هزاع بن زايد: قطاع التعليم يشترك مع الثقافة في صياغة المستقبل

«التربية الأخلاقية» تغيّر ثقافة الطلبة وترفع تحصيلهم الأكاديمي

هزاع بن زايد يتوسط حسين الحمادي وعهود الرومي والقيادات التعليمية في الدولة. من المصدر

أكد تربويون ومختصون أن نتائج تدريس مادة التربية الأخلاقية في المدارس، خلال المرحلة التجريبية التي بدأت يناير الماضي، أظهرت تطوراً في سلوكيات الطلبة، وتحسن تحصيلهم الأكاديمي، وتعزيز مسؤوليتهم المجتمعية، مطالبين أفراد المجتمع بالتكاتف لتطوير المنظومة القيمية في المجتمع بشكل كامل، متوقعين تغيراً شامل في سلوكيات وأخلاقيات الطلبة خلال وقت قياسي.

دعم المدارس

أكد رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، الدكتور عبدالله الكرم، أن منهج التربية الأخلاقية يعزز السلوكيات الإيجابية للطلبة ‏ضمن رحلتهم التعليمية، مشيراً إلى أن الهيئة تعكف على تنفيذ برامج مجتمعية داعمة للمدارس الخاصة، بما يواكب المستهدفات المطلوبة.


6 مهارات

حدّدت الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والجودة في وزارة التربية والتعليم، الشيخة خلود القاسمي، ست مهارات يجب أن تتوافر في مديري المدارس، أن يكونوا قدوة في أخلاقهم، ‏ولديهم رؤية ثاقبة، ويستشرفون المستقبل، ويمتلكون مهارات إدارة الأزمات، والريادة والمبادرة، والابتكار والإبداع.

جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى مديري المدارس، بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الذي عقد في إطار مبادرة التربية الأخلاقية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجمع الملتقى، الذي نظمته «لجنة التربية الأخلاقية»، التي تضم كلاً من ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، للمرة الأولى، كبار المسؤولين الحكوميين في قطاع التعليم ومديري مدارس حكومية وخاصة، يشكلون خبرات 1300 مدرسة، إجمالي عدد المدارس العاملة في الدولة، بهدف التباحث ووضع الخطط والتوصيات الخاصة بتطبيق منهج «التربية الأخلاقية» في جميع مدارس الدولة.

وحضر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، جلسة عُقدت تحت عنوان «مهارات القرن الواحد والعشرين لقادة المدارس»، ناقشت المهارات التي يتوجب على مديري المدارس تطويرها للتقارب مع الأجيال الجديدة، وكيف يمكن للتربويين تعزيز خصال الإبداع والابتكار والتواصل، والتفكير الناقد لدى الطلبة، والاستمرار في دورهم كمصدر للإلهام، والقيادة بطريقة تشجع المشاركة الفاعلة للطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمجتمع بشكل عام.

واعتبر سموه أن «قطاع التعليم يشترك مع الثقافة في صياغة المستقبل، وبتعدد الخبرات يتكامل القطاعان في وضع الأسس الاستراتيجية لتطبيق منهج التربية الأخلاقية»، وأضاف: «ينطلق التعليم من أسس علمية حديثة، واستراتيجيته تتحدد بقدرة منهج التربية الأخلاقية على أن يكون مؤثراً وفاعلاً في تمكين المستقبل، ودفع عجلة التنمية».

وقال سموه «شهد اليوم محطة حاسمة على طريق تطبيق منهج التربية الأخلاقية، الإمارات تضع رهانها الكامل على التعليم، وستحقق القفزة المطلوبة».

وأكد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، ‏أن أثر تطبيق منهاج التربية الأخلاقية في المدارس سيظهر خلال ‏عام واحد، مشيراً إلى أن نتائج التقارير الصادرة عن المشروع التجريبي لتطبيق مادة التربية الأخلاقية في المدارس مرضية، موضحاً أن بناء الشخصية ليس أمراً سهلاً، ويحتاج إلى وقت لزرع الشعور الإدراكي لأداء الطلبة.

‏وقال إن منهج التربية الأخلاقية يعطي الطالب القدرة على اتخاذ القرار السليم في أي موقف يواجهه في حياته، لافتاً إلى أن التربية الأخلاقية ستنعكس بشكل إيجابي على التعليم في الدولة، ونحن ننظر إليها على أنها أسلوب حياة للطلبة، وسيكون تطبيق المادة سلساً وبسيطاً، ويحاكي مختلف الجوانب المهمة في شخصية الطالب.

وأكدت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، أهمية استدامة التربية الأخلاقية في المدارس، مضيفة أن الوزارة تعتزم وضع خطط تشمل المدارس الحكومية والخاصة، لدعم أفضل الممارسات في تطبيق المنهج، والاتفاق على المفاهيم الموحّدة لإطار ومعايير تطبيق التربية الأخلاقية، الذي يتميز بالمرونة، ومن ثم سيتم التدريب لخلق طرق ابتكارية جاذبة لهؤلاء الطلبة.

وأكدت أهمية أن تكون تلك المادة متكاملة، مع المناهج الدراسية كافة، وسيتم وضع أفضل البرامج والممارسات، بعين الاعتبار، لنشرها في المجتمع المدرسي، ولفتت إلى أن معيار التطور الشخصي والاجتماعي في الرقابة المدرسية يجب أن يكون هو المؤشر لقياس الممارسات في المدارس.

وأفادت وزيرة الدولة للسعادة، عهود الرومي، أن تعليم طلاب المدارس القيم والأخلاق، يقلل بشكل ملحوظ من معدلات الرسوب، ويرفع من القدرات والمهارات الأكاديمية، ولا يقتصر فقط على غرس قيم الطيبة والتسامح في نفوسهم.

وذكرت أن المدارس هي أفضل المصادر لتحفيز الطلبة وتعليمهم المعارف الحياتية، والقيم الأخلاقية، مؤكدة أن الأمم تزدهر بقيمها الأخلاقية، وفي حال تخلت عنها اندثرت وتهاوت.

وقالت إن دور الحكومة لا يقتصر فقط على بناء المدارس والمستشفيات والمؤسسات المختلفة، وإنما تقوية منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، بهدف تحقيق الرفاهية والازدهار، وغرس مفاهيم الإيجابية والسعادة في نفوسهم.

وأفادت مستشار المدير العام والمدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، بأن النتائج الأولية تؤكد حدوث تغير ملموس في سلوكيات وثقافة الطلاب، الأمر الذي انعكس في ارتفاع نسبة الالتزام بالحضور، وسلوكياته بشكل عام تجاه المعلم والزملاء.

ولفتت إلى أنه روعي في تصميم مادة التربية الأخلاقية أن تكون بلا اختبار، وتكون عبارة عن مواقف حياتية يقوم بها الطالب، ويكون لها الأثر في سلوكياته وأفكاره، والتعلم القائم على المشروعات، وتقديم الخدمات للآخرين.

وأجمع مديرو مدارس على أنهم رصدوا أثر التربية الأخلاقية في سلوكيات الطلاب، خلال هذه الفترة القصيرة التي درسوا فيها المادة، مثل تحمل المسؤولية، واختلاف لغة الحوار بين الطلاب، وتفاعل ذوي الطلبة مع المدرسة. 

تويتر