معلمون يُحمّلون ذوي الطلبة المسؤولية.. ويطالبون بحلول غير تقليدية لمواجهة الظاهرة

نصف طلاب أبوظبي يتلقون دروساً خصوصية

«أبوظبي للتعليم» يطبق برنامج الدعم الأكاديمي على 130 مدرسة. الإمارات اليوم

أفادت إحصاءات صادرة عن مجلس أبوظبي للتعليم بأن أكثر من نصف طلبة مدارس أبوظبي يتلقون دروساً خصوصية، فيما أكد معلمون بمدارس حكومية وخاصة أن القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية يحتاج إلى حلول غير تقليدية، ويستلزم التفكير خارج الصندوق.

تقديم مساعدة أكاديمية

أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن العقود المبرمة بين المجلس والمعلمين، تحرم على المعلم إعطاء الدروس الخصوصية، وتقضي بفصل أي معلم تثبت مزاولته الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى وجود قرار يحظر على جميع المعلمين، التابعين للمجلس، تقديم دروس خصوصية مدفوعة الأجر إلى أي طالب يدرس في أي من مدارس أبوظبي.

وأكد أن المعلمين ملزمون بالعمل مع طلابهم خارج ساعات الدوام الرسمي، لتقديم المساعدة الأكاديمية المطلوبة لهم، وأن المدارس ملزمة بوضع البرامج الضرورية لدعم الطلبة، وحصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها، لتحقيق المخرجات التعليمية المطلوبة، موضحاً أن المساعدة يمكن تقديمها للطلبة، قبل بداية اليوم الدراسي، أو بعد انتهائه.

وتفصيلاً، أكدت نتائج استبيان نفذه مجلس أبوظبي للتعليم على أكثر من 52 ألف طالب وطالبة، في الصفوف من الخامس حتى الثاني عشر بمدارس حكومية وخاصة، أن 33.4% من طلبة المدارس الخاصة يتلقون دروساً خصوصية في مادة اللغة العربية، مقابل 59.7% من طلبة المدارس الحكومية.

 

وأظهرت النتائج أن 42.4% من طلبة المدارس الخاصة و65.7% من طلبة المدارس الحكومية، يتلقون دروساً خصوصية في الرياضيات، فيما يتلقى 34.6% من طلبة المدارس الخاصة، و64.2% من طلبة المدارس الحكومية، دروساً خصوصية في اللغة الإنجليزية، وذكر 13.3% من ذوي طلبة المدارس الخاصة، و20.5% في المدارس الحكومية، أن أبناءهم يتلقون دروساً خصوصية في مادة العلوم.

فيما تساوت نسبة الطلبة، الذين يعتقدون أن المدرسين يشرحون الدروس بطريقة منظمة في المدارس الحكومية والخاصة بنسبة 63%، في وقت أكد 65.3% من طلبة المدارس الحكومية، و69.9% من طلبة المدارس الخاصة، أن المعلمين يحثون كل الطلبة على الاجتهاد والمثابرة.

فيما عزا طلاب بالحلقة الثانوية، في مدارس حكومية وخاصة، سبب استعانتهم بالدروس الخصوصية، إلى رغبتهم في الحصول على تقديرات عالية، خصوصاً أن أسرهم يشجعونهم على ذلك، لضمان النجاح وتحقيق معدلات مرتفعة.

وقال الطلاب: قاسم الحوسني، وأحمد الموسى، وفهد البلوشي، وخالد حسن، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الاستعانة بالدروس الخصوصية لا تعني أن معلم الصف غير كفء، أو أننا لا نفهم شرح المقررات، لكننا نلجأ إلى الدروس الخصوصية لزيادة التحصيل ووجود مساعدة أثناء المراجعة، وحل الامتحانات التجريبية، خصوصاً أننا مطالبون من أسرنا بتحقيق نسب مرتفعة»، مشيرين إلى أن حصولهم على دروس خصوصية يقابله تشجيع من المنزل، وفي حالة رفضهم يتم اتهامهم بالتكاسل، وعدم الرغبة في التحصيل الدراسي.

فيما حمّل تربويون ذوي طلبة مسؤولية انتشار الدروس الخصوصية، بسبب دفع أبنائهم إلى الاعتماد على المدرس الخارجي والدروس الخصوصية بشكل كبير، لاعتقادهم أن الدروس الخصوصية تساعدهم على تحقيق النجاح، والحصول على معدلات مرتفعة.

وحذر المعلمون: أحمد نجيب، وياسر علي، وفاطمة خميس، من حماس ذوي الطلبة لتلقي ذويهم دروساً خصوصية، وعدم علمهم بأن الدروس الخصوصية تفقد الطلبة القدرة على التحصيل الذاتي والمراجعة الدورية والابتكار والبحث عن المعلومة، ما ينعكس بالسلب على مستواهم الدراسي، فضلاً عن عدم انتباه الطالب لمدرس الصف، واعتماده على أن الشرح سيتكرر في الدرس الخصوصي.

فيما أكدت المعلمات: نهى حفظي، ومروة ممدوح، ومنال الحمد، انتشار الدروس الخصوصية بين طلبة الحلقة الأولى، مشيرات إلى أن ذوي الطلاب يبررون ذلك برغبتهم في تأسيس أولادهم، منذ البداية بصورة جيدة.

وأشارت المعلمات إلى خطورة اعتياد الطلبة الدروس الخصوصية، منذ بداياتهم الأكاديمية، ما يحمّل الأسر تكاليف مالية، تؤثر في بقية النواحي المعيشية والترفيهية للأطفال، موضحات أن الدروس الخصوصية تعلم الطالب، منذ الصغر، الاتكالية والاستسهال، وعدم التركيز مع المعلم داخل الصف.

وحددت المعلمات خمسة أسباب لانتشار الدروس الخصوصية، تتضمن الوجاهة الاجتماعية، وتدليل الطلبة والاستجابة لمطالبهم، والرغبة الملحة في تحسين مستوى الطلبة، ومزاولة غير المتخصصين لمهنة التعليم من خلال الإعلانات، وضعف رواتب بعض معلمي القطاع الخاص.

 

وأكد المعلمون أن مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية تستلزم حلولاً غير تقليدية، والتفكير خارج الصندوق، لتغيير ثقافة المجتمع، مقترحين توفير كل شروح المناهج على موقع مجلس أبوظبي للتعليم، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم، وتوفير فرص التواصل مع المعلمين، من خلال المواقع الإلكترونية للمدارس، وتحديد عقوبات صارمة للمعلمين الذين تثبت عليهم ممارسة مهنة الدروس الخصوصية، وتجريم نشر إعلانات الدروس الخصوصية في الصحف والمواقع.

 

من جانبه، أطلق مجلس أبوظبي للتعليم برنامج الدعم المدرسي، بداية العام الدراسي الجاري، بهدف تحسين مستوى الطلبة، ورفع الكفاءة التحصيلية، وتوفير الدعم الأكاديمي لطلبة وطالبات 130 مدرسة، من خلال 48 مركزاً مجهزاً بالكامل، إذ توفر هذه المراكز الدعم اللازم لطلاب الحلقتين الثانية والثالثة، من الصف الثامن حتى الصف الثاني عشر، لرفع مستواهم الدراسي على أيدي معلمين أكفاء، في خطوة حضارية للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية.

 

وأكد المجلس أنه يسعى، من خلال هذا البرنامج، إلى تحسين مستوى التعليم للوصول إلى المعايير العالمية، وتخريج طلبة مؤهلين يمتلكون المهارات اللازمة التي تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل، مؤكداً أهمية طرح برامج إضافية لمساعدة الطلبة على رفع أدائهم، من خلال الاستفادة مما يوفره المجلس من مساعدة إضافية على أيدي أفضل الهيئات التعليمية.

وأشار إلى حرصه على تطوير مهارات الطلبة، من خلال الاستعانة بأفضل الكفاءات التدريسية، القادرة على تعزيز مهارات التفكير المتقدم لدى الطلبة، لافتاً إلى أن برنامج الدعم المدرسي يهدف إلى الارتقاء بمهارات الطلبة، وتعزيز قدراتهم في المواد العلمية، مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

 

تويتر