«أبوظبي للتعليم»: حب التدريس وراء استمرار 57% من المعلمين

معلمون يحددون 5 أولويات للنهوض بـ «المهنة»

الطالب يزداد استيعابه عندما يتلقى المعلومات من معلم يحب مهنته. أرشيفية

حدد معلمون مشاركون في منتدى «قدوة» التعليمي، الذي عقدته وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم بداية الشهر الجاري، خمس أولويات للنهوض بمستوى المعلمين ودفعهم للاستمرار في المهنة، فيما أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن 57% من المعلمين مستمرون في المهنة بسبب حبهم لها. وتفصيلاً، أكد معلمون ومعلمات، لـ«الإمارات اليوم»، أن مهنة التعليم ستظل طاردة للعاملين فيها، خصوصاً العنصر المواطن، بسبب متاعبها المزمنة، المتمثلة في افتقار المعلم للامتيازات الوظيفية، مقارنة بنظيره في القطاعات الأخرى في الدولة، وبطء وصعوبة التدرج الوظيفي، وتراجع مكانته وهيبته المجتمعية، محددين خمس أولويات يجب أن تتوافر للمعلم للنهوض بمستواه، تتضمن توفير قنوات تواصل بين المعلمين وبعضهم وبين المعلمين والقيادات التعليمية، وتخفيض كثافة المناهج، وتوظيف التقنيات بصورة أكبر وأكثر تنظيماً مع تطوير عملية التعلم الذكي، وتخفيف الأعباء الإدارية للتفرغ للإبداع الوظيفي، ووضع آلية واضحة لمكافأة المتميزين، وفتح سلم الترقي السريع أمامهم.

7% من المعلمين، مستمرون في المهنة لعدم توافر البديل.

الدور الوطني للمعلم

قال المعلمون: ماهر عبدالله، وخالد محمد، ومروة صقر، وزينب إبراهيم، ومنال أحمد، إن العمل في مهنة التدريس يستلزم - في الأساس - قناعة تامة بأهمية الدور الوطني للمعلم بغرس قيم الأجداد وأخلاقهم الحميدة، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الطلاب.

ولفتوا إلى أن أكثر الأسباب، التي تدفع المواطنين إلى عدم الالتحاق بمهنة التعليم، تتلخص في عدم وضوح شروط الترقي لوظيفة إدارية، وتدني تقدير المجتمع للمهنة، وكثرة الأعباء الوظيفية المصاحبة، وكثرة الالتزامات المرتبطة بالتعليم، والتي تستلزم إتمامها خارج وقت الدوام المدرسي، وتساوي المُجدّ المبدع مع المتكاسل في كثير من الأوقات، والتغيير الدائم في المناهج وطرق التدريس.

وقالت المعلمة رانيا ملش إن المعلمين يحتاجون إلى الاطلاع على المناهج الجديدة قبل إقرارها، والتدرب عليها بصورة مكثفة، مع ضرورة توفير وسائل تعليمية حديثة، وقنوات تواصل مع كل المعلمين والمديرين وقسم المناهج لزيادة التواصل، مشددة على ضرورة تخفيف الأعباء الإدارية عن المعلمين، حيث إن المعلم ينشغل بأعباء أخرى، تجعله يحيد عن عمله الأساسي في تدريس الطلبة، منها الأعباء الإدارية، والتوثيق، وغيرها من التكليفات المفروضة على المعلمين، والتي تؤدي إلى تشتيتهم.

فيما أكدت المعلمة شيخة عبدالله ضرورة تخفيض ساعات اليوم الدراسي، من خلال تخفيف المناهج، والاعتماد على الكيف بدلاً من الكم، لافتة إلى أن طول اليوم الدراسي يؤثر في عملية التعلم نتيجة وجود فروق فردية بين الطلبة، بالإضافة إلى أن ضعف شبكة الإنترنت يؤثر في وقت الحصة، والاستفادة من توظيف التقنيات الحديثة والتكنولوجيا.

فيما أفاد المُعلم حسن سالم بأنه من المهم تغيير فكر وطريقة التعليم قبل تغيير المناهج، مشيراً إلى أن المعلم مطالب بجعل الطالب لديه شغف بالبحث والتعلم، في الوقت الذي تعاني فيه مهنة التعليم تصويرها إعلامياً بأنها الأقل اجتماعياً.

وطالب مُعلم التاريخ، محمد يعقوب، بضرورة تدريب المعلمين على التنويع في طرق التدريس، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب تدريبات من نوعية خاصة، وعدم الاكتفاء بالتدريبات الروتينية المعتادة التي تتبعها معظم المدارس، وتوفير طرق للمعلمين للبحث عن طرق تدريسية إبداعية، تجذب الطلبة وتساعدهم على التعلّم الذاتي بتوجيه وتيسير من المعلم.

وكشفت المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، عن دراسة أجراها المجلس حول دافع المعلمين وراء البقاء في مهنة التعليم، أظهرت أن نسبة 57% من المعلمين يرجع استمرارهم في المهنة إلى حبهم لها، فيما أفاد 7% منهم بأنهم باقون في المهنة لأنها الوحيدة المتوافرة لديهم، بينما أكد 4% أن بقاءهم في المهنة لسد احتياجاتهم المالية.

وأكدت المزروعي أن حب المعلم لمهنته يجعله يتغلب على أي تحديات، سواء كانت نقصاً في الموارد أو الراتب أو أي تحديات أخرى، مشيرة إلى أن ضعف الالتحاق بالتخصصات الجامعية المؤهلة لمهنة التدريس ظاهرة عالمية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/89190_EY_10-09-2016_p07.jpg

 

تويتر