10 أمراض تصاحب اضطراب فرط الحركة عند الأطفال في الدولة

أظهرت دراسة خاصة بالأمراض المصاحبة لمرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أجريت في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، أن نسبة الأطفال المصابون بالمرض هي الأعلى بين الاضرابات النفسية الأخرى أن مصاحبة اضطرابات اخري لاضطراب فرط الحركة مثل القلق والاكتئاب يؤدي إلى تعقيد عمليتي التشخيص والعلاج بشكل كبير.

وأشارت الدراسة اكتشاف العلماء من خلال الصور الدماغية والعصبية الحديثة أن هناك مناطق في الدماغ أصغر من غيرها في الأطفال المصابين مقارنة مع الاطفال الاصحاء، ومن هذه المناطق جزء من المخيخ وجزء من العقد القاعدية في الدماغ، مشيرة إلى أن العلماء ارجعوا هذا الامر إلى عدة عوامل منها الوراثية، والبيئية، والاغذية، والولادة غير مكتملة النمو.

وأوضحت الطبية المشاركة في الدراسة، فاطمة سالم المزوري، أن الدراسة تعُد الاولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج، وتهدف إلى معرفة نسبة الأمراض المصاحبة لمرض فرط الحركة وقصر الانتباه، مشيرة إلى أن الدراسة تم تنفيذها على 1301 حالة مرضية يقل عمرها عن 17 عام، ينتمون إلى 12 مستشفى تابعين لشركة ابوظبي للخدمات الصحية "صحة"، واستغرقت 4 سنوات " 1009 إلى 20013".

وقالت " أثبتت الدراسة أن نسبة الاصابة بالمرض للذكور مقارنة بالإناث بلغت 3 إلى 1، وبلغت نسبة الاصابة بين الاطفال ما بين 6 إلى 12 سنة 51%، يليهم الأطفال الأقل من 6 سنوات، ثم سن 13 سنة فأكثر، مشيرة إلى وجود 10 أمراض تصاحب مرض فرط الحركة وقصر الانتباه، اولها مرض تأخر الكلام بنسبة 33.4%، يليه مرض التخلف العقلي بنسبة 25%، وطيف التوحد 22%، وقصر التعلم 17.9%، واضطراب المعرضة وعصيان السلوك 15.9%، واضطراب القلق 4.8%، واضطراب ثنائي القطب 2.1%، وسلس البول 1.5%، وداء الحركة اللاإرادية 1.4%، والاكتئاب 0.8%.

وأضافت "الدراسة خلُصت إلى ضرورة إيجاد تشخيص مفصل وواضح لكل حالة من الامراض المصاحبة لمرض فرط الحركة وقصر الانتباه، حتى يمكن وضع علاجات محددة ويتم تشخيصها منذ الصغر لمنع حدوث تطور ومضاعفات للمرض".

وأوضحت الدراسة الدور الهام للاستشارات النفسية المستخدمة والتي تدخل في المعالجة النفسية، والمعالجة السلوكية، والمعالجة العائلية، والتدريب على اكتساب المهارات والمؤهلات الاجتماعية، والمعالجة بواسطة اكتساب مجموعات الدعم، وتدريب الوالدين على اكتساب مهارات خاصة للتعامل سلوكياً مع الطفل المصاب.

وأكدت الدراسة عدم وجود اي فحوصات مخبرية أو اشعة تستخدم في تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالإضافة أيضاً إلى عدم وجود اختبار محدد للتشخيص ، مما يعقد عملية التشخيص، مشيرة إلى أن التشخيص يعتمد كلياً على الاعراض حيث يقوم الاطباء بجمع أكبر كمية من المعلومات عن كافة نواحي حياة الطفل بما فيها الكشف الطبي الكامل والمشاكل التي تظهر في محيط المنزل أو المدرسة.

وأشارت الدراسة إلى أنه حتى الآن لم يُكتشف علاج شافي للاضطراب، ولكن هناك عدة أنواع علاجية تخفف من حدة الأعراض التي يعاني منها الطفل المصاب، وتتضمن العلاج السلوكي، الذي يعتمد على التعاون بين اهل المريض والمدرسة، والمعالجين المستشارين، والطبيب النفسي، حيث يعتمد العلاج على السلوك بشكل كبير.

وبينت أن الاطفال الذين يتلقون علاج نفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، 34% منهم مصابون باضطراب فرط الحركة، و14% تأخر في الكلام، و13% اضطراب التوحد، 11% التخلف العقلي، و7% عصر التعلم، 10% اضطراب القلق، 5% اضطرابات الاحكام، 4% اضطراب ثنائي القطب، 3% الامراض الجينية، 3% الاكتئاب، 2% تشخيصات اخرى، 1% امراض نفسية.

وأشارت إلى أن الاطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة، يتمتعون بطاقة وحيوية عالية ولمدة زمنية طويلة مما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية وتعليمية في حياة الطفل ، لافته إلى أن اعراض هذا الاضطراب تظهر في سن الرابعة، وتزداد حدتها خلال السنوات التالية ثم تنتقل حدتها مع دخول الطفل مرحلة البلوغ.

وأكد الدراسة امكانية تزامن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع اضطرابات اخرى مثل القلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى تعقيد عمليتي التشخيص والعلاج، مشيرة إلى ان العامل الوراي يمثل 80% من الاسباب المؤدية للاضطراب، ويعود ذلك إلى خلل في الجينات المسؤولة عن مناطق التحكم بردود الافعال، حيث أوضحت الدراسات أن 25% من ذوي الاطفال المصابين كانوا يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه.

تويتر