أطباء يؤكّدون أنه أصبح مرضاً مزمناً عادياً

660 مصاباً بالإيدز يطلبون الوظيفة والزواج والإنجاب

قسم الأمراض المعدية الذي يستقبل مرضى الإيدز في دبي. تصوير: دينيس مالاري

كشف تحقيق استقصائي أجرته «الإمارات اليوم» أن عدد المواطنين المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في الدولة بلغ 660 مريضاً تقريباً، في حين كان آخر رقم معلن 466 مصاباً، بخلاف الحالات غير المسجلة، والمرضى غير المواطنين الذين تتم إعادتهم إلى بلادهم، فور اكتشاف الإصابة.

وأفاد أطباء يتولون علاج مرضى الإيدز في الدولة بأن «مرض الإيدز في الإمارات لم يعد قاتلاً، إذ توفر وزارة الصحة وهيئتا الصحة في دبي وأبوظبي، العلاج مجاناً لكل مريض، وإذا التزم به، يبعد عن نفسه أي خطر»، معتبرين أن «الإيدز أصبح مرضاً مزمناً عادياً، مثل السكري وضغط الدم، ويعيش المريض، المحافظ على الدواء، لسنوات طويلة، وربما يموت لأسباب أخرى»، داعين في الوقت نفسه إلى «عدم التهاون في الوقاية من المرض، والابتعاد عن مسبباته، خصوصاً تعاطي المخدرات، والعلاقات الجنسية غير المشروعة».

ولأن المرضى في الدولة، أصبحوا يعيشون حياة طبيعية، وبعضهم مصاب بالفيروس منذ ما يزيد على 16 عاماً، فقد تعالت أصواتهم المطالبة بـ«حق العمل، والزواج، والإنجاب»، وفق ما قال مصابون التقتهم الصحيفة.

وكشفت رئيسة قسم الأمراض المعدية بهيئة الصحة في أبوظبي، الدكتورة فريدة الحوسني، أن ثلاث حالات لمصابين بالإيدز، تزوجوا خلال العامين الماضيين، من غير مريضات، ويعيشون حياة سعيدة، مؤكدين أن الطب الحديث في الدولة، مكّن هؤلاء من الزواج، دون انتقال الفيروس إلى الشخص غير المصاب، بشرط تطبيق الوقاية الكاملة.

وسجلت مستشفيات في الدولة مصابين تزوجوا من نساء غير مريضات، وأخريات مصابات، وأنجبوا أطفالاً غير حاملين للفيروس.

وأفاد رئيس قسم الأمراض المعدية بهيئة الصحة في دبي، الدكتور عبدالله الاستادي، أنه تم، أخيراً، تسجيل أربع حالات لمريضات بالإيدز، أنجبن أطفالاً أصحاء.

وأضاف «قبل توافر العلاج الحديث، كانت فرصة إنجاب جنين غير مصاب بالفيروس، 40٪، لكن مع توافر الدواء، وتوافر تقنيات غسيل المني، ارتفعت النسبة إلى 90٪، شرط الالتزام بالعلاج».

وقالت المنسق الإقليمي السابق لبرنامج الإيدز في الدول العربية، خديجة معلى، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإيدز أصبح «أقل خطورة من أمراض أخرى عديدة، والفيروس، أصبح عديم الخطر تقريباً، لو التزم المريض بالعلاج، ويكفي القول إن لدينا مرضى بالإيدز، يحملون الفيروس منذ أكثر من 30 عاماً، أي منذ اكتشافه في العالم، ويتمتعون بصحة جيدة».

وتشير إلى أن البرنامج سجل عدداً كبيراً لحالات عربية تزوجت من غير حاملين للفيروس، وزواجهم مستمر دون نقل العدوى، لالتزامهم بطرق الوقاية الطبية.

وتبشر معلى الأسر المصابة بالإيدز، بأن الحمل إذا تم بمراقبة طبية، وتلقت الأم علاجاً استمر ثلاثة أشهر قبل الولادة، فإن نسبة إنجاب طفل مريض تكاد تكون معدومة، موضحة أن دراسة حديثة، أظهرت أن التزام النساء بالعلاج الكامل أثناء الحمل يخفض فرصة الإصابة، لتصبح طفلاً مريضاً لكل 10 آلاف حالة ولادة.

وأجاز كبير المفتين في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، زواج شخص مصاب بالإيدز من طرف غير مصاب، بشرط تأكيد أطباء موثوق فيهم أن هذا الزواج، لن يكون سبباً في نقل العدوى إلى الشخص السليم.

تويتر