أكدوا أن الفحوص الطبية غير مجدية في التشخيص

مختصون يطالبون بوجود أخصائيين نفسيين لتشخيص «التوحد»

«ملتقى التوحد» ناقش التشخيص الدقيق وسبل العلاج للمصابين. من المصدر

طالب مختصون وأطباء بتوفير أخصائيين نفسيين وتشخيص مرض التوحد بشكل دقيق وصحيح، موضحين أن الجهات المختصة في الدولة تعاني نقصاً في مجال تقييم وتشخيص هذا المرض الذي قد يرتبط وجوده بأمراض أخرى مصاحبة.

وأضافوا في جلسات حوارية خلال ملتقى التوحد الذي نظمته مدينة الخدمات الانسانية في الشارقة أمس، تحت شعار «خارج المتاهة»، أن الفحوص الطبية التقليدية غير مجدية في اكتشاف هذا المرض الذي يعتمد تشخيصه بالدرجة الأولى على الأعراض السلوكية والنفسية.

بحث القضايا بأحجامها الحقيقية

أكدت مدير إدارة الاتصال المؤسسي مدير مركز الشارقة للتوحد بالإنابة، هبة الحمراني، أن الملتقى فرصة لبحث القضايا والإشكالات بأحجامها الحقيقية ومن منظورها العلمي البعيد عن الأوهام والمبالغات، مشيرة إلى أن الإحاطة العلمية الدقيقة بحجم المشكلة وأبعادها، ومعرفة الأسباب الحقيقية لها، والتشخيص السليم لأعراضها، أرضية كافية للمضي قدماً نحو توفير أفضل الاستراتيجيات والبرامج للتعامل معها، والتخفيف ما أمكن من الأعراض التي تصاحبها.

وتفصيلاً، أشارت رئيس قسم التربية الخاصة في جامعة الإمارات، الدكتورة عوشة المهيري، إلى أهمية تقنين اختبارات مرض التوحد، لكونه أضحى منتشراً بشكل ملحوظ بين الأطفال في الدولة وعلى مستوى العالم، منوهة إلى أهمية وجود مختصين يحملون شهادات ترخيص من جهات حكومية معنية بالدولة، حتى نصل إلى مرحلة التشخيص الدقيق للتوحد بدلاً من أن نطلق على أي طفل يعاني اضطرابات نفسية بأنه متوحد.

وأضافت أن لدينا نقصاً في المختصين النفسيين الذين يقيّمون هذا المرض بشكل قاطع، موضحة أن كلية التربية الخاصة بجامعة الإمارات تحوي أربعة مسارات، بينها مسارا الإعاقات الحسية والشديدة المعنيان بدراسة تشخيص مرض التوحد، إلا أن هذين المسارين قد تم تجميد الدراسة فيهما حالياً.

وشددت على ضرورة وجود مختصين مواطنين في مجال التربية الخاصة في الجهات الحكومية ذات النفع الانساني، لكوننا نعاني ارتفاع مؤشر مرض التوحد في الدولة، ولدينا قوائم انتظار طويلة يحتاجون للعلاج، مشيرة إلى انتشار أنواع عدة من علاجات التوحد إلا أن أفضلها هي السلوكي والغذائي والتعليمي، في حين يبقى التدخل المبكر هو أفضل أنواع هذه العلاجات.

وأشار استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة خليفة الطبية، الدكتور محمد الألمعي، إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد خلال الـ30 سنة الماضية، موضحاً أن 25% من إجمالي 1300 حالة تم استقبالهم في مدينة خليفة الطبية مصابون بطيف التوحد.

وأكد ضرورة أن يعي أولياء الأمور أهمية التشخيص والتدخل المبكر بناءً على استشارات الأطباء والمتخصصين في المجال، مع التحذير من الطرق والأساليب الملتوية التي قد يوهمهم بها بعض المستغلين تحت مسميات طبية زائفة بهدف الحصول على أموالهم مقابل الأمل المخادع، على حد تعبيره.

وزاد أنه حين تمت مراجعة الملفات الخاصة

بـ418 مريضاً في مدينة خليفة الطبية تم اكتشاف أن 55 من المصابين بالتوحد يعانون أمراضاً أخرى مصاحبة، إذ إن 13% من هذه الشريحة يعانون تشنجاً وصرعاً، بينما 9% يعانون اضطرابات جهاز المناعة لديهم.

وحول أسباب الاصابة بهذا المرض، قال الألمعي إنه لا توجد أسباب واضحة، إلا أن أهم الأعراض هي ضعف التواصل الاجتماعي، على الرغم من صعوبة تشخيصه بشكل دقيق، نافياً صحة الدراسات الطبية التي تشير إلى أن اللقاحات الطبية هي من الأسباب التي تؤدي إلى الاصابة بالتوحد، فيما تلجأ بعض علاجات التوحد إلى الحمية الغذائية وهي بحد ذاتها غير مجدية إلا بنسبة ضئيلة وفي الفئة العمرية الأقل من 10 سنوات. وشدد على ضرورة وجود فصول دراسية في المدارس الحكومية للأطفال المصابين بالتوحد من أجل المساهمة في عملية علاجهم.

من جانبه، تحدث أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، الدكتور علي صابر، عن دور الجينات الوراثية في الإصابة بمرض التوحد، لافتاً إلى أن البحوث والدراسات الطبية خلصت إلى وجود أربعة جينات وراثية تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالتوحد، وتبلغ نسبة إسهام العوامل الجينية في اختلاف السمات لدى المصابين 90%.

وأضاف أنه بحسب الدراسات الطبية فإن احتمال إصابة فرد آخر في الأسرة نفسها تصل إلى 12.5%، مشيراً إلى أن تشخيص التوحد بشكل دقيق وقاطع يتطلب وجود مختصين على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على التشخيص، موضحاً أن 69.4% من المصابين لديهم تغيرات جينية مختلفة، وتالياً أعراض مختلفة.

وحول نسب انتشار التوحد، قال صابر إنه «وفقاً لدراسة أصدرها مركز التحكم في الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة الاميركية، العام الماضي، فإن طفلاً واحداً من بين 68 طفلاً في عمر ثماني سنوات مصاب بالتوحد، وأن نسبة الاصابة في الأطفال الذكور أكبر من الإناث، إذ إن كل أنثى مصابة يقابلها أربعة ذكور».

 

تويتر