أكدوا أن المقابل المالي يمثل الجانب الأقل أهمية لهم

جامعيون يطالبون بتقنين «الدوام الصيفي» وضم مدته إلى «الخبرة»

خريجون: وظائف تطلب التمكن من اللغة العربية في حين أن الدراسة على مدى أعوام كانت بالإنجليزية. الإمارات اليوم

أفاد خريجو جامعات محلية، وطلاب في السنوات الدراسية النهائية، بأنهم «يتعرضون لإشكالية عدم توافر خبرات عملية ومهارية تمكنهم من الالتحاق بوظائف جيدة، فيما يواجهون تعنتاً من قبل أصحاب عمل، إذ يبحثون في السير الذاتية فقط عن سنوات الخبرة، على الرغم من أنهم حديثو التخرج»، معربين عن استعدادهم لخوض تجربة العمل صيفاً من دون مقابل، أو بأجور رمزية مقابل احتساب فترة العمل كخبرة.

واستغل خريجون وطلاب جامعيون حلقة نقاشية نظمتها لجنة التربية والتعليم والشباب في المجلس الوطني الاتحادي، في جامعة زايد في دبي، ليطالبوا بتقنين دوام صيفي للطلاب، يحسب في الخبرة العملية لهم، ويعتد به من قبل أصحاب العمل، عند المفاضلة بين سيرة ذاتية وأخرى، أو الاستفادة من طاقاتهم ضمن هيئة اتحادية، تنسق عملية توظيفهم في المؤسسات الحكومية والخاصة.

وأشاروا إلى أن بعض الوظائف تطلب التمكن من اللغة العربية، في حين أن دراستهم استمرت على مدار أعوام متتالية باللغة الإنجليزية.

ونظمت اللجنة، بالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس، حلقة نقاشية مع طلاب الثلاثاء الماضي، وسمحت لأولياء أمور وطلاب دراسات عليا بحضور النقاش والتفاعل فيه، بهدف الوصول إلى تصور متكامل لخدمة تطوير قطاع التعليم العالي في الدولة.

وتفصيلاً، قال الطالب في كلية التقنية العليا (محمد.ع) لـ«الإمارات اليوم»، إن «أي صاحب عمل، سواء كان مؤسسة حكومية أو شركة خاصة، لا ينظر في السيرة الذاتية المقدمة إليه إلا إلى سنوات الخبرة ونوعها، على الرغم من أنني مواطن يملك طاقة شابة يمكن الاستفادة منها في أية وظيفة، كما أن بعض أصحاب العمل ممن وافقوا على التحاقي بالعمل في السابق، اشترطوا عليّ أن أقضي ساعات في وظائف لا أكتسب فيها أية خبرات».

وأضاف: «عندما علم صاحب العمل يأنني طالب، وليست لدي خبرة عملية، طلب من مشرف العمل أن يوظفني في الأرشيف، وكانت وظيفة لا تشكل لي أية تطور، ولم أكتسب فيها خبرة، لأنه ظن أن حاجتي من العمل تتلخص في الاحتياج المالي، وليس الخبرة العملية التي يمكن أن تفيدني في وقت لاحق عندما أتقدم لوظيفة أخرى».

وقالت الخريجة في جامعة زايد، نجلاء الكعبي، إن «هناك طلاباً على استعداد لقضاء فصل الصيف (الإجازة الدراسية) في دوام صيفي بأجر رمزي، أو من دون مقابل حتى، في سبيل اكتساب مهارات وقدرات مهنية تعينهم على المنافسة في سوق العمل لاحقاً، وأن هذه الطريقة ستضمن إكسابنا خبرة نستطيع وضعها في السيرة الذاتية».

واقترحت الكعبي أن «تضمن وزارة التعليم العالي في المناهج الدراسية حصصاً تدريبية يحصل عليها الطلاب والطالبات في جهات حكومية وخاصة على مستوى الدولة، وتكون قريبة من أماكن سكنهم، وتحسب درجات على هذه الحصص العملية، وتضاف إلى رصيد الخريج ضمن خبراته الميدانية في العمل، وهذا مطبق في بعض الدول الغربية، ويطلق عليه العمل الميداني، ومدته شهران».

وقال الخريج (م.م) إنه رصد بالمصادفة أطفالاً صغاراً مسجلين في نظام الدوام الصيفي لدى إحدى الجهات، وعندما تحرى الأمر، اكتشف أنهم أبناء لموظفين في تلك الجهة، وأنهم سجلوهم ليحصلوا على مكافآت نظير الدوام الصيفي.

وأضاف: «أنا شخصياً كنت أستغل فترات أثناء الفصل الدراسي، لأداوم في جهة أو جهتين معاً، لأكتسب خبرات عملية، تعينني فيما بعد على تقوية السيرة الذاتية الخاصة بي، لكن اكتشفت في المقابل، أن طفلاً لا يتجاوز 14 عاماً مسجل مثلي تماماً في نظام الدوام، ويفترض أن يحصل هو على شهادة خبرة أيضاً، وهذا يؤثر سلباً في فرص المواطنين الذين يبحثون عن خبرات بصورة عملية».

وبشكل عام، أكد مشاركون في الحلقة النقاشية أهمية أن يأخذ الطالب حقه في التعليم الحكومي، وأن تكون هناك سلسلة متواصلة للعملية التعليمية منذ المرحلة الابتدائية حتى التخرج في الجامعة، لاسيما أن هناك صعوبات تواجههم عند العمل مستقبلاً.

وتناقش لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب، في المجلس، الموضوع ضمن خطة عملها في دراسة موضوع «سياسة وزارة التعليم العالي»، ضمن محاور توطين واستقطاب الكوادر العاملة في الجامعات والكليات الحكومية، والبرامج والمناهج التعليمية المطبقةـ ولغة التدريس المستخدمة وأثرها في مستوى التحصيل العلمي للطلبة، وخطة الوزارة للارتقاء بالدور المجتمعي للجامعات والكليات الحكومية.

تويتر