بن سليمان عزتها إلى وجود نقص في المعايير المطبقة عربياً

38 اختباراً جديداً لتشخيص الإعاقات الذهنية

طفل متوحد يؤدي إختباراً. الإمارات اليوم

تعتزم إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، تدريب الاخصائيين العاملين في مراكز الإعاقة على 38 اختباراً لتشخيص الاعاقات الذهنية، ستطبق قريباً في الدولة، لزيادة دقة التشخيص، وما يتبعه من برامج تربوية علاجية متوافقة مع حالة المعاق، وفقاً لمديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين وفاء حمد بن سليمان، التي أشارت إلى أن الوزارة تستورد نماذج من هذه الاختبارات من دول خليجية، مؤكدة أنها متوافقة مع طبيعة البيئة الإماراتية، خلافاً للاختبارات الأجنبية.

وتابعت بن سليمان أن الوزارة تدرب الاخصائيات على النماذج الجديدة، لأن لخبرة الفاحص وقدراته أكبر الأثر في تطبيق هذه الاختبارات بطريقة سليمة، والاختيار بينها لتحقيق الهدف المرجوّ منها، لافتة إلى أن الاختبارات الحالية غير كافية، ولا تتمتع بالدقة المطلوبة، فضلاً عن أن معظمها اختبارات أجنبية لا يفهمها طفل التوحد.

وأوضحت أن الإدارة تنبهت إلى وجود نقص في الاختبارات النفسية والعقلية الملائمة لمختلف أنواع الإعاقة، خصوصاً الذهنية والتوحد، والمطبقة والمقننة على البيئة العربية، وهو ما ينعكس على جودة التشخيص للطفل المعاق، وتالياً مدى تلقيه البرامج التربوية الملائمة لحالته. وشرحت أن الاختبارات والمقاييس أدوات تشخيصية مهمة يلجأ إليها المختصون لمعرفة القدرات التي يتمتع بها الطفل المعاق، الملتحق بمراكز تأهيل المعاقين، مؤكدة أن الاختبارات الجديدة تتمتع بمستويات رسوخ وصدق عالية، أثبتتها الدراسات والبحوث العالمية.

وقالت بن سليمان إن الإدارة وضعت خطة متكاملة لتلافي النقص في الاختبارات والمقاييس في وطننا العربي، تتضمن الحصول على مجموعة من هذه الاختبارات من دول الخليج، وهي أقرب ما تكون إلى واقع البيئة الإماراتية، أو مقننة على بلدان عربية مشابهة. وتتضمن خطة الإدارة المزمع تطبيقها خلال العام الجديد، تدريباً عملياً للأخصائيات النفسيات في مراكز تأهيل المعاقين على مجموعة من الاختبارات التشخيصية لحالات الإعاقة الذهنية والتوحد، من قبل خبراء مختصين في هذا المجال.

وأشارت إلى أن الوزارة تعتزم تدريب الاخصائيات على 38 اختباراً، تشمل أهمّ الاختبارات العقلية لتشخيص الإعاقة الذهنية والمعتمدة عالمياً، مثل اختبار ستانفورد بينيه (الصورة الرابعة)، إضافة إلى أشهر اختبارات تشخيص التوحد في العالم، مثل اختبار التوحد الطفولي (كارس).

وكشفت بن سليمان أنه يجرى العمل حالياً على تطبيق البروفايل النفسي التربوي للأطفال ذوي الاضطرابات النمائية والتوحد، وبناء عليه ستتمكن معلمات أطفال التوحد من وضع الخطط التربوية والتعليمية الملائمة لهم، والتي تعتمد على مجالات عدة، أهمها التناسق البصري الحركي، والتقليد، والحركات الدقيقة، فضلاً عن جوانب سلوكية واجتماعية وتواصلية أخرى تساعد طلبة التوحد على التواصل مع الآخرين وتحسين مستوى سلوكهم التكيفي.

من جانبه، قال الأخصائي النفسي التربوي في إدارة رعاية وتأهيل المعاقين روحي عبدات، الذي سيتولى تدريب الأخصائيات على مجموعة من هذه الاختبارات، إن التقييم الدقيق للطفل المعاق سيمكن مراكز الرعاية من تحديد احتياجاته اللازمة على المستويات النفسية والتربوية والاجتماعية، ما يساعد على بناء الخطة التعليمية الفردية الخاصة به، ويمكن المعلمة من التعرف إلى جوانب القوة لدى المعاق، والجوانب التي تحتاج إلى متابعة وتطوير.

وأضاف عبدات أن الاختبارات الجديدة تساعد على تقييم مدى التقدم الذي طرأ على الطالب خلال العام الدراسي، وبعد الانتهاء من الخطة التعليمية المقدمة له، ما يساعد على تعديل أو إضافة أهداف تربوية أخرى تناسبه، مشيراً إلى أن «هذه الاختبارات ليست الأداة الوحيدة للحكم على الطالب وقدراته، بل يؤخذ في الحسبان الملاحظات السلوكية من المعلمة والأهل، للتعرف إلى سلوك الطفل في ظل البيئة الطبيعية».

وأضاف عبدات أن هناك مجالات عدة تشملها هذه الاختبارات، أهمها القدرات العقلية للطفل، وسلوكه التكيفي الذي يتناسب مع مرحلته العمرية والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، إضافة إلى عمره النمائي في مختلف المجالات الحركية واللغوية والاجتماعية. كما تشمل المهارات السلوكية التي تساعد الطفل على الانخراط الاجتماعي، إذ ترتبط دقة ونتائج الاختبارات بالفاحص المدرب ذي الخبرة، القادر على ملاحظة سلوك الطفل بدقة، وتسجيل النتائج، مع مراعاة التعليمات والظروف المقننة الخاصة بكل اختبار.

وأكد أن خبرة الفاحص تلعب دوراً كبيراً في مدى اختياره للاختبارات المناسبة والملائمة لحالة الطفل وعمره وقدراته، وهذا ما يتم تدريب الأخصائيات النفسيات عليه في المرحلة الحالية لضمان الممارسات المهنية السليمة أثناء تطبيق الاختبارات على الأطفال.

تويتر