بالهول يطلق "شورك" للتوجيه الأكاديمي من خلال منصات التواصل الاجتماعي

صورة

أطلق وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، مبادرة "شورك" الهادفة إلى التوجيه والإرشاد الأكاديمي المبكر لطلبة المدارس من خلال منصات ومواقع التواصل الاجتماعية، وذلك على هامش منتدى الرواد الإماراتي البريطاني 2016، الذي يُعقد في العاصمة البريطانية لندن، ويستمر على مدى ثلاثة أيام.

وأكد وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي خلال كلمة ألقاها للطلبة المبتعثين والمتميزين في المنتدى أن "اهتمام الدولة بتطوير التعليم كمنظومة واحدة متجانسة بأدواتها ومكوناتها، انعكس مؤخراً في قرار دمج وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، ما يسهم في توحيد السياسات والخطط، ويرسي منظومة تعليمية متكاملة تعتمد في أسسها على العنصر البشري باعتباره محور كل تطور".

وأشار الدكتور أحمد بالهول الفلاسي: "لا يأتي التطور إلا من خلال التعليم بأشكاله وأنواعه الأكاديمية والتطبيقية، وأحدى هذه الأدوات اليوم هي مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاتها، والتي قربت المسافات وفتحت للعالم وللطلبة آفاقا جديدة للتعرف على العلوم والتخصصات العلمية، حيث تأتي هذه المبادرة لتوظيف هذه الأدوات لخدمة الطلبة وإطلاعهم على أفضل وأنجح التجارب".

وسيتم تفعيل مبادرة "شورك" خلال شهر مايو المقبل، وذلك بالتزامن مع تقديم طلبة الثانوية العامة لطلبات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي والبعثات الخارجية وتحديد التخصصات، حيث ستعمل مبادرة "شورك" بنقل تجارب وقصص نجاح الطلبة المبتعثين والمتميزين في الخارج للطلبة في دولة الإمارات عن طريق مواد مرئية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف التعرف على هذه القصص وعلى التخصصات التي يحتاجها سوق العمل خلال السنوات المقبلة، كتخصص علوم الفضاء والاستدامة والطاقة النووية وريادة الأعمال والابتكار، وغيرها من التخصصات المهمة.

وعبر عن فخره بأبناء الوطن المتواجدين خارج الإمارات لاستكمال دراستهم، مذكراً إياهم بأنهم سفراء لدولتهم وللتعليم العالي، ولإخوانهم الراغبين في الدراسة خارج الدولة، وأن كلاً منهم بمثابة مرجع أكاديمي وإرشادي لهم، وأن اطلاق مبادرة "شورك" ما هو إلا تجسيد لهذا المفهوم.

وأضاف وزير الدولة لشؤون التعليم العالي أن مبادرة "شورك" تأتي كأحد مخرجات الزيارات الميدانية التي قام بها معاليه في الفترة الماضية، حيث استمع معاليه لملاحظات الطلبة وآرائهم، وتوجههم الدراسي خلال المستقبل، وقال: "لمست من خلال زيارتي الميدانية، أن أغلب طلاب مرحلة الثانوية العامة لم يحددوا حتى الآن توجهاتهم الأكاديمية المستقبلية، ولم يحددوا الجامعة التي يرغبون في الدراسة فيها، والأهم هو التخصص الذي يرغبون في دراسته، كما لاحظنا، من خلال قسم القبول والتسجيل في الوزارة، أن بعض الطلبة تتغير اختياراتهم من فترة لأخرى خلال العام الدراسي رغم الإرشاد الذي يوجه لهم، والذي يبدأ مع بداية العام الدراسي، ومن هنا جاءت أهمية إطلاق مبادرة شورك".

وستمثل مبادرة "شورك" من خلال أدواتها برنامجاً إرشادياً بين طلبة التعليم العام في الدولة، وتحديدا طلبة مرحلة الثانوية، وطلبة التعليم العالي المبتعثين للدارسة في الخارج، بحيث يكون المبتعث مرشداً ومستشاراً للطلبة، ويزودوهم بالمعلومات والخبرات التي تساعدهم في اختيار وتحديد التخصص، مع اختيار الدراسة في الجامعات ذات المستوى العالي، والاستفادة من أهم التجارب التي مروا بها خلال دراستهم في الخارج.

وحول تنفيذ المبادرة، قال وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي إن الموقع الالكتروني للوزارة سيكون القناة الأساسية للتواصل بين الطلبة من خلال نشر مواد مرئية للطلبة المتميزين والمتفوقين في الخارج، ونشرها عبر وسم خاص من خلال مختلف القنوات، بالإضافة إلى خدمة لمراسلة الطالب المبتعث مباشرة على بريده الإلكتروني في حال وجود استفسارات أو طلب مزيد من المعلومات من قبل الطلبة في الدولة. 

وشكر في ختام كلمته سفارة الدولة، وبخاصة سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، عبدالرحمن المطيوعي، وأركان السفارة وممثلي جهات التوظيف وكافة من عملوا على إنجاح المنتدى، فيما تم تكريم الجهات المنظمة والمساهمة في المنتدى، وتكريم الطلبة المتفوقين.

من جهتهم عبر الطلبة المبتعثون عن امتنانهم لإطلاق المبادرة، التي تؤكد ثقة الوزارة بأبناء الإمارات، والذين لطالما أثبتوا حرصهم على الوقوف معا في كل الظروف وكافة الميادين، وحرص الوزارة على مساندة الطلبة ودعمهم ومواكبتهم منذ مرحلة مبكرة.

الطالب طارق بن حاتم البلوشي المبتعث للحصول على درجة البكالوريوس في المحاسبة والاقتصاد في جامعة برونيل في بريطانيا، أكد أن المبادرة تسهل عملية الابتعاث واختيار التخصص والجامعات، وتمهد عملية تناقل الخبرات بين الطلبة المبتعثين والطلبة المقبلين على الابتعاث وتختصر الطريق على المبتعثين الجدد.

من جانبه ثمن الطالب طالب محمد الهنائي والمبتعث للحصول على درجة الدكتوراه في هندسة طائرات بدون طيار، من جامعة إمبريال كولج في لندن، اهتمام وزارة التربية والتعليم - شؤون التعليم العالي بأن يختار الشباب التخصصات العلمية النادرة والمطلوبة لمواكبة التطور في الدولة ومواجهة أبرز تحديات القرن الحادي والعشرين (كالاستدامة وتحلية المياه وأمراض السمنة)، كما أن المبادرة تشجع أبناء الوطن المبتعثين في الخارج على رد الجميل للوطن من خلال مشاركة خبراتهم وأبرز التحديات التي واجهوها أثناء الدراسة لإعانة إخوانهم من طلبة الثانوية على اختيار التخصصات المناسبة، كما تدفع المبتعثين لأن يكونوا أهلاً للثقة وقدوة من خلال القيام بدور كبير في توليد أفكار بطرق مبتكرة وإبداعية تدعم النهضة الاقتصادية والتنموية في الدولة.

وأضافت الطالبة سلمى محمد مبارك طالبة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة موناش الأسترالية أن هذه المبادرة تشكل فرصة رائعة لتشجيع الطلبة الإماراتيين الذين يتطلعون لاستكمال تعليمهم العالي في الخارج، حيث يلعب التعليم دوراً هاماً في بناء الأمم وتهيئة الطلبة الجدد لجو الدراسة في الخارج، كما أضافت الطالبة شما الأنصاري المبتعثة لدراسة البكالوريوس في علم الجريمة في جامعة ايسيكس – كولشستر في بريطانيا أن المبادرة ممتازة و مفيدة، بحيث إنها ستفيد الطلبة الجدد الذين سينتقلون إلى مرحلة التعليم العالي، خصوصا إن كانت خارج الدولة، التي سيواجهون فيها صعوبات من ناحية الاغتراب واختيار التخصص والجامعة المناسبة، ما سيجمع بين فكرين مختلفين ويقلل من المشاكل التي وقعنا بها في السابق.

ورحبت جميع الملحقيات الثقافية في الخارج بالمبادرة، مثمنةً دورها في مد جسور التواصل بين الطلبة، ومعربةً في نفس الوقت عن استعدادها للاضطلاع بدورها في تنفيذ هذه المبادرة، كون الملحقية هي حلقة الوصل بين الطلبة المبتعثين وطلبة الثانوية في الدولة، مؤكدة أن هذه المبادرة ستلقى ترحيبا واسعا من كافة الأطراف.
وطلب معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي من الطلبة المبتعثين المتفوقين والمتميزين، والذين لديهم الرغبة بالمشاركة في المبادرة التواصل مع الملحقيات الثقافية في الخارج أو التواصل المباشر مع الوزارة على البريد الإلكتروني، حيث أن المرحلة القادمة من المبادرة ستشمل رصد التجارب الناجحة للطلبة المبتعثين المتفوقين والمتميزين، وتطوير المحتوى والمواد المرئية الموقع.

تويتر