سمحوا للطلبة بإدخال هواتفهم إلى قاعة الامتحان.. و«الوزارة» حولتهم إلى لجنة المخالفات

«التربية»: تجاوزات من ملاحظين وراء تسريب الأسئلة

«التربية» أكدت أن ضبط حالات الغشّ وتداول نسخ عن الاختبارات كانا على نطاق ضيق. الإمارات اليوم

أظهرت نتائج التحقيقات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم، أخيراً، عقب انتشار واقعة تسريب أسئلة بعض الامتحانات القصيرة، وجود «تجاوزات من ملاحظين في مدارس حكومية، نتج عنها تداول نسخ للاختبارات القصيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/554468.jpg

مدارس بادرت إلى سحب الهواتف من الطلبة لمنع تسرب الإجابات إليهم.

تربويون: مدرسة قدمت موعد اختبار اللغة العربية وراء تسرّب الامتحان.

وزارة التربية بصدد وضع آلية جديدة، تكفل عدم تكرار واقعة «التسريب».

ووفقاً للوزارة، فقد تمثلت التجاوزات في السماح لطلاب بإدخال هواتفهم المتحركة إلى اللجان، لافتة إلى ضبط حالات غشّ.

وأكدت، في بيان لها، تحويل الملاحظين المتجاوزين إلى لجنة المخالفات، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وحرمان الطلبة المتورطين في الغش، نتيجة الاختبارات، ليحصلوا على «صفر»، استناداً إلى لائحة التقويم والامتحانات الخاصة في الوزارة.

وتفصيلاً، قالت الوزارة إنها اتخذت حزمة من الإجراءات المشددة، بعد تأكدها من وجود تجاوزات في لجان الامتحانات في مدارس حكومية، لافتة إلى أن «التحقيقات التي أجرتها أخيراً، كشفت عن وجود حالات غش لطلبة في بعض المدارس، نتيجة سماح ملاحظين لهم بإدخال هواتفهم النقالة، بخلاف التعليمات التي تحظر ذلك، ما أسفر عن تداولهم نسخ الاختبارات عبر الهواتف النقالة».

وتابعت أنها ستخاطب ذوي الطلبة لإحاطتهم بالوقائع، والحصول على تعهدات منهم بعدم تكرار ذلك من قبل أبنائهم، «لكبح سلوكيات الطلبة غير المنضبطة»، بما يسهم في استقرار المجتمع المدرسي، ويكفل تأدية الاختبارات المقبلة دون أي معوقات.وأكدت وضع آلية صارمة في عملية تحضير الاختبارات التقويمية القصيرة الخاصة، في الفصل الدراسي الأول، بما يضمن إجراءها بسلاسة، بعيداً عن أي إشكالات، مشيرة إلى أن «ضبط حالات الغش وتداول نسخ عن الاختبارات كانا على نطاق ضيق».وعن آلية التحضير والإعداد للاختبارات، بينت أن عملية طباعة نسخ الاختبارات تتم وفق آلية محددة، إذ ترسل أوراق الاختبارات إلى مدير المدرسة قبل ساعتين فقط من موعد الاختبار، عبر نظام «إس آي إس»، ثم تطبع في المدرسة بحسب العدد المقرر للطلبة المختبرين.

وأكدت الوزارة أنها بصدد وضع آلية جديدة، تكفل عدم تكرار الواقعة، وما شابهها من حالات تشوب المنظومة التعليمية أحياناً، نتيجة عدم الالتزام بالتعليمات المنصوص عليها، لافتة إلى أن «التصور الجديد يضمن انضباط المجتمع المدرسي، بما يتناغم مع أهداف المدرسة الإماراتية، في تخريج طلبة متميزين علمياً وفكرياً وذهنياً، وتمكينهم من امتلاك مهارات القرن الـ21، والشعور بالمسؤولية، ليكونوا مبدعين ومبتكرين ويسهموا في نهضة وطنهم».

وأكد مديرو نطاق إعداد لجان رقابية لزيارة المدارس الحكومية فجأة، خلال أيام الامتحانات، للوقوف على إجراءاتها لتأمين الامتحانات، وضبط أي ممارسات تخالف القانون، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها، بعد تقليص المسافة الزمنية بين وقت إرسال الأسئلة وموعد الامتحان ساعتين، لتصل الأسئلة في الثامنة صباحاً بدلاً من السادسة.

وفيما طالب ذوو طلبة الوزارة بإعادة النظر في آلية تقديم الامتحانات، خصوصاً أن المدارس الخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة، لا تنطبق عليها الإجراءات المتبعة في المدارس الحكومية، قال تربويون إنهم فوجئوا بمدارس أجرت الامتحان لطلابها في الثامنة صباحاً، بدلاً من العاشرة، كما هو محدد في الجدول الصادر عن الوزارة، ما نتج عنه انتشار الأسئلة بين الطلاب.

وعزوا تسريب اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري، تم إثر قيام مدرسة بتقديم موعد الاختبار إلى الثامنة صباحاً بدلاً من العاشرة، لافتين إلى نسخ أوراق الامتحانات من نظام «إس آي إس»، الساعة السادسة صباحاً بدلاً من الثامنة صباحاً، على الرغم من أن الوزارة كانت قد وجهت تعليمات لمديري المدارس بعدم سحب ونسخ الامتحان من النظام الإلكتروني قبل الثامنة والنصف صباحاً، لتفادي حدوث تسريب لأسئلة الامتحان.

وأضافوا أنهم نفذوا حملات تفتيشية في الفصول الدراسية لطلبة الثاني عشر، لسحب أجهزة الهواتف المحمولة، بعد تردد أنباء عن تسرب أسئلة مادة اللغة العربية، مجاباً عنها، عبر تطبيقات ذكية مثل «واتس أب» و«تليغرام».

وقال مدير مدرسة الجودة للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، إبراهيم الجاوي، إن المدرسة تلقت تعليمات من موجهي اللغة العربية، الذين كانوا في زيارة للمدرسة صباح يوم اختبار مادة اللغة العربية، بعدم فتح نظام «إس آي إس» قبل الثامنة والنصف صباحاً، ونسخ أوراق الامتحانات، وأنه يحظر على المدرسة تقديم موعد الاختبار قبل العاشرة صباحاً، وفقاً لتعليمات وزارة التربية والتعليم.

وأضاف أن «تسريب امتحان مادة اللغة العربية كان من خارج إمارة رأس الخيمة، لأن جميع الطلبة في الفصل الثاني عشر، خرجوا من قاعة الامتحان بعد 45 دقيقة من بداية الامتحان، وهو الوقت المحدد لزمن الامتحان، ما يعني أن التسريب لم يشمل جميع الطلبة».

وأشار مدير مدرسة الجزيرة الحمراء، في رأس الخيمة، يعقوب ليواد، إلى أن «المدرسة اتخذت إجراءات سريعة فور تسرب إجابات امتحان اللغة العربية، منها تفتيش طلبة الفصل الثاني عشر، وسحب الهواتف المتحركة منهم قبل دخولهم إلى قاعة الامتحان».

كما أنها التزمت بقرار عدم سحب أسئلة الامتحان قبل الثامنة صباحاً بدلاً من السادسة، وفق ما كان معمولاً به سابقاً.

وذكر معلم لغة عربية في إحدى المدارس الحكومية في أم القيوين، أن «إدارة المدرسة تلقت معلومات، قبل بداية امتحان اللغة العربية، حول تسرب الإجابات إلى الطلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

وأضاف أن «مدير المدرسة أصدر تعليمات فورية للمعلمين بسحب الهواتف من الطلبة، ومنع أي طالب من دخول الامتحان إذا لم يسلّم هاتفه، لكنه أكد أن معظم الطلبة أجابوا عن أسئلة الامتحان خلال وقت قياسي، الأمر الذي يبرهن على استفادتهم من تسريب الإجابات».

وتابع أن المعلومات الأولية أشارت إلى أن التسريب تم عبر «واتس أب» و«تليغرام»، ما سهّل وصول الإجابات إلى الطلبة الأعضاء في «قروبات» مواقع التواصل الاجتماعي.

تويتر