بعضهم تعدوا 300 كيلوغرام.. وفريق طبي يعيدهم إلى أوزانهم الطبيعية

مستشفى راشد يعالج 203 مصابين بالبدانة المفرطة

مرضى يحتفلون مع الفريق الطبي بتخلصهم من السمنة المفرطة. تصوير: أسامة أبوغانم

أنهى فريق طبي في مستشفى راشد في دبي، معاناة 203 شباب من المواطنين والمقيمين، كانت أجسادهم «شديدة الضخامة، وأوزان بعضهم تقدر بمئات الكيلوغرامات».

وقال رئيس قسم الجراحة العامة في المستشفى، الدكتور فيصل البدري، لـ«الإمارات اليوم» إن «المستشفى استقبل هؤلاء المرضى على مدار ثلاثة أعوام، وهم يعانون البدانة المفرطة، التي قيدت حياتهم، وتمكّن الفريق الطبي من خفض أوزان بعضهم حتى أصبحوا أشخاصاً بأحجام طبيعية». ولفت إلى أن «بعض هؤلاء الأشخاص تعدت أوزانهم الـ200 والـ300 كيلوغرام، وأصبحوا الآن أقل من 100 كيلوغرام»، مشيراً إلى أن «90٪ منهم مواطنون، وبينهم نساء».

وتفصيلاً، قال البدري إن «مستشفى راشد شكّل منذ عام ،2009 أول فريق متكامل في الدولة، لعلاج حالات السمنة المفرطة»، موضحاً أن «الفريق بدأ مهامه بعلاج مريض مواطن تعدى وزنه 380 كيلوغراماً، وبعد العلاج فقد أكثر من 280 كيلوغراماً».

وذكر أن «الفريق يضم أطباء استشاريين في الجراحة، والتجميل، والتخدير، وأخصائيي تغذية، وعلاج نفسي، وقلب ورئة، وهؤلاء يستقبلون المريض ويتولون تقييم حالته وتحديد العلاج المناسب له».

وتابع البدري: «يقوم الفريق بتشخيص كل مريض بالمنظار، للتأكد من سلامة المعدة وخلوّها من الالتهابات والأورام، تمهيداً لإجراء جراحة (تصغير طولي للمعدة)، أو تحويل مجراها»، مشيراً إلى أن «هذا النوع من الجراحات ثبتت فاعليته الشديدة في خفض وزن المريض بمقدار 100 كيلوغرام في أقل من عام».

وأضاف أن «المريض يبقى في المستشفى ثلاثة أيام على الأكثر، ثم يعود إلى منزله، ويزاول حياته بصورة طبيعية».

وأوضح أن «هؤلاء المرضى كانت حياتهم متوقفة تقريباً، إذ كانوا يجدون صعوبات في الزواج والإنجاب بسبب أوزانهم الضخمة، وبعضهم كان يعاني اكتئاباً حاداً، لدرجة أنهم يحبسون أنفسهم في منازلهم، حتى لا يراهم أي أحد».

وأشار إلى أن «كثيرين منهم يعتبرون أن هذه الجراحات أعادتهم إلى الحياة، إذ أصبحوا الآن أشخاصاً طبيعيين، واتجهوا إلى العمل وكوّنوا صداقات، وأصبحوا منتجين».

وأبدى البدري انزعاجه «لرفض شركات تأمين تحمل نفقات علاج حالات البدانة المفرطة، ورفضها سداد تلك النفقات، ما لم تصب السمنة الشخص المريض بأمراض السكري والقلب والتهاب المفاصل»، مطالباً بـ«ضرورة تحمل شركات التأمين نفقات علاج حالات السمنة الشديدة، لخطورتها وتسببها في الإصابة بأمراض مزمنة قاتلة».

من جانبها، قالت استشارية قسم الجراحة العامة في المستشفى، الدكتورة علياء سيف المزروعي، إن «الفريق الطبي يستقبل أربعة مرضى أسبوعياً، ويجري أربع جراحات كل أسبوع لحالات السمنة المفرطة، وهناك قائمة انتظار تضم 240 حالة بحاجة إلى العلاج».

ولفتت إلى أن «الفريق يستقبل أشخاصاً تزيد أوزانهم على 120 كيلوغراماً، ويوفّر لهم علاجاً متكاملاً، يبدأ بجراحة لتقصير المعدة، ثم متابعة من أخصائيين نفسيين، وأخصائيي تغذية، وبعدها يصل إلى جراحة التجميل لعلاج الترهلات».

ويضم الفريق إلى جانب الطبيب البدري، والدكتورة علياء، الجراحين: علي خماس، وشاهد سرفراز، وظفر إقبال، إضافة إلى الطبيب الزائر أسامة طه، المتخصص في جراحة السمنة، الذي أسهم في تأسيس وحدة علاج السمنة المفرطة، ويشرف على إجراء جراحات لعشرات الحالات سنوياً، وينقل خبراته إلى أطباء في المستشفى.

إلى ذلك، قال مدير مستشفى راشد، الدكتور يونس كاظم، إن «المستشفى شكّل هذا الفريق بعد تزايد حالات الإصابة بالسمنة المفرطة في دبي والدولة»، مشيراً إلى أن «الفريق أظهر نجاحاً كبيراً في علاج أوزان قياسية، تعد الأضخم في الدولة».

ولفت إلى أن «جميع الجراحات التي أجراها الفريق نجحت بنسبة 100٪، وأصبح للفريق اسم كبير داخل الدولة وخارجها، وأصبح المستشفى من المراكز المعتمد عليها دولياً في هذا النوع من الجراحات».

تويتر