المستشفى يستخدم تقنية جديدة لعلاجهم بــ «الريموت» و«البلوتوث»

200 طفل يعالجون من السكري فـي «المفرق»

«المفرق» لديه مجموعة مؤهلة لـــــــــــــــــــــــــــــــــتدريب الأهالي على استخدام مضخات الأنسولين. تصوير: إريك أرازاس

أفادت رئيسة قسم السكري وأمراض الغدد الصماء للأطفال في مستشفى المفرق، الدكتورة أسماء علي الديب، بأن 200 طفل مصاب بمرض السكري من عمر الولادة وحتى 18 عاماً يترددون على مستشفى المفرق في أبوظبي لتلقي العلاج سنوياً، لافتة إلى أن 50٪ منهم من البنين و50٪ من البنات.

وكشفت عن استخدام المستشفى مضخات أنسولين عالية التقنية فى علاج الأطفال المصابين بمرض السكري، عبارة عن تقنيتي «البلوتوث» و«الريموت كنترول»، لافتة إلى 30٪ من الأطفال المترددين على المستشفى يستخدمون هذه التقنية.

وقالت الديب، لـ«الإمارات اليوم» إن القسم يستقبل نحو ثماني حالات يوميا لأطفال مصابين بالسكري، لافتة إلى اكتشاف اصابات جديدة بين الأطفال ما بين حالة وحالتين شهرياً.

السكري والطلبة

قالت رئيسة قسم السكري وأمراض الغدد الصماء للأطفال في مستشفى المفرق، الدكتورة أسماء علي الديب، إن السكري يؤثر في التحصيل الدراسي للطفل المصاب بالسكري بصورة غير مباشرة بسبب غيابه المتكرر عن المدرسة الناتج عن عدم انتظام نسبة الأنسولين في الدم، لافتة إلى أن عدم انتظام السكري في الدم يؤدي إلى تأخر البلوغ وقصور في النمو وتذبذب في التركيز الذهني لنحو 50٪ من المصابين بهذه الأعراض. ودعت الأهل إلى وجوب استخدام مضخات الأنسولين للأطفال المصابين بالسكري لتجنب تلك التداعيات، مؤكدة أن الطفل المنتظم في العلاج والفحص المتكرر ومراقبة السكر والمواظب على استخدام الانسولين، يمارس حياته بصورة طبيعية بنسبة 100٪. وأوضحت أن إصابة الأطفال بالسكري تعود إلى وجود نوعين للإصابة: الأول وهو الأكثر شيوعا ومرتبط بالمناعة والجينات، ويراوح معدل الإصابة فيه بين 10 و20 لكل 100 ألف طفل، أما الإصابة الثانية فهي مرتبطة بالسمنة وتختلف نسبة الإصابة حسب انتشار نسبة السمنة في المجتمع والمرتبطة بالعادات الغذائية وطرق المعيشة وممارسة الرياضة، لافتة إلى أن حالات الإصابة الثانية تشكل نسبة قليلة من الحالات التي يعالجها مستشفى المفرق مقارنة بنوعية الإصابة الأولى. وقالت «افتتحنا مركزا لمعالجة السمنة عند الأطفال، الأسبوع الماضى، تردد عليه من ثلاث إلى أربع حالات يومياً»، مؤكدة زيادة الحالات إلى 10 تقريباً، لافتة إلى إجراء المركز الفحوص للأطفال للتأكد من وجود إصابة أو عدمها.


رقم مجهول

أفاد مصدر مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، بأن جهات صحية عدة في الدولة تتولى إعداد دراسات حول مرض السكري، لكن لا يوجد دراسة واحدة حول سكري الاطفال في الدولة، ما يجعل أعداد المصابين رقماً مجهولاً.

ويرى أن أسباب غياب الأرقام والدراسات المسحية تعود الى تعدد المرجعيات الصحية، وعدم وجود ربط الكتروني بينها، بجانب نقص وجود مراكز متخصصة لمعالجة سكري الأطفال.

وأشار إلى أن الأطفال المصابين بالسكري يتلقون العلاج والمتابعة في العيادات الخاصة بالكبار، وتوسع مستشفى المفرق في استخدام تقنيات العلاج للأطفال، ما يجعله الموقع الذي يستقبل النسبة الأعلى من المرضى في تلك الشريحة. ويعتبر سكري الاطفال من الأمراض المزمنة التي تشكل للمصاب ومن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دقيقة في البيت والمدرسة، فارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم يعرض الطفل لمضاعفات منها ما يعرف بـ«غيبوبة السكر».

وأدى غياب المراكز المتخصصة لعلاج الأطفال المصابين بالسكري وافتقار معظم المدارس للممرضات المؤهلات للتعامل مع مثل هذه الحالات، وشح البرامج التوعوية والتثقيفية حول كيفية التعامل مع طفل السكر، ورفض بعض المدارس قبول الاطفال المصابين بالسكري، إلى زيادة معاناة الأهل من كيفية التعايش مع المرض.

وأكدت أن استعمال مضخات الأنسولين عالية التقنية بتقنتي «البلوتوث» و«الريموت كنترول» تساعد في عمليات فحص سكر الدم لدى الأطفال تلقائيا، لافتة إلى قدرة تلك المضخات على إعطاء إشارة للطفل تحدد كمية الأنسولين التى يحتاج إليها الجسم.

وأفادت بأن الجهاز عبارة عن قطعتين، إحداهما توضع على الجسم لضخ الأنسولين عبر إبرة رفيعة توضع أسفل الجلد، والقطعة الأخرى عبارة عن جهاز استشعار متصلة بجهاز حساس لقياس نسبة السكر في الدم تلقائيا، مشيرة إلى أهمية وجود «ريموت كنترول» ضمن محتويات الجهاز يمكن للأم تشغيله عن بعد.

وعددت الديب فوائد الجهاز قائلة إنه يساعد على تثبيت معدل السكر في الدم، وتقليل حدوث هبوط السكر الليلي عند الأطفال، لافتة إلى إمكانية استخدام الجهاز عالي التقنيات من عمر الولادة حتى 18 عاما وإمكانية استخدامه أيضاً لأعمار أخرى.

وأوضحت أن الطريقة التقليدية لحقن الأنسولين وهو الحقن اليومي المتكرر يخلف ألماً للأطفال بسبب وخز الإبر، لكن الجهاز يوضع على الجسم مرة كل ثلاثة أو أربعة أيام ما يقلل ألم الطفل من وخز الإبر، مضيفة أن الجهاز يساعد على تقليل فحص السكري عن طريق أطراف الأصابع، لقدرة الجهاز على فحص السكر تلقائياً، لافتة إلى تمتع الطفل المصاب بالسكري والمستخدم للجهاز بحرية كاملة في ممارسة حياته الطبيعية والرياضية دون قيود تحد من نشاطه.

وقالت الديب إن المستشفى لديه مجموعة مؤهلة مكونة من فريق طبي متكامل يقدم خدمات التدريب على استخدام مضخات الأنسولين داخل المستشفى، وتستمر عملية التدريب ثلاثة أسابيع بعدها يتم متابعة كيفية تعامل الطفل وأسرته مع المضخة، وأخصائي تغذية مهمته استخدام المضخة وتحديد نوعية الوجبات المناسبة لضخ الأنسولين داخل الجسم وكذلك متابعة أمراض السمنة عند الأطفال.

وتابعت «عقدنا مؤتمراً بمشاركة 12 دولة وخمس جهات محلية أخيراً، حول أحدث السبل لعلاج السكر وأمراض الغدد الصماء عند الأطفال والكبار، وتم عقد ورش عمل حول الاستخدام الآمن لأحدث أنواع مضخات الأنسولين، ومعالجة أمراض النمو ومناقشة العوامل الهرمونية والجينية التي تؤدي إلى الاستجابة لهرمون النمو عند الأطفال، ومناقشة أمراض الهرمونات المؤدية إلى اختلال التطور الجنسي وأمراض البلوغ، وخلصت النتائج إلى تحديد الطرق المثلى للعلاج المتوافقة مع أحدث التقنيات العالمية.

وكشفت الديب عن الشروع في عمليات تفاهم ومسح ميدانية لعدد من المدارس الواقعة في محيط مستشفى المفرق، لمعرفة نسبة الأطفال المصابين بالسمنة وكيفية توفير الخدمات الصحية اللازمة لهم، لافتة إلى أن عمليات المسح ستتضمن برامج توعية للأهالي للحد من أمراض السمنة، محذرة من زيادة كميات الطعام المقدمة لكل طفل وتوفير ما يتناسب مع حجمه فقط، لافتة إلى أهمية معرفة الأم للكمية الملائمة لكل طفل لديها، وعدم مكافأة الطفل المتميز بالطعام، خصوصاً الشيكولاتة والحلوى. وطالبت الأم بتوفير غذاء متنوع للأطفال يحتوي على البروتينات والنشويات ونسبة قليلة من الدهون، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام وضرورة حرق كمية منه.

تويتر