دراسة عن «الصحة النفسية الأسرية» شملت 100 من الطلبة الجامعيين

«نقص الرعاية» يخلّف أبناء عدوانيين ومتمردين بنسبة 90%

كشفت دراسة بحثية ميدانية، أجرتها إدارة مراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، شملت 100 طالب وطالبة جامعيين، أن الإهمال ونقص الرعاية من قبل الوالدين لأطفالهم، يؤديان إلى شعور عدائي وتمرد بنسبة 90%، ومحاولة جذب اهتمام الآخرين بنسبة 82%، والشعور بعدم الأمان بنسبة 80%، والشعور بالوحدة بنسبة 75%، وأخيراً عدم القدرة على تبادل العواطف بنسبة 62%.

وطرحت الدراسة، التي حملت عنوان «الصحة النفسية الأسرية»، تساؤلاً رئيساً حول دور الأسرة في بناء الصحة النفسية لأبنائها، وذلك بخلق أبناء أسوياء نفسياً وصحياً وخلقياً، وهل للرفض أو الإهمال ونقص الرعاية دور في خلق مشكلات نفسية للأبناء.

وأكدت الدراسة، التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، وهي مقدمة من الباحثة، رقية جراغ الريايسي، أن الحماية الزائدة والتدليل الزائد يؤديان إلى الرفض أو الإهمال ونقص الرعاية وعدم الشعور بالمسؤولية بنسبة 92%، ثم عدم القدرة على مواجهة الضغوط البيئية ومواجهة الواقع بنسبة 85%، ورفض السلطة بنسبة 84%، والإفراط في الحاجة إلى انتباه الآخرين بنسبة 66%، والأنانية بنسبة 64%.

واتفق المشمولون بالدراسة على أن التسلط والسيطرة من الوالدين يؤديان إلى الاستسلام والخضوع أو تمرد الأبناء بنسبة 92%، ثم عدم التوافق مع متطلبات النضج بنسبة 65%، يليها نقص المبادأة بنسبة 60%، ثم عدم الشعور بالكفاءة بنسبة 55%، والاعتماد السلبي على الآخرين بنسبة 52%.

كما اتفق معظمهم على أن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة تؤدي إلى الصراع النفسي بنسبة 75%، ثم الجمود بنسبة 66%، واتهام الذات بنسبة 60%، وامتهان الذات والإحساس بالإثم بنسبة 55%. وأوصت الدراسة بضرورة أن يعمل الوالدان على إشباع حاجات الأبناء الأساسية «الحاجات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية»، وأن يكون الاتفاق والانسجام بينهما موجوداً بالنسبة للأسلوب الذي يتبعانه في تربية الأبناء، وأن يسود الأسرة جو من الديمقراطية للتعبير عن أفكار أفرادها وحاجاتهم، من دون خوف أو تردد.

وأشارت إلى أهمية وجود المعرفة لدى الوالدين بالفروق الفردية بين الأبناء، وأن يتعامل الوالدان مع أبنائهما بناء على تلك الفروق، وضرورة استخدام الثواب والعقاب في الظروف الملائمة، وأن يكون الثواب والعقاب مناسبين للفعل أو السلوك اللذين قام بهما الابن، موضحة أن الأسرة السعيدة تعتبر بيئة صحية لنمو الطفل وتعمل على توافق الطفل النفسي، وأن الأسرة غير السعيدة تعتبر بيئة غير صحية لنمو الطفل، بل تكون عبارة عن «مرتع» للانحرافات السلوكية والنفسية والاجتماعية.

وأكدت أهمية إشراك الأبناء في صنع القرارات التي تخصهم، وأن يكون سلوك الكبار في الأسرة نموذجاً صالحاً يمكن للأبناء تقمصها في حياتهم. وأنه يجب تعويد الأبناء على مواجهة المواقف الحياتية عن طريق إكسابهم الخبرات المختلفة.

وذكرت الباحثة، رقية الريايسي، أن أهمية دراستها ترجع إلى تناولها دور الأسرة في بناء الصحة النفسية للأبناء، وذلك من خلال وقايتهم من الاضطرابات السلوكية، وبحث الدور الرئيس للأسرة في حدوث تلك الاضطرابات.

تويتر