أن تلك الخدمات وغيرها يجب أن يقوم بها ممرض ممارس للمهنة ومرخص. وأكدت صعوبة توفير كلفة الرعاية التمريضية المنزلية، نظراً لعدم تكفل أي جهة بتوفيرها، حيث لا تتم تغطيتها من قبل شركات التأمين، مضيفة أن الهيئة تعمل بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، على محاولة الاتفاق مع شركات تأمين، لتغطية تكاليف الرعاية التمريضية المنزلية للمسنّين، لأن هناك فئة منهم تعيش ظروفاً صحية تجعلهم ليسوا بحاجة إلى رعاية صحية، ويمكن صرف مبلغ التأمين بأكمله لتغطية الرعاية المنزلية.

واعتبرت الحمادي أن تقديم الخدمات للمسنّين وتلبية مطالبهم، وتحسين ظروفهم الصحية والنفسية، تأتي على رأس سلم الأولويات في خطط وبرامج الهيئة، لاسيما خلال العام الجاري، العام الذي أعلنته دولة الإمارات عاماً للخير والعطاء، من كل فئات المجتمع إلى كل فئات المجتمع، مؤكدة أن المسنّين من أهم الفئات، وأجدرها وأحقها بالحصول على الاهتمام والرعاية والعطاء.

يذكر أن الهيئة تمكنت من تأهيل نحو 180 من المساعدين المنزليين القائمين على رعاية كبار السنّ منذ العام 2014، وذلك ليتمكنوا من العناية بهم، وفق المعايير والأسس الصحية والنفسية المعتمدة، إلا أن ذلك لا يشمل الرعاية التمريضية. ويتولى برنامج تأهيل المساعدين المنزليين القائمين على خدمة كبار السنّ في منازلهم، تطوير كفاءتهم وتأهيلهم بشأن الأسلوب الأمثل في التعامل مع كبار السنّ، من خلال تدريبهم وتوعيتهم بالجانب الصحي والاجتماعي لحياة المسنّ، وإرشادهم إلى كيفية قضاء أوقات فراغ كبار السنّ، والأنشطة التي يمكن أن يمارسوها بما يتناسب مع وضعهم، وكذلك كيفية جعل البيئة المحيطة بهم سليمة وآمنة، بالإضافة إلى الإرشادات الخاصة بالتمارين الرياضية، وإرشادات استعمال الأدوية والنظافة الشخصية، والتعرف إلى الانتكاسات التي يمكن أن يمرّ بها المسنّ، وطرق التواصل مع الجهات المسؤولة.

تويتر