نقطة حبر

التعليم سعادة.. والسعادة في التعليم

نعم هي سعادة المعلم وسعادة المتعلم، فمهنة التعليم هي المهنة التي قد لا تُرى نتائجها بشكل سريع ولكن ستراه على شكل أوسع وأرحب.. على شكل وطن يُبنى ويُعمّر، وأسرة آمنة ومستقرة، واقتصاد ينمو، وكل ذلك بسبب بناء العقول.. وبناء الإنسان.

•كلما تعلم الإنسان أشبع روحه وفكره وكافأ نفسه.

السعادة في التعليم، أو بالأحرى سعادة المعلم بتعليمه للأجيال.. فهناك وميض برّاق في مهنة التعليم لا يعلمه إلّا من عاش تجربة المعلم.. والبعض من الناس يغفل الجانب المضيء من هذه المهنة، ويتذكر فقط الجوانب الأخرى كالمشقّة وتحضير الدروس والمهام الكثيرة الملقاة على عاتق المعلم، والجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون.

كل المهن متعبة وعلى الأخص التعليم.. صحيح.. لكن.. هناك يوجد.. وفي أعمق أعماق قلب المعلم.. هناك وميض يَبرُق.. كلما رأى أبناءه صباحاً بابتسامتهم البريئة.. وكلما رأى نظراتهم المُبهرة عند تدفق أفكارهم المبدعة.. عند كل لحظة تَطَوّرٍ تظهر عليهم وعند كل لحظة تَعَـلُّـم يقومون بها.

وسعادته.. في بذر الأمل.. في توجيه الفكر.. وتعزيز الخير ودحر الشرّ في النفوس.. وفي التشجيع على الوفاء والولاء والإخلاص في العمل.

والمعلم أسعد الناس بنجاح وتفوق وتميّز أبنائه.. ويستشعر أنه سيكون أسعدهم بإذن الله عند وقوفه أمام الله سبحانه وتعالى.

والسعادة في نظره تتجلى بأحلى صورها ببناء إنسان.. وبناء أسرة.. وبناء أمّة وحضارة.

فطوبى لمعلم الناس الخير.. مهما كان نوع هذا التعليم.. فالوالد مُعلم.. والموظف مُعلم.. وكلٌّ منّا معلم في مجاله ومحيطه.. فإذا وجّهت وعلّمت الآخرين وسعيت للسعادة.. فأنت مُعلم.

وإن كنت باحثاً عن السعادة.. فهذا يعني أنك ساعٍ لأن تكون معلماً.. وكلما أخلصت في تعليم الغير فإنّك ستحصد مقداراً أكبر من السعادة.

وتكتمل السعادة بمزيدٍ من التعلم.. فكلما تعلم الإنسان أشبع روحه وفكره وكافأ نفسه.

وبسعي كلٍّ منا لتعليم الخير للآخرين وبتعلمه.. ستكون المحصلة النهائية بناء مجتمع واقتصاد ووطن وعالم متطور تحفه السعادة.

فهنيئاً لكل مُتعلمٍ ومُعلّمٍ.

بداية سعيدة وعام دراسي سعيد.

*مدير شؤون الطلاب بكلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر