«لجنة الشؤون الصحية» في «الوطني» زارتهما وتعرفـــت إلى أبرز مشكلاتهما

تقرير يؤكد نقص عــدد الأطباء والأدوية في مستشفَيي صقر والفجيرة

اللجنة أكدت مناقشة نقص الدواء والكادر الطبي في المجلس الوطـــــــــــــــــــــــــــــــــني. تصوير: أحمد حمدان

زارت لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية في المجلس الوطني الاتحادي كلاً من مستشفيي صقر الحكومي والفجيرة، أمس، ضمن حملة لزيارة المستشفيات الحكومية كافة في مختلف إمارات الدولة، بهدف الاطلاع على احتياجاتها، والاستماع للمراجعين وملاحظاتهم ومناقشتها أمام أعضاء المجلس الوطني، قبل رفع توصياتهم إلى الحكومة لاتخاذ القرارات المناسبة.

وحددت اللجنة أربعة محاور للزيارة، هي: الاطلاع على الكادر الطبي للتأكد من عدم وجود نقص في التخصصات، والتعرف إلى الخدمات الصحية المقدمة للمراجعين ومدى تطورها، والاطلاع على الأدوية والمستلزمات الطبية، ومعرفة مدى حصول الكوادر الطبية على التدريب والتأهيل المهني لتطوير أداء الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية.

وخلصت اللجنة إلى وجود نقص تصل نسبته إلى 40٪ في الكادرين الطبي والإداري في المستشفيين، وإلى حاجتهما إلى توسعة كبيرة لقسمي الطوارئ والحوادث «اللذين لا يستطيعان استقبال عدد كبير من المرضى خلال حالات الطوارئ، بسبب ضيقهما وعدم كفاية عدد الأسرّة فيهما».

كما أظهرت الزيارة وجود نقص في بعض الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري، في المستشفيين.

وسأل رئيس اللجنة، سالم بن ركاض، مدير المنطقة الطبية، الدكتور ياسر النعيمي، عن مدى قدرة مستشفى صقر على تلبية الخدمات الطبية للمراجعين، في ظل تزايد عدد السكان في الإمارة، وعدم وجود مستشفى متخصص آخر. وأكد النعيمي، من جانبه، أنه لا يوجد في إمارة رأس الخيمة سوى مستشفى صقر، وهو مستشفى جراحي، ومستشفى عبيدالله وهو مستشفى خدمات باطنية، وأن المستشفيين يشكلان معا مستشفى عاماً لسكان رأس الخيمة، مضيفاً أن مستشفى صقر يواجه مشكلة في الحالات الطارئة التي يستقبلها قسم الحوادث والطوارئ «إذ إن معظم الحالات التي تأتي تعاني مشكلات باطنية طارئة، ويتم التعامل معها في المستشفى، وإدخالها إلى قسم العناية المركزة حسب الحالات الصحية، على الرغم من أن المستشفى لا يملك أدوات للخدمات الباطنية، ما يشكل عبئاً كبيراً عليه».

وأشار إلى أنه «في بعض الحالات الطارئة نستدعي أطباء باطنة من مستشفى عبيدالله، أو تحويل حالات إليه، خصوصاً الحالات التي تدخل قسم العناية المركزة، باعتباره مستشفى متخصصاً في الباطنية. وحتى في هذه الحال يواجه المستشفى ضغطاً كبيراً، لأن نقل المريض يحتاج إلى سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، وهو أمر غير متاح حالياً».

وتابع النعيمي أن جميع المرضى تقريباً يقصدون قسم الطوارئ في مستشفى صقر، بغض النظر عن طبيعة حالاتهم المرضية، ولا يراعون أن القسم للحالات الطارئة والحوادث فقط»، مشيراً إلى أن «عدم وعي المرضى يشكل عبئاً آخر على قسم الطوارئ».

وأكد أن الإمارة تحتاج إلى إنشاء قسم كبير للطوارئ والحوادث، يضمّ التخصصات الطبية كافة، حتى تستطيع المستشفيات القديمة في الإمارة تقديم الخدمات الصحية للمراجعين بشكل طبيعي، من دون ازدحام في حالات الطوارئ وأقسام المستشفى الأخرى.

وأشار إلى اقتراح بإنشاء مستشفى عام جديد يغطي احتياجات الإمارة، ويخفف العبء عن مستشفيي صقر وعبيدالله، ويكون للحالات الباطنية والحوادث والطوارئ. ولفت إلى أن الوزارة طرحت خلال السنوات الماضية مخططاً لإحلال مستشفى صقر، إلا أن هذا لم يحدث، وتم إجراء صيانة شاملة للمستشفى بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة وتوفير بعض الأجهزة الطبية الحديثة.

وطرحت اللجنة أسئلة حول الجهة التي تجري صيانة لمستشفى صقر، بعد وضع مخطط لإحلاله. وشرح النعيمي أن وزارة الأشغال وفرت خمسة ملايين درهم لإنشاء صيانة شاملة للمستشفى، وزيادة عدد مواقف مركبات المراجعين، وتطوير المختبرات الطبية، وتطوير قسم الحوادث والطوارئ، ضمن مبادرة رئيس الدولة لتطوير البنية التحتية في الإمارات الشمالية.

وأوضح أنه فور البدء في أعمال الصيانة بدأ المستشفى يشعر برضا المراجعين بسبب تطوير الخدمات الطبية والصحية في مستشفى صقر، وتوفير كثير من الأجهزة الطبية، على الرغم من نقص الكادر الطبي في بعض أقسام المستشفى.

ويؤكد التقرير الذي سلمه مدير مستشفى صقر، الدكتور مصطفى النشار، إلى أعضاء اللجنة الصحية، أن المستشفى يعاني نقصاً بنحو 40٪ في عدد الكادرين الطبي والإداري، في مختلف أقسام المستشفى، بسبب الاستقالات التي شهدها المستشفى في نهاية العام الماضي.

وأوضح النشار أن نسبة المراجعين في العيادات الخارجية، انخفضت خلال العام الماضي، بسبب انتعاش العيادات الخاصة، بعدما سمحت وزارة الصحة للأطباء الوافدين بالعمل في العيادات الخاصة خلال الفترة المسائية، لتحسين وضعهم المالي.

وتفقد أعضاء المجلس الوطني أقسام المستشفى، واستمعوا لملاحظات مختلفة من مراجعين وأطباء مواطنين فيه، كما تجولوا في أنحائه وتعرفوا إلى أقسامه. وشرح لهم مدير المستشفى، الدكتور عبدالله النعيمي، أن المستشفى يعاني نقصاً في الأجهزة الطبية المتطورة، إذ يوجد فيه جهاز واحد فقط للتصوير (الرنين المغناطيسي)، وفي حال تعطل الجـهاز يرسل المـرضى إلى مسـتشفى أم القيوين لإجراء الفحوص اللازمة.

كما استمع الأعضاء لملاحظة من طبيبة مواطنة حول عدم تلقيها راتباً طوال سنة كاملة، بعد حصولها على درجة الامتياز في الطب، وتعيينها في قسم الطوارئ والحوادث. وأكد رئيس اللجنة الصحية والاجتماعية، سالم بن ركاض، أنه ستتم مناقشة موضوع الأطباء الحاصلين على درجة الامتياز لمنحهم راتباً شهرياً مقابل عملهم في المستشفى، والعودة إلى النظام القديم الذي كان مطبقاً خلال السنوات الماضية.

كما استمع بن ركاض لملاحظة من مراجع مواطن حول نقص أدوية السكر في مستشفى صقر، وعدم صرف كمية الأدوية المطلوبة له أثناء مراجعته الطبيب، وقيام الصيدلية بصرف نوع آخر من الدواء بمسمّى طبي آخر، مختلف عن الدواء الذي اعتاد تناوله. ولفت بن ركاض إلى أنه ستتم مناقشة موضوع نقص الدواء والكادر الطبي ومشكلة ضيق مساحة قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى صقر ومستشفى الفجيرة العام، أمام أعضاء المجلس الوطني ووزير الصحة خلال الجلسة المقبلة.

وتابع أن نتائج زيارة مستشفيات الإمارات الشمالية كانت ناجحة، إذ لاحظ تطوراً في مستشفى صقر الحكومي من حيث إجراء أعمال الصيانة، وتوفير بعض الأجهزة الطبية المتطورة لخدمة المراجعين، مضيفاً أن المجلس الوطني سيعمل على متابعة التوصيات التي ناقشها الأعضاء في المجلس الوطني السابق بعد زياراتهم للمستشفيات الحكومية في الإمارات الشمالية.

تويتر