‏‏‏طالب المؤسسات الحكومية والخاصة بتوفير فرص عمل للمتعافين

«الوطني للتأهيل» يعالج 345 شخصاً من الإدمان‏

معدل نجاح معالجة المدمن من المواد المخدرة في المركز تصل إلى 30٪. الإمارات اليوم

أبلغ مدير عام المركز الوطني للتأهيل الدكتور حمد الغافري «الإمارات اليوم» بأن عدد المدمنين الذين خضعوا للعلاج من تعاطي المخدرات والكحوليات في المركز منذ تأسيسه في عام 2002 وحتى الآن، بلغ 345 شخصاً، بينهم 16 شخصاً مازالوا يخضعون للعلاج حالياً على أيدي أطباء واختصاصيين نفسيين واجتماعيين يطبقون أحدث نظريات المعالجة العلمية المبنية على التجربة.

وقال إن «المركز يستقبل أغلبية الحالات طوعية عن طريق ذويهم، إضافة إلى بعض الأشخاص الذين يتم إحالتهم بأوامر قضائية من المحاكم إذ يتم إخضاعهم لمجموعة من البرامج العلاجية لمدة ثلاثة أشهر»، مشيراً إلى أن معدلات نجاح معالجة إدمان المواد المخدرة تراوح ما بين 15٪ و30٪، وذلك بناء على طبيعة المادة المخدرة ودعم العائلة.

 قاعدة بيانات

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/231142.jpg

قال الدكتور حمد الغافري إن المركز الوطني للتأهيل يسعى إلى تحديد حجم مشكلة الإدمان في الدولة، ويرغب في توفير الحلول المناسبة للحد من قضايا الإدمان، لذلك تضمنت الاستراتيجية الخمسية بناء قاعدة بيانات دقيقة بمنهج علمي من خلال إنشاء وتفعيل إدارة الصحة العامة والبحوث، كما أنه سيتم أتمتة جميع عمليات وإجراءات المركز من خلال خدمات الدعم والعمليات الطبية بعد أن كانت تنجز يدوياً استغلالاً للوقت ورفعاً لمستوى الكفاءة والإنتاجية.

وسيتم إنشاء عيادة خارجية لفتح المجال أمام المرضى الذين لا يحتاجون للإقامة الدائمة في المركز خلال فترة العلاج، بالإضافة إلى توفير الرعاية اللاحقة لخريجي المركز وهي من الأولويات المهمة في استراتيجية المركز الجديدة، إضافة إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص لتوفير فرص عمل لخريجي المركز وتوفير التدريب الملائم لهم ليكونوا مؤهلين للعمل ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع مرة أخرى.

وتركز الاستراتيجية الخمسية على تطوير برامج توعية مبنية على البحوث عن طريق تعزيز الوعي والسلوكيات الصحية وضمان سلامة المرضى في جميع خدمات الرعاية الصحية وتعزيز ثقة المريض بنظام الرعاية الصحية من خلال تنفيذ أعلى المعايير الدولية.‏

 

وأكد أن المركز يوفر أقصى درجات الحماية للمعلومات الشخصية الخاصة بالمرضى، ولا يتم الإفصاح عن أي معلومات متعلقة بالمريض إلا بعد الحصول على تصريح منه.

وألقى الغافري باللائمة على مؤسسات حكومية وغير حكومية تتهرب من توفير فرص عمل مناسبة للمتعافين من الإدمان تساعدهم على الانخراط مرة أخرى في المجتمع، مؤكداً أن إعادة دمج هذه الفئة بعد شفائها في سوق العمل يمثل عقبة رئيسة في طريق العلاج من الإدمان بشكل كامل، داعياً إلى تعزيز دور المجتمع من خلال مؤسساته الحكومية وغير الحكومية في دعم عملية التعافي من الإدمان.

برامج العلاج

وأوضح الغافري أن «المركز يتبع سياسة العلاج والتأهيل وفق برنامج علمي متكامل يستمر ثلاثة أشهر، مكون من برنامج داخلي وآخـر خارجي، بحـيث يبدأ الداخلي بمرحلة إزالة السموم من جسم المريض والتي تستـمر من 10 أيام إلى أسبوعين يخضع بعدها المريض لتقيـيم شـامـل تمـهيداً للبدء في برنامـج تأهيلي نفسي، من خلال برنامج العلاج النفسي الفردي يتبعه العلاج الجماعي».

وأضاف أنه «يتم خلال فترة العلاج مشاركة عائلة المريض للتعرف منها إلى تاريخ المريض ومراحل إدمانه وتطور حالته خلال سـنوات الإدمان السابقة، إضافة إلى العمل على علاج الأمراض النفسية المصاحبة إن وجدت والتركيز على الجوانب التأهيلية، ويعد فريق العلاج خطة عمل لكل مريض بناء على الظروف المحيطة به سواء النفسية أو الطبية أو الاجتـماعية أو المالية وغيرها، وتتم خلال مرحلة التأهيل مراجعة حالة المريض، وفي حال نجاحه في اجتياز متطلبات العلاج في هذه المرحلة، يمنح بعد مضـي فترة شهر ونصف الشهر إجازات علاجية تدريجية خلال نهاية الأسبوع، فيما تتم متابعته مع الأسرة ضمن برنامج زيارة متكامل ومتابع من قبل الفريق العلاجي».

وتابع الغافري أنه «في حال نجاح المريض في مراحل العلاج من دون أي انتكاسة يواصل استكمال البرنامج العلاجي ويمنح إجازة يوم كامل وليلة ويبدأ الخروج التدريجي، على أن يقرر لاحقاً إخراجه من المركز ومتابعته في العيادة الخارجية أو نقله إلى مركز الرعاية اللاحقة لمتابعة علاجه، وهو عبارة عن نظام رعاية شامل لتقديم خدمات المتابعة النفسية والاجتماعية للمرضى الذين هم في حاجة إلى ذلك».

وأضاف أن «المريض يحظى ببرامج تدريبية عامة ومتخصصة حسب حالته المرضية، إذ يتم الاستعانة بفنون الرسـم للمساعدة على شفاء المرضى، إضافة إلى تنظيم برامج تدريبية متخصصة تساعد المرضى على الانخراط مرة أخرى في سوق العمل، مشيراً إلى أن المركز أبرم اتفاقات مع صندوق خليفة لدعم المشروعات وأكاديمية الإمارات للتدريب، وبالتعاون مع مجلس أبوظبي للتوطين بهدف تأهيل وتدريب المتـعافين من الإدمان على بعض المشروعات وتوفير التمويل اللازم لإقامة مشـروعاتهم التجارية، حيث يخضع حالياً ثمانية متعافين إلى برامج تدريبية متخصـصة لتأهيلهم عملياً على إقامة مشروعات متنوعة.

استراتيجية المركز

وأشار الغافري إلى مبادرات الخطة الاستراتيجية الخمسية الجديدة للمركز الوطني للتأهيل، ومن بينها إنشاء مركز جديد بسعة 200 سرير لاستيعاب أكبر عدد من الراغبين في الاستفادة من خدمات المركز، بالإضافة إلى توسعة نطاق الخدمات المقدمة لتشمل تقديم الخدمات في المنطقتين الشرقية والغربية من إمارة أبوظبي، نظراً للعدد الكبير من المرضى المتوافدين من تلك المناطق، إضافة إلى توسعة خدمات المركز لتصل إلى السجون وتشمل علاج المحكوم عليهم في قضايا مخدرات، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية.

وأشار إلى أنه وفقاً للاستراتيجية الجديدة سيكون هناك مشروع لتوفير العلاج وبرامج إعادة التأهيل من الإدمان للنساء، وهو المشروع الأول من نوعه الذي سيدار من كادر نسائي من الألف إلى الياء، حيث تم توظيف طبيبة متخصصة وطاقم من الممرضات المواطنات. ‏

تويتر