طول الأسئلة أجبرهم على البقاء داخل اللجان حتى اللحظات الأخيرة

صعوبة «الرياضيات» تغضب طلبة الثاني عشر في مستهل امتحانات نهاية العام

منع الطلبة من اصطحاب الهواتف المتحركة والأجهزة الذكية داخل اللجان. أرشيفية

تباينت آراء طلبة الصف الثاني عشر (المسار المتقدم)، حول درجة صعوبة أسئلة امتحان مادة الرياضيات، في أول أيام امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري، أمس، فيما أجمعوا على طول الأسئلة، ما استنزف الفترة الزمنية المحددة للإجابة (110 دقائق)، إذ لم يتمكن بعضهم من الإجابة قبل نهاية الوقت المحدد، لافتين إلى أنهم كانوا بحاجة إلى مزيد من الوقت للتفكير في الإجابة ومراجعتها، خصوصاً أن بعض جزئيات الأسئلة كان مقالياً، ويحتاج إلى مزيد من الكتابة.

وتفصيلاً، عبّر طلبة في مدارس دبي عن غضبهم من طول امتحان مادة الرياضيات، وصعوبة أسئلته، ما اضطرهم إلى البقاء داخل قاعات الامتحان حتى اللحظات الأخيرة من الوقت، لافتين إلى أن «هذا الامتحان يعتبر الفرصة الأخيرة لنا هذا العام لتعويض ما فقدنا من درجات خلال الفصلين الدراسيين السابقين، ولذلك فمن الضروري أن تتم مراعاة هذا الأمر عند تصحيح أوراق الإجابة، خصوصاً أننا نؤدي الامتحان في فترة الصيام، ومن ثم فإن درجة التركيز ليست كما هي عليه في الأيام العادية».

وقال الطالب عمر محسن: «الامتحان جاء ليناسب جميع المستويات الدراسية للطلبة، ومع ذلك فإنه لا يتيح لهم فرص تحقيق الدرجات النهائية أو التفوق فيه، لما في أسئلته من جزئيات تحتاج إلى تركيز شديد، ووقت أطول من الوقت المحدد»، لافتاً إلى أن «اللجان شهدت حالة انضباط كبيرة، حيث وفر المراقبون أجواء مناسبة للطالب حتى يستطيع الإجابة عن الأسئلة، كما تم التأكد من عدم اصطحاب الطلبة الهواتف المتحركة والأجهزة الذكية، مثل الساعات الذكية، والسماعات».

وأكد زميله، حمدان حسين، أن «أسئلة امتحان الرياضيات، الذي نستهل به امتحانات الفصل الدراسي الثالث للعام الدراسي الجاري، لم تأتِ حسب ما توقعنا أن تكون بداية جيدة، خصوصاً بعض جزئياته المقالية، مثل الجزئية رقم 23 التي تطلبت الكثير من الكتابة»، مشيراً إلى أن «الامتحان جاء في ستة أسئلة، وكل سؤال يتم تقييمه بخمس درجات، وتخوفنا من هذا الامتحان أنه إذا أخطأ الطالب في سؤال فإنه يفقد كل درجته».

وقال الطالب حميد يونس: «أدى طول الامتحان، وحاجة الإجابة عن أسئلته إلى وقت أطول، إلى بقاء جميع الطلبة داخل اللجان حتى آخر دقيقة من الوقت المقرر للإجابة»، مطالباً «المعلمين الذين يقومون بتقييم الإجابات بمراعاة أن هذا الامتحان يعد الفرصة الأخيرة لطالب الصف الثاني عشر، حتى يحصل على معدل مرتفع في الثانوية العامة يؤهله للالتحاق بفرصة تعليم أكاديمي متميزة، فضلاً عن ضرورة مراعاة الظروف التي يؤدي فيها الطلبة الامتحانات، خصوصاً أنها جاءت في شهر رمضان».

وفي إمارة الشارقة تباينت آراء الطلبة حول الورقة الامتحانية، إذ أكد عدد كبير منهم صعوبة الأسئلة إلى حد ما، حيث تضمنت جزئيات مبهمة، مشيرين إلى أنهم طالبوا بتمديد الوقت ليتسنى لهم مراجعة الإجابات، لكن مسؤولي اللجان أكدوا لهم أن الورقة بمحتواها تتناسب بشكل كامل مع المدة الزمنية التي حددتها الوزارة، فيما وصف آخرون مستوى أسئلة الامتحان بأنه عادي، ولم تخرج عن النماذج التي تدربوا عليها خلال فترة الدراسة، وأن الأسئلة جاءت شاملة، وتراعي الفروق الفردية، ومطابقة لجدول المواصفات، وكان توزيع الدرجات عادلاً.

وعبّر عدد من طلاب الثاني عشر، في مدارس عدة من الدولة، عبر حساباتهم على «تويتر»، عن استيائهم من مستوى امتحان مادة الرياضيات، مطالبين اللجان المختصة في وزارة التربية والتعليم بمراعاتهم في تصحيح أوراق الإجابة، كونهم لم يتوقعوا مستوى صعوبة الأسئلة التي وردت في الامتحان، فضلاً عن أن الوقت لم يكن كافياً أمامهم لحل جميع الأسئلة ومراجعتها، إذ نشر أحد الطلاب في تغريدة عبر حسابه «انصدمنا بمستوى امتحان الرياضيات، فالأسئلة صعبة جداً، ولم تكن متوقعة»، فيما غردت طالبة أخرى بأن «امتحان مادتي الرياضيات والفيزياء دائماً يكون محبطاً للتوقعات».

وأفادت مديرة مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي في الشارقة، منى عبدالكريم الرصاصي، بأن القاعات الامتحانية شهدت التزاماً تاماً دون تأخير أو تسجيل حالة غياب، لافتة إلى تلقيها بعض الملاحظات من الطالبات عن صعوبة في الأسئلة، إضافة إلى الحاجة إلى وقت أطول لاستكمال الإجابة ومراجعتها، لكنها أبدت ارتياحها للوضع بشكل عام، ووصفته بأنه كان مقبولاً.

وأضافت أن أسئلة الورقة الامتحانية راعت الفترة الزمنية المخصصة للإجابة، كما راعت الفروق الفردية بين الطلبة.

من جانبهم، قال أولياء أمور طلبة في إمارة عجمان لـ«الإمارات اليوم» إن «امتحان الرياضيات جاء في ثماني صفحات، واشتملت الأسئلة على جزئيات متعددة، وصعوبة عانى منها الأبناء، فضلاً عن أن الوقت المخصص للامتحان لم يكف لاستكمال جميع الأجوبة»، لافتين إلى أنهم «توقعوا أن يكون الامتحان متناسباً في وقته مع عدد الصفحات، لكنهم صدموا بصعوبة الأسئلة من جهة، وطول الامتحان من جهة أخرى».

ودعت ولية أمر أحد الطلبة، سوسن يحيى جراد، اللجان المختصة إلى التخفيف عن الطلبة، خصوصاً أنهم يؤدون امتحاناتهم خلال أيام الشهر الفضيل، وهم صائمون.

فيما أكدت ولية أمر طالب آخر، ناريمان جابر، أن ابنها متفوق في دراسته، ومع ذلك فقد خرج شاكياً من صعوبة الأسئلة والامتحان، منوهةً بأن الامتحانات المتبقية إذا استمرت على هذه الوتيرة من الصعوبة فإن معدلات الطلبة ستكون منخفضة.

وقال ولي أمر طالب، سمير غنام، إن ابنه أجهش بالبكاء فور خروجه من لجنة الامتحان، لعدم تمكنه من حل جميع الأسئلة، بسبب ضيق الوقت المحدد للإجابة.

وفي إمارة رأس الخيمة، قال مدير مدرسة الجزيرة الحمراء، يعقوب ليواد، إن «طلبة الصف الثاني عشر اشتكوا صعوبة أسئلة في امتحان الرياضيات الذي جاء بمستوى الطلبة المتفوقين»، موضحاً أن «الامتحان اشتمل على أسئلة متنوعة من المنهج، وتضمن الامتحان سؤالاً وصفه الطلبة بالصعب، لأنه يقيس مستوى الطلبة المتفوقين، كما أن الأسئلة كانت بحاجة إلى مزيد من الوقت للتفكير والإجابة عنها».

من جهته، أشار مدير مدرسة الجودة، إبراهيم الجاوي، إلى أن «الطلبة المتفوقين استطاعوا الإجابة عن الأسئلة»، مشيراً إلى أن «إدارة المدرسة تلقت شكاوى عدة من طلبة تتعلق بصعوبة أسئلة».

تويتر