مبتعث من «أدنوك» إلى جامعة واشنطن.. ويعتبر الغربة أهم قرارات حياته

القاسم متفوّق ينجز بحوث «الهندسة الكيميائية» بدرجة امتياز

حمد علي القاسم: «الغربة ساعدتني على اكتساب الفرص، لتطوير الذات، وتقدير أهمية الوقت».

يوصف المواطن الشاب حمد علي القاسم (21 عاماً)، بأنه واحد من أكثر طلاب شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تفوقاً، وتم تكريمه أخيراً من رئيس قسم الهندسة الكيميائية، التي يتخصص بها في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة، لإنجازه تسع ساعات معتمدة في البحوث، وحافظ على معدله التراكمي بدرجة امتياز.

يعزو القاسم، المبتعث للدراسة في الخارج من قبل «أدنوك»، سبب اختياره الهندسة الكيميائية «تخصصاً علمياً وحقلاً عملياً»، إلى تعدد المجالات الصناعية التي يشرف عليها هذا النوع من المهندسين المتخصصين، منها الصناعات الغذائية والنفطية والطبية، ما يزيد الفرص أمام إكمالهم الدراسات العليا في تخصصات متنوعة.

وأوضح القاسم، الطالب في السنة الثالثة، أن «الهندسة الكيميائية تختص بتصميم وتحسين العمليات الصناعية، بهدف تحويل المواد الكيميائية الخام إلى منتجات صالحة للاستعمال، وأيضاً التركيز على المنتج النهائي نفسه من ناحية التصميم والخواص الكيميائية والفيزيائية له»، ما يتطلب مهارات واسعة، في مقدمتها المعرفة الفنية الجيدة عن الكيمياء والهندسة وعلوم المواد وتكنولوجيا المعلومات.

ويرى القاسم أن «الغربة» أهم قرارات حياته وأكثرها صواباً، فمن خلالها نجح في تعزيز تفوقه العلمي، فضلاً عن اكتساب فرص عدة، لتطوير ذاته في جوانب مختلفة «أصبحتُ أكثر إدراكاً لقيمة الوقت، وأهمية إدارته واستثماره في كل ما هو مفيد وقيّم، وأكثر وعياً بتحقيق التوازن بين الحياة الأكاديمية والاجتماعية، وأصبحتُ أشد حرصاً على التخطيط المستمر، الذي يجعل التنظيم والترتيب أسلوب حياة، وأسعى للتواصل والاتصال مع الآخر، مهما كان مختلفاً».

وفي ما يتعلق بصعوبات وتحديات الغربة، قال القاسم إن «أكبر صعوبات الغربة الاختلاف، لكنني نجحت بجدارة في التغلب عليه وتجاوزه، كوني ابن الإمارات التي تمثل نموذجاً في تقبّل الآخر واحترامه، بغضّ النظر عن دينه وعرقه وخلفيته الثقافية، فهي تحتضن اليوم ما يزيد على 200 جنسية تعيش في تناغم وانسجام قلّما نجدهما في دول أخرى، نتيجة سياسات التسامح والسلام التي تنتهجها الدولة قيادةً وشعباً».

ويقضي القاسم، القاطن في مدينة سياتل، أوقات فراغه من الدراسة في ممارسة رياضة كرة القدم، إلى جانب المشي لمسافات طويلة على جبال الولاية «ما يمنحني شعوراً كبيراً بالنشاط الدائم، الذي يعينني على أداء مهامي وواجباتي الدراسية دون كلل». وشارك حمد القاسم، العام الماضي، في ماراثون زايد الخير بمدينة نيويورك، الذي أصبح علامة مميزة في تاريخ الأحداث الخيرية على مستوى العالم، لهدفه النبيل. ولعل أبرز ما يفتقد القاسم في غربته هو «البيت الكبير»، المتمثل في كنف العائلة ولمّة الأهل، التي لم يجد لها عوضاً سوى رفقة أقرانه من مبتعثي الدولة.

وتابع: «أحرص على التجمع مع زملائي بشكل دوري، خصوصاً في رمضان والأعياد والمناسبات الوطنية، وتلعب سفارة الدولة دوراً كبيراً في تعزيز ذلك بفعاليات ولقاءات متنوعة».

تويتر